أبو حفص: «نضال التنظيمات التقدمية واليسارية إرث وطني يتشرف به كل المغاربة غير قابل للمزايدة ولا للمتاجرة»

27 مايو 2016 20:48
أبو حفص: «التنظيمات التقدمية واليسارية إرث وطني يتشرف به كل المغاربة غير قابل للمزايدة ولا للمتاجرة»

هوية بريس – عبد الله مخلص

الجمعة 27 ماي 2016

من جديد نشرت يومية آخر ساعة؛ التي أصبح يديرها قبل أشهر فؤاد العماري بدلا عن أخيه إلياس العماري الأمين العام الحالي لحزب “البام”؛ مقالا لمحمد عبد الوهاب رفيقي.

فبعد الجدل الذي خلفه حواره من أربع مقالات مع السوري محمد حبش، المعروف بقناعاته الشاذة، وتقدسيه المفرط للعقل؛ ونفيه لنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة إذا عارضت النتائج التي توصل إليها عقله، خرج مجددا أبو حفص بمقال جديد عنونه بـ”في كل ماي.. لا بد لي من كلمة”، وقد حظي هذا المقال باهتمام كبير من المنبر المثير للجدل “آخر ساعة”، حيث تم اعتماده كمقال رئيس ونشر في الصفحة الأولى من اليومية المذكورة.

أبو حفص الذي تعوَّد -وفق ما ذكره في المقال- كل سنة في مثل هذا التاريخ أن يسجل بوحا واعترافا، ينسجم فيه مع نفسه، ويعبر فيه عن وفائه، لمن كان له يوما ما فضل عليه في أن يكون ما هو عليه اليوم، اختار هذه السنة أن يعترف “للتنظيمات التقدمية والديمقراطية واليسارية التي عاشت وكافحت وناضلت سنوات الرصاص“.

وشدد المعتقل السابق في أحداث 16 ماي أن بَوحَه هذه السنة جاء “متجردا من كل النزعات الإيديولوجية والفكرية، وأنه “لا يمكن لأي منصف متجرد، إلا أن يعترف بدور هذه التنظيمات في تحقيق ما نعيشه اليوم من مكتسبات حقوقية”، إضافة إلى أن “نضالات هؤلاء الشرفاء الممزوجة بدمائهم وأرواحهم، ما كان لنا أن نبلغ هذا المستوى المتقدم والرخاء على مستوى الحقوق“.

وأطلق أبو حفص في مقاله المذكور العنان لخياله وتذكر “ما شهده خلال سنوات الاعتقال، وكيف كان المعتقل السلفي، بكل خلفياته الفكرية والإيديولوجية، يناضل من أجل تحصيل هاتف نقال يمنع عليه حيازته، ليركب رقم المرحومة اليسارية آسية الوديع، متظلما ومشتكيا ومطالبا بالتدخل، ليفاجأ بها وقد وقفت على أبواب زنزانته بعد منتصف الليل أو قريبا من الفجر”.

وإذا كان اتصال السلفيين ببعض الإسلاميين السياسيين أمرا طبيعيا ومنطقيا، فالذي لم يكن مألوفا -بالنسبة لأبي حفص- هو “تجاوب منظمات توصف من قبل هؤلاء المعتقلين بالإلحادية والعلمانية والمشيعة للفاحشة مع هذه الملفات، وتسخيرها لمقراتها لأسرهم وعوائلهم والجمعيات المدافعة عنهم، رغم كل الاختلاف والافتراق”.

هذا واعتبر أبو حفص أن النضال الذي خاضته هذه التنظيمات “إرث وطني يتشرف به كل المغاربة، غير قابل للمزايدة ولا للمتاجرة، شأنه شأن تاريخ الحركة الوطنية، ومسار الأحزاب العريقة التي هي ملك لكل المغاربة وليس لمناضليها”.

يشار أن أبا حفص محمد عبد الوهاب رفيقي شارك مؤخرا مع جمعيات حقوقية تنتمي إلى التوجه الذي بات يدافع عنه، ومن بينها “بيت الحكمة”، الذراع الحقوقي لـ”البام”؛ فبعد طعنه الصريح في تاريخ الأمة بمجازفة وجرأة، وادعائه أن “تنظيم داعش هو دولة شرعية حسب المنظومة الفقهية التي يستند إليها أهل السنة والجماعة”، ها هو اليوم يعتبر من يستميتون في محاربة ما تبقى من الشريعة في بعض القوانين ومناحي الحياة “شرفاء”، ومطالبهم “إرثا وطنيا غير قابل للمزايدة ولا للمتاجرة!” وهو الذي كان بالأمس القريب له موقف مناقض تماما لما هو عليه اليوم؛ فسبحان مبدل الأحوال..

أكيد أن لبعض الجمعيات الحقوقية تاريخا نضاليا، لكن نضالها كان من أجل القضايا التي تؤمن بها، وفي إطار قناعاتها ونظرتها الخاصة للكون والحياة والإنسان، هذه النظرة التي تشكل نقطة الخلاف الجوهرية بين من رضي بالله تعالى ربا ومشرعا، ومن يسعى إلى فصل السماء عن الأرض، وجعل الإنسان محور الكون، ويطبع مع مواثيق تفرضها دول الاستكبار بقوة الحديد والنار.

وإذا لم يضبط الإنسان المفاهيم، ويطلع بعمق على أدبيات ومرجعيات من يختلف معهم، ويتخذ قراراته بناء على تأصيل علمي متين، فإن تصوراته تكون في الغالب سطحية، ومواقفه انطباعية، وخرجاته على هذا المنوال الذي نتحدث عنه، وإذا كان اليوم أبو حفص قد انتقل من اليمين إلى اليسار بسبب ردود أفعال، فلا يستبعد أن ينتقل غدا إلى وجهة أخرى، للأسباب ذاتها.

وإن غدا لناظره قريب..

آخر اﻷخبار
9 تعليقات
  1. لايمكن القول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل. يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. اين عقيدة الولاء والبراء……

  2. هذا المتعالم مازلت اتذكر عندما كان ابن العشر سنوات في منزل شيخنا الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله كان أباه يعمل في التمريض وكان يزور بين الفينة والأخرى الشيخ رحمه الله ومازلت اتذكر انه سلم على الشيخ وقدم له ابنه هذا مفتخرا به انه يحفظ عشرة اجزاء من القران الكريم.

    ولكن هناك فرق بين الابن والأب

    الابن اصبح من الذين يدعون العلم بعد ان أعطاه الاعلام الرخيص لقب شيخ من السلفية الجهادية
    وسجن لعدة سنوات قلنا الرجل سيتعلم في سجن يوسف عليه السلام

    ولكن خرج بشطحات في العقيدة يتعاطف مع الشيعة وأصبح يعتمد على العقل فبل النص حتى اصبح الان عنده القوميين والاشتراكيين وبني علمان مناضلين ويدافع عنهم حسب ما رايت في عَنوان الجريدة في هذا المقال

    ان كان فيه خير ربنا يُبين له الحق ويتبع منهج اهل السنة والجماعة وان كان في علمه سبحانه غير ذلك فربنا يبعد عنا وعن المسلمين تهوراته وشطحاته ويعامله بما يستحق.

  3. ان الارهابيون التكفيريون إماء الدماء او العلمانية ينسلخون من الدين اعلمو ان هذا الشخص من الخونة لاعلاقة له بالدِّين شخص وزبانيته سفكوا الدماء بعد ذالك تعلمنا التكفير او العلمانية

  4. نسي ما فعله به الاعلام والجمعيات العلمانية فصاروا بين عسية وضحاها شرفاء..
    ربما يسيرهم غدا أولياء من يدري

  5. لا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم تبتنا على دينك
    ربنا لا تؤاخذني بما فعل السفهاء منا
    متى كان التقدمي والعلماني واليساري والزناديق شرفاء
    هل تعلمون ما فعل التقدميين والاشتراكيين بالمغاربة بعد 16ماي.

  6. هذا المقال في الصميم
    شكرا هوية على الوفاء والمصداقية والدفاع المستميت عن الدين والشريعة

  7. كنت دائما ادافع حتى من لانعرفه من المعتقدين أنهم دعاة عندما يثأر موضوع الارتزاق بالدين كما ان كان لدي غيش لكلمة الارتزاق بماهو اسمى ولكن شاءت الاقدر ان يطيل الله عز وجل في عمري حتى رأبت اناسا كانوا بالامس القريب يعلون المنابر وهاهم اليوم يملؤون الدنيا علينا نهيقا يرتزقون ويكسبون باسم الطعن في الدين وصاحبنا منهم وصدقون اذا قلت ان الدافع من وراء خرجاته هو الارتزاق لاغير ولك اقول كما كانت تقول العرب تجوع الحرة ولاتاكل بتدييها

  8. رحم الله الامام الشافعي الذي قال راي صواب يحتمل الخطا وراي غير خطا يحتمل الصواب.اري ان بعض الناس يريدون اخراج اليساريين والتقدميين من الدين.نختلف معهم في فهمهم القاصر والشمولي للاسلام ولكن هم مغاربة مسلمون على كل حال.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M