أحكام جمع الصلاة للمطر

31 أكتوبر 2018 00:00
فوبيا الصلاة

هوية بريس – قاسم اكحيلات

– اختلفوا في مشروعية جمع الصلاة عند المطر، فقال قوم يشرع جمعها -عموما- وهذا مروي عن ابن عمر وعروة وابن المسيب وعمر بن عبد العزيز وهو قول مالك وأحمد والشافعي. ولهم ما وراه مالك عن نافع: “أن عبدالله بن عُمَر رضي الله تعالى عنهما كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمع معهم” (الموطأ).

وقال الحنفية لا يجوز الجمع بين الصلاتين مطلقا، إلا للحاج بعرفة يجمع بين الظهر والعصر، وبمزدلفة بين المغرب والعشاء.وحاولوا الجمع بين ما ورد في النهي عن تأخير الصلاة عن وقتها وبين ما ورد في الجمع من أحاديث، وقالوا ان الجمع الوارد في الأحاديث هو جمع صوري،أي تأخير الصلاة الأولى إلى قبيل آخر وقتها وعند الفراغ منها يدخل وقت الصلاة الثانية فتصلى فيه. ويسمى (جمع الفعل) و(جمع المواصلة) و(الجمع الصوري) و(الجمع المعنوي).

– يشرع جمع الظهر والعصروكذا المغرب والعشاء وهذا مذهب الشافعية، لحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جمع رسول الله ﷺ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر” (متفق عليه).

وقال المالكية وقول عند الحنابلة: يجمع فقط بين المغرب والعشاء، لأنه لم يثبت ان النبي ﷺ جمع فيهما، ولأن المشقة في المغرب والعشاء أشد لأجل الظلمة، ثم الناس في الظهر والعصر يخرجون ويبيعون فكما أنهم لم يمنعوا من العمل فالصلاة أولى.
قال مالك “لا يجمع بين الظهر والعصر في الحضر ولا نرى ذلك مثل المغرب والعشاء” (المدونة).

قلت: والراجح الأول لحديث ابن عباس: “جمع رسول الله ﷺ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر” (متفق عليه).

– ذهب المالكية والشافعية في الجديد إلى جواز جمعها تقديما -أي في وقت الأولى- فقط لأن استدامة المطر ليست مؤكدة، فقد ينقطع المطر فيؤدي إلى إخراج الصلاة عن وقتها من غير عذر.
وذهب الحنابلة إلى جواز جمعهما تأخيرا كالسفر، وإلى هذا ذهب الإمام الشافعي في القديم.

قلت: الرجح انهم ينظروا للمصلحة، وإلا صلوا تقديما فقد لا يدوم المطر.

– الإمام هو من يحدد الجمع، وليس للناس التنازع والتنابز، ومن شاء جمع ومن شاء ترك، وإن كان الإمام غير فقيه علم بلين.

– هل يؤذن لهما أذانان أم واحد؟:

قال المالكية يؤذن لكل صلاة أذان ولهم فيها صفة: يؤذن للمغرب على الصوامع ويستجب تأخير صلاتها، ثم يقام ويصلونها، ثم يؤذن للعشاء في صحن المسجد بصوت منخفض ثم يقام للعشاء وتصلى.
وقالوا الأصل أن لكل صلاة اذان وهذا الأصل لا يرتفع. واحتجوا بما ورد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: “حج عبد الله رضي الله عنه فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر أرى فأذن وأقام..” (البخاري).

وقال الشافعية والحنابلة لا يؤذن إلا أذان واحد،فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في وصف حجة الرسول ﷺ قال: “ثم أذَّن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا.. حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين” (مسلم).

– اختلفوا في نية الجمع ما محلها ؟. فقال المالكية والحنابلة ان النية تكون عند الإحرام بالأولى، إلا ان المالكية استثنوا ما إذا دخل ووجدهم يصلون،قال مالك فيمن صلى في بيته المغرب في ليلة المطر فجاء المسجد فوجد القوم قد صلوا العشاء الآخرة فأراد أن يصلي العشاء، قال:” لا أرى أن يصلي العشاء وإنما جمع الناس للرفق بهم وهذا لم يصل معهم فأرى أن يؤخر العشاء حتى غيب الشفق ثم يصلي بعد مغيب الشفق.قلت: فإن وجدهم قد صلوا المغرب ولم يصلوا العشاء الآخرة فأراد أن يصلي معهم العشاء وقد كان صلى المغرب في بيته لنفسه؟.قال: لا أرى بأسا أن يصلي معهم”.(المدونة).
وقال الشافعية النية تكون عند الإحرام بالأولى أو في أثنائها أو مع التحلل منها.وسبب الخلاف، هل تعتبران عبادة واحدة لأنهما جمعتا، ام تظلا فمترقتين؟

قلت : الراجح أن النية تجزئ عند الإحرام بالثانية لأنهما عبادتان مختلفتان،والجمع لا يقتضي الضم. ورسول الله ﷺ جمع بأصحابه ولم يثبت أنه أعلمهم برغبته في الجمع حتى ينووا.قال ابن تيمية:”وما علمت أحداً من الصحابة والتابعين لهم بإحسان اشترط نية لا في قصر، ولا في جمع.. لم ينقل قط أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه لا بنية قصر ولا نية جمع ، ولا كان خلفاؤه وأصحابه يأمرون بذلك من يصلى خلفهم، مع أن المأمومين أو أكثرهم لا يعرفون ما يفعله الإمام ” (مجموع الفتاوى).
أما في حال جمع التأخير لابد من نية التأخير وإلا صارت قضاء.

– إذا جمع بين المغرب والعشاء-مثلا- فهلا يجوز له أن يبدأ بالعشاء ثم المغرب؟. خلاف: الراجح يجب الترتيب ولم يثبت انه ﷺ خالفه، والترتيب فرض لا يسقط إلا بالنسيان عند قوم.

– إذا جمعوا وصلوا المغرب-مثلا- فإنهم يقومون مباشرة لصلاة العشاء، وهذا قول المالكية، وقال الشافعية والحنابلة يشترط عند جمع التقديم ولا يشترط عند التأخير، وقال ابن تيمية لا يشترط شيء من هذا لا في التقديم ولا التأخير.

قلت : والراجح جواز الفصل، فعن أسامة رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا” (متفق عليه). قال الشوكاني: “قوله: (ثم أناخ كل إنسان بعيره) فيه جواز الفصل بين الصلاتين المجموعتين بمثل هذا” (نيل الاوطار).

– قال المالكية لا تجمع الصلاة إلا إن نزل المطر حال صلاة الأولى . وقال الشافعية والحنابلة أن تمطر عند افتتاح المجموعتين وسلام الأولى واستمراره إلى دخول الثانية.
والمطر هو الذي يبل الثياب وتحصل معه المشقة حين الخروج. قال الآبي المالكي: “فالمطر سبب للجمع بين المغرب والعشاء على القول المشهور بشرط أن يكون وابلا أي كثيرا وهو الذي يحمل أواسط الناس على تغطية الرأس”.(الثمر الداني).
قال ابن قدامة: “والمطر المبيح للجمع هو ما يبل الثياب وتلحق المشقة بالخروج فيه وأما الطل والمطر الخفيف الذي لا يبل الثياب فلا يبيح والثلج كالمطر في ذلك لأنه في معناه وكذلك البرد”.(المغني).

– منع المالكية والشافعية من جمع الصلاة للمنفرد وقالوا هذا خاص بالجماعة في المسجد. ولا يجوز لجماعة في غير المسجد ان تجمع. وقال الحنابة يجوز الجمع للمنفر وكذا للجماعة في غير المسجد.

– إن كان الرجل يقيم أمام المسجد وليس بينه إلا خطوات، له الجمع معهم، فقد سئل مالك: “عن القوم يكون بعضهم قريب المنزل من المسجد إذا خرج منه دخل إلى المسجد من ساعته، وإذا خرج من المسجد لى منزله مثل ذلك يدخل منزله مكانه، ومنهم البعيد المنزل من المسجد، أترى أن يجمعوا بين الصلاتين كلهم في المطر؟ فقال: ما رأيت الناس إذا جمعوا إلا القريب والبعيد فيهم سواء يجمعون، قيل: ماذا؟ فقال: إذا جمعوا جمع القريب منهم والبعيد”.(البيان والتحصيل). ومنع الشافعية من هذا وقالوا الجمع شرع للمشقة وهذا لم تحصل له فلا وجه لجمعه.

قلت: الراجح له ذلك وهو معهم فيها ولا يتخلف.

– أما السنن الرواتب فقال قوم يجمع ثم تصلي سنة الأولى ثم الثانية، قال النووي:”في جمع العشاء والمغرب يصلي الفريضتين ثم سنة المغرب ثم سنة العشاء.. وأما في الظهر: فالصواب الذي قاله المحققون أنه يصلي سنة الظهر التي قبلها ثم يصلي الظهر ثم العصر ثم سنة الظهر التي بعدها ثم سنة العصر” (روضة الطالبين). وهذا ظاهر مذهب المالكية إذ انهم قالوا بتأخير الوتر إلى دخول وقت العشاء ففهم انهم جوزوا سنة العشاء قبل الوقت.
وقد يستدل لهذا بما ورد عن أسامة رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا”. (متفق عليه).

– اختلفوا في صلاة الوتر، هل تصلى مباشرة بعد الجمع أم تؤخر إلى وقت العشاء؟ راجع الرابط فقد سبق وبينته:
https://www.facebook.com/kacem.khailat/posts/2842532775772755

– الأذكار إن كان يترك لها وقت، وخاصة عندنا في المغرب فيؤذن ويقام يأتي بها، وإلا اخرها إلى انتهاء الجمع.

والله الموفق

#قاسم_اكحيلات
00212770397664

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M