أسماء أزقة تمارة “الوهابية” وجوقة محاربة الأسلمة

18 مايو 2020 15:24

هوية بريس – إبراهيم الطالب

بداية للتوضيح أنا ضد أن تسمى شوارع المغرب وأزقته ومؤسساته العمومية بأسماء نساءٍ أو رجال لا يزالون أحياء، سواء كانوا مغاربة أم غير مغاربة، لأن رمزيتهم وقدرهم لا يكتمل إلا بوفاتهم على الحالة المرْضِية، فقد يَختم الرمز حياته بخيانة عظمى أو جريمة تقدح في رمزيته التي هي غاية ما يُطلب في تسمية الأماكن والمؤسسات باسمه.

وقديما قيل: “من كان مُسْتَنّا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن فتنته”.

كما أنني أستهجن كثيرًا من الأسماء التي تسمى بها هذه الأماكن والمؤسسات العمومية، كأسماء النباتات والأزهار.

فهذا الاستخفاف الكبير الذي تعرفه عملية انتقاء التسميات، والارتجالية في اختيارها، والعجلة في أخذ قرارات تثبيتها أو إزالتها يبقى أمرا يبعث على الامتعاض.

فمن اختار تلك الأسماء؟ ولماذا؟

ومن أمر بإزالتها في رمشة عين؟

وما هي الأسباب؟؟

ولماذا كل هذا الاستعجال؟

هذه علامات استفهام تبقى عالقة على واقع تدبير الشأن العام، وما يعرفه من ارتجالية واستعجال؛ للأسف.

لكن يكون الأسف شديدا عندما تكون القرارات بعد ضجة مفتعلة، كما هو الحال في “قضية تسميات تمارة”، هذه التسمية التي وقعت قبل أكثر ثمانية عشر سنة، فلو كانت تلك الأزقة فتيات لكُنَّ اليوم بَلغن الحلم أو زُوجن.

إن الأشخاص والمؤسسات الإعلامية التي افتعلت هذه الضجة الإعلامية و”البروباكاندا” المصاحبة لها، لا يهمها موضوع التسمية، ولا يهمها شيء سوى أن تصفي حساباتها السياسية مع الحزب “الإسلامي” الذي كان يدير المدينة مع أحزاب أخرى تختلف عنه في المرجعية والإيديولوجيا، لكن رغم ذلك يبقى المتهم بالنسبة لتلك الجوقة هو الحزب الذي تتهمه دوما بأسلمة المغرب، وكأنَّ المغرب جزء من الأرجنتين أو ولاية بالقرب من تكساس.

هذه الأصوات المحاربة لكل ما هو إسلامي أو يرمز إلى الإسلام، إنما يدفعها للتحرك كرهها للثقافة الإسلامية، والدليل أنها أخذت الموقف نفسه بعدما أطلقت جماعة أكادير تسميات فلسطينية على شارع و39 زقاقا بحي القدس بمدينة أكادير، وذلك بعد مصادقة المجلس الجماعي للمدينة في 2018، على تسمية أزقة بالمدينة بأسماء مدن ورموز فلسطينية مثل: (زنقة بيت لحم، زنقة جنين، زنقة الخليل، المسجد الأقصى، طولكرم، يافا…)، وقد فسروا تنديدهم بهذه القرارات آنذاك أنها تعتبر طمسا للهوية الأمازيغية للمدينة.

إذا هذا الأمر له فصل آخر قديم، يؤكد أن هؤلاء الحاقدين منتجي عصارات الكراهية والبغض، ومعهم منبر “الحداثة” “كود” الذي لا يعرف من الحداثة سوى العداء للدين وعقائده ورموزه، اتهموا أصحاب الأسماء موضوع التسميات بالإرهاب والداعشية والتطرف، دون اعتبار لمسؤولية الشهادة، ولحرمة هؤلاء، ويقيني أنهم لا يعرفون عمن يتحدثون.

فيكفي أن تكون ذا لحية وتتزيى بلباس يدل على ثقافة أصيلة كي توصم بالتطرف، لكن بشرط أن تكون لحيتك ذات مرجعية سنية وجلبابك أو قميصك تلبسه لأنك تعتقد أنه يحيل على ثقافتك المرتبطة بالدين، أما إذا كنت تحمل همَّ الإسلام والأمة وتجهر بذلك فأنت إرهابي بدون شك.

لكن نفس اللحية إذا اتخذتها تأسيا بلحية “تشي جيفارا”، فهذا ليس فيه شيء بل مدعاة للفخر عندهم حتى ولو كنت تتبنى الثورة المسلحة.

وما يثبت أن هذه الضجة على تلك الأسماء ليس مصدرها سوى الحقد والكراهية، هو أنها ضمت أسماء لمفكرين وأطباء وصحفيين مناضلين، لكن ليس كنضال اليسار الذي كان يتدرب زعماؤه في الجزائر وسوريا، للقيام بإعادة فتح المغرب، وليس كنضال ابن بركة الذي كان يبارك ذلك القتال المسلح، وخطط لحمل السلاح ضد بلاده وضد المغاربة، لكنه قتل في فرنسا في أشهر جريمة سياسية مغربية، فأصبح اسمه يناط بأكبر الشوارع في العاصمة وغيرها، بعدما داس اليسار وردته البنفسجية تحت جرار السلطة في خرافة ما سمي بحكومة التناوب.

من تلك الأسماء التي اتهموها بالإرهاب والداعشية نجد الدكتور “الإرهابي” خالد الجبير الذي أسال دماء مغربية كثيرة، لكن ليس بالقنابل والرشاشات، ولكن بالمباضع في غرف العمليات بمصحات الدار البيضاء، حيث تطوع مرارا لإجراء عمليات للقلب لفائدة مئات المرضى المغاربة، الذين ما كانوا ليجدوا من هؤلاء الناعقين ولا فلسا، بل لحقدهم قد يفضلون أن يموت أولئك ولا يدخل أمثال الدكتور الجبير إلى المغرب.

والدكتور الجبير هو خالد بن عبد العزيز بن محمد الجبير طبيب حاصل على الزمالة البريطانية  عام1987م، وقدم العديد من الأبحاث في مجال جراحة القلب تجاوزت 35 بحثا نشرت في مجلات ومؤتمرات عالمية ومحلية.

فما هذا الدجل وما هذا الكذب؟

ومن بين هؤلاء الذين اتهمهم “عصيد” و”كود” وبعض خفاف العقول بالإرهاب، نجد الصحفي والمفكر رئيس المنتدى الإسلامي ببريطانيا الدكتور أحمد الصويان، الذي هو اليوم في سحن من سجون ابن سلمان، لأنه نزيه في زمن الخسة، أمين في زمن الخيانة، مناضل ضد الظلم وضد الاستبداد، حاول طيلة عقود مديدة أن يستنهض أمته، لتنعتق من قبضة الغرب، وهو مدير مجلة البيان الدولية التي تجوب العالم بطبعاتها الشهرية الممتازة والمثقلة بالفكر والوعي والتنوير الحقيقي.

فبدل أن يدافع الحداثيون المتباكون على “التمغرابيت” وعلى ثقافة البلاد، عن هذا الصحفي الكاتب القابع في سجون الظلم، نراهم يكيلون له ولمن معه تهما أصبحت لا معنى لها سوى أنها من آليات تصفية الحسابات، صنعتها أمريكا، لتسجن وتقتل بها المسلمين، ودكت بها حضارة العراق واستنزفت ثرواته، ولا يزال الغرب ومعسكر العربان المتصهين يستعملها في اليمن سوريا وليبيا، ويشرد بها الشعوب المسلمة نساؤها وأطفالها.

حتما لن يدافعوا عن أمثال الدكتور الصويان لأنهم أعداء لمبادئه فالعمل الأيديولوجي يقتضي منهم أن يقفوا مع السجان والمستبد بشرط واحد هو أن تكون الضحية إسلامية، وهذا كان موقفهم من قضية القدس وفلسطين، فلا غرابة إذا.

ونتساءل هل كان هؤلاء “المُتحادثون” سيتكلمون لو كانت الأسامي لأشخاص مثل تركي الحمد السعودي العلماني الحاقد على الشريعة والإسلام والعلماء، أو شبيهه محمد شحرور السوري؟!

آخر اﻷخبار
5 تعليقات
  1. راكم كضيعوا وقتكم مع هذ العلمانيين، دائما ردت الفعل، يا أخي ديرو الهجوم عليهم.. أسهل طريقة على الإطلاق، أظهروا عوراتهم من خلال ما يكتبون، لا من خلال الدفاع عن العقائد الإسلامية

    17
    1. صدقت أخي ،لماذا دائما نركن لدفاع ونترك للمعسكر الأخر فرص الهجوم لماذا لا نهاجمهم في عقر دارهم وكما قال الأخ تفضح مخططاتهم ونربك حساباتهم

      15
      1
  2. حدث في مثل هذا اليوم 28 فبراير 1933 على الساعة السابعة صباحا أبطال قبائل ايت عطا تقتل في صاغرو الجنرال “بورنازيل” (الرجل الاحمر) في معركة بوگافر، بورنازيل وهو جنيرال فرنسي اقترف جرائم بشعة ضد أهالينا وأناسنا في الشمال والاطلس من المغرب.
    هذا المجرم الذي إقترف أبشع الجرائم ضد الأمازيغ خصوصا وضد البشرية عموما أطلق عليه إسم حي مدينة الدار البيضاء وبعد “الإستقلال” لم يتم تغيير إسم الشارع ويخلد فيه إسم أحد أبطال معركة بوگافر بل لازال قائما بإسمه إلى يومنا هذا.

  3. اتحدى هؤلاء اي يقوموا بما يلي:
    – يوصي قبل حلول أجله بألا يصلى عليه صلاة الجنازة في. المسجد أو خارجه بما آنه يحمل عداء دفينا لبيوت الله وروادها ويتهمهم بالارهاب والداعشية وكل النعوث التي لم يتجرأ الأعداء على وصف المسلمين بها والدليل ما ينفثونه من سم وحقد على مواقع التواصل.
    – الا يحمل نعشه مسلم والايشهد ردمه بالتراب من يصفهم بالصلاعمة وتجار الدين والخرفان
    -الا يدفن بمقابر المسلمين وأن يدفن بمقابر غيرهم ممن يحابي ويؤيد.
    -أن يخرج إلى شارع شعبي ويجاهر بإفطاره في عز رمضان أو يستفز المغاربة بكلام أو فعل يسيء به لهذا الشهر الفضيل ليري نتيجة ما يقوم به ولا أظن أنه سيعود إلى بيته أو جحره لان عدالة السماء ستتحقق فيه لا محالة.
    -ان يعلن للملإ الا مشكلة في مصاحبة اي شاب لاخته الشابة لكونه ينادي بالحرية والانفتاح وحرية الجسد والتصرف فيه.
    هؤلاء الابواق لا تلتفتو ا إليها فهي مسعورة هذه الأيام خاصة أن المقاهي والبارات التي تؤويها وتخلصها من حجر البيت وعصا الرفيقة وعناد الابناءلانهم لم يألفوا أن يتعايش معهم بالبيت رعديد صنديد عنيد، اصبعيه دوما على سيجارة تلفح شفتيه ويد مشلولة عالقة بزجاجة نبيد، مخلوق تافه قد تعودت نفسه على اللغو وكثرة الكلام البدئ فأصبحت، نسأل الله السلامة، لا تجد متنفسا لافراغ حمولتها النتنة فهرعت إلى المواقع تخبط خبطة شعواء لا تردي ما تقول، تنوب عن المردة والشياطين المصفدة. انتظروا وجوها كالحة قفرة بعد رفع الحجر الصحي زادها الحقد الدفين لهذا الدين سوادا في ظلام وغاب عنها المدد من اسيادها الخارجيين لانشغالهم بجائحة كورونا.
    اتركهم فإنهم مسعورون

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M