أحمد منصور يكتب: المشاهد الأخيرة لمسرحية «داعش»

09 نوفمبر 2017 13:33
أحمد منصور يكتب: المشاهد الأخيرة لمسرحية «داعش»

هوية بريس – أحمد منصور

ما يجري في العراق وسوريا ليس سوى المشاهد الأخيرة لمسرحية «تنظيم داعش» تلك الأسطورة التي صنعت في يوم وليلة واستخدمت من الناحية الإعلامية والسياسية والعسكرية فزاعة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين طوال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تركت لتنمو وتكبر ويقوم الإعلام الغربي بتضخيمها والساسة الغربيون بإظهار توحشها واستخدامها ذريعة لتنفيذ المخطط الأسود لتدمير المنطقة وتشريد أهلها وإعادة رسم خرائطها من جديد على أسس طائفية عرقية مقيتة تبقي الحروب قائمة والثارات مستمرة وتصعد الكراهية بين الشعوب.

فحينما أعلن أبوبكر البغدادي عن إقامة دولة الخلافة من على أحد منابر الموصل إنما كان يعطي الإشارة لعملية التدمير التي نرى آثارها اليوم وقد أصبحت الموصل بكل حضارتها التاريخية وأهلها أثراً بعد عين تماما مثل الرقة في سوريا ومثل مدن أخرى كثيرة تركض فلول داعش الآن من واحدة إلى أخرى بها لتنقل لنا المشاهد الأخيرة من تلك المسرحية التي دفعت وتدفع الأمة ثمنا باهظا لها، فلم تتعرض المنطقة في تاريخها لدمار منظم وشبه كامل مثل الذي تتعرض له الآن، دمار في الإنسان والأخلاق والقيم والدين والهوية والحضارة والتاريخ والمعمار والمدن والقرى، دمار شامل خطط له الغرب وشارك فيه أهل المنطقة من حكام فاسدين ظالمين لا ينتمون للأمة وإن كانوا يتحدثون بلسان أهلها، وما كان يحدث على مدار التاريخ أن هذا الفساد كان يمارس ولا يرصده أحد إلا ربما الذين حضروه حتى أن كثيرا من المعارك التي كانت تباد فيها الجيوش كان المنتصرون فيها يتعمدون أن يتركوا بعض الجنود أحياء حتى يرووا فظائع من جرى لمن خلفهم، لكننا الآن نشاهد الدمار والخراب وإزهاق الأرواح وهتك الأعراض على الهواء مباشرة وعلى شاشات التلفزة يروى للأحياء وللأجيال القادمة ما جرى ويجري لتشاهد الأجيال حجم الخراب العام الذي وصلت إليه الأمة.

السنوات الثلاث الماضية التي عرضت فيها مسرحية «داعش» ليست سوى مؤامرة خبيثة دنيئة قذرة وقد اشتركت في هذه الجريمة كل قوى وأشرار الأرض ويكفي أن نتعرف على القوى والقواعد العسكرية والأجهزة الاستخباراتية الموجودة على الأراضي العراقية والسورية لنعرف أن تلك المسرحية هي نتاج تخطيط وإنتاج وتقديم لكل هذه القوى مجتمعة، وحتى تعرفوا حجم القذارة التي تؤدي على مسرحها من كل الأطراف سأقدم لكم هذا المشهد الهزلي الذي وقع يوم الأربعاء الماضي بين الأميركان والروس فقد صرح قائد العمليات الخاصة في التحالف الدولي جيمس جيرارد بأن آلاف المدنيين فروا من دير الزور بسبب تقدم قوات النظام وليس بسبب وجود مسلحي تنظيم داعش، وأن المدنيين السوريين يتجهون للشمال إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية، فما كان من المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إلا إبداء استغرابه من تصريحات جيرارد معتبرا إياها «سخافة جغرافية» لأنه ليس هناك سوريون يرغبون في التوجه إلى الشمال لأن الرقة التي تقع في الشمال قد دمرها التحالف الدولي ولم يعد لها وجود.. هذا مشهد واحد من المشاهد الأخيرة للروس والأميركان في مسرحية «داعش» التي سيسدل الستار عنها قريبا حتى يبدأ عرض مسرحي هزلي جديد.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. الديموغرافيا في العراقية واختلالها كانت هي الهدف الاول من العمليات العسكرية لداعش او ما سمي زورا وبهتانا (دولة الخلافة الاسلامية ) وقد ابتدأت عملية التغير هذه بانسحابات الجيش المهينه من المحافظات السنية في عملية لا تقع تحت الفعل ورد الفعل العسكري لجيش مثل الجيش العراقي الباسل مهما غير وا به وبتركيبته لتغليب طائفة على اخرى الا انه ومع الأسف كانت الأوامر العليا من القيادات العليا له هي التي أعطت اوامرها بالانسحاب ليسجل التاريخ اكبر عملية خداع للقوى يجب ان يحقق بها ويحاسب عليها من كان مؤثرا وفاعلا لها طال الزمان او قصر ،ان الديموغرافيا هي اكبر هاجس يخشاه الطائفيون الذي حكموا البلاد بعد عام ٢٠٠٣ اذ ان البلد قسم على أساس اثني وطائفي في خلطة لا تصلح الا عند الطائفيون فلا هي سنة وشيعة او عرب وغير عرب وإنما أخذت بانتقائية عجيبة يراد منها تمرير الدستور الصاروخي في سرعة كتابته من حيث نسب المكونات ،على العموم بعد عمليات التهجير لسكان محافظات معلومة الهوية وعدم عودة الا نسبة قد لا تساوي النصف (وبالمناسبة فان الامم المتحدة ومن خلال تجاربها في المناطق.التي ينعدم فيها السلم الأهلي ويحصل فيها هجرة بسبب ذلك تقول لا يكاد يعود الى موطنهم الأصلي الا النصف او يقل قليلا عن ذلك )اقول عندما لا يعود الا النصف او اقل فقد اطمئن الخائفون من الديموغرافيا نوعما ،وقد أتى تصريح رئيس الجمهورية للتهيأ لتعداد ٢٠٢٠ يتماهى مع ما طرحناه من ان عملية داعش كان هدفها الرئيس داخل العراق هو قلب الديموغرافيا وجعلها تميل الى صالح مكون دون آخر هذا اذا ما اخذنا الهجرة العكسية من بعض الدول الإقليمية والتي تشير تقارير استخبارية وصحفية ربما زادت عن الأربعمائة الف ،وهكذا فهمًا بلغت الجهود حثيثا في عد العراقيين خارج العراق فلن تستطيع حصرهم بنسبة نجاح لا تتعدى بكل حال وبتقديري الشخصي وقياسا بانتخابات الخارج للبرلمان لا تتعدى الخمسين بالمائة ،لذلك ستظهر نتائج باهرة ربما تهتز النسبة (الذهبية)التي وضعت في الدستور وهي ان المكونات العراقية هي (٦٥٪‏عراقيين شيعة و١٣٪‏٪‏ أكراد و١٣٪‏‏سنة عرب ويمكن و٥٪‏تركمان و٤٪‏ مسيحيين ومكونات اخرى …….. كيف نحل ذلك ونجعل هذا الافتراء يفشل :ان كل عراقي يستطيع العودة الى وطنه يجب ان يعود على الأقل في فترة الانتخابات ،تفعيل دور منظمات اعمل المدني المختصة بالهجرة والتهجير وتهيئة الدراسات المطلوبة عن مراكز تجمع العراقيين المهجريين في دول العالم وخصوصا الدول الإقليمية المجاورة للعراق ،،،،اشراك المنظمات العالمية لتدقيق بيانات وسجلات النفوس في المحافظات العراقية وبيان مدى الانحراف الحاصل فيها بحدة بعد مقارنتها بمثيلاتها من سجلات نفوس لوائح البيانات المدنية للسكان قبل عام ٢٠٠٣،،،،،،،
    اما ما قامت به داعش منا عمال اخرى أشار اليها الأخ الكاتب فهي تدمير البنى التحتية للمحافظات التي احتلها داعش بحيث تحتاج الى عشرات السنين لإعادة بنائها ،اضافة الى تفقير سكانها من حيث ان هجرتهم الطويلة خارج مدنهم قد اكلت كل ما عندهم من مدخرات ربما كانوا قد ادخروها لشعاب الأيام وطالت عليهم المدة فغنيهم اصبح فقيرا وفقيرهم قد ازداد فقرا ،،،،وكذلك فان زيادة تشويه وزيادة الخوف من الاسلام قد تحققت على يد داعش ومن لف لفهم من مغفلي الأمة ومن العاطفيين الذي لم يفقهوا في مكر أعداء الاسلام والام الا عواطفهم فتراها تسحبهم الى كل ناعق يدعي زورا وبهتانا بانه هو الاسلام الصحيح فينشروا ورائهم على الرغم من تنبيه العارفين بمكر هؤلاء ممن يفهمون وسطية الاسلام والذين بدا الغرب يحاربهم ويتهمهم بأنهم صناع داعش وأرضيته ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ألذ ي املنا به تعالى بان مكره هو الغالب ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M