ألهذه الدرجة أصبحنا تحت رحمة نظام عالمي يلفظ أنفاسه الأخيرة؟! الاستثمار الرأسمالي في الجوائح والأمراض تحت قناع الصحة للبشرية جمعاء

26 سبتمبر 2020 21:56
السيرة النبوية على ضوء شرطنا التاريخي.. قراءة في كتاب “متطوع مكة”

هوية بريس – محمد زاوي

1-أسئلة لا بد منها

أين هي “القارات الثلاث”؟

أين هي “دول عدم الانحياز”؟

أين هي “كوبا الصامدة”؟ (ما زلنا نرى شيئا من هذا الصمود في “غزة” و”كوريا الشمالية”… إلخ)

أين هم الزعماء والمفكرون الذين يفضحون الألاعيب؟

لماذا انحرف “اليسار” إلى أن أصبح بوقا من أبواق “الأمم المتحدة وهيئاتها”؟

لماذا تصمت الصين كل هذا الصمت؟ هل تستفيد بدورها من هذا “اللعب العالمي” بالأرواح والنفوس؟

… إلخ.

“وباء علمي” (كوفيد-19) لا يعلم عامة الناس عنه إلا قليلا:

– فلنحترز.

– الوباء قاتل.

– اللقاح في مراحله الأخيرة.

– الدول تطلب اللقاح.

… إلخ.

لقد أصبح اللقاح “مهديا منتظرا”، وشيعة إيران أنفسهم ينتظرونه بفارغ الصبر.

ألهذه الدرجة أصبح الطموح البشري في ظرف ستة أشهر متمركزا حول لقاح “كوفيد-19″؟

ألهذه الدرجة صنع الإعلام العالمي طموحا ممتلئا بالخوف والانتظار اليومي البئيس؟

هل هذا هو نفسُه طموح أولئك الذين لا يريدون أن يفقدوا حكم العالم؟

هل هو نفسه طموح المشتغلين بالليل على موائد “القمار والمخدرات والدعارة والبنوك العالمية واحتياطي الذهب والبترول”؟

هل هو نفسه طموح “آل روتشلد” و”آلروكفلر”؟

… إلخ؟

2-هل من جواب على أسئلتنا؟

دعوكم من: “الخفافيش الصينية”، و”عدد أسرة الإنعاش”، و”التصريح اليومي بعدد المصابين والموتى (=الشهداء)”، و”وعود ترامب وبوتين وبينغ”…؛ دعوكم من كل هذا، فالحقيقة عند:

– أرباب الرأسمال المالي الذي اعتاد الخروج من أزماته بالحروب (ومنها “الحروب البيئية”، ونحن اليوم في شروط “حرب عالمية ثالثة” وفق تفسير المفكر الاقتصادي والسياسي “فلنتاين كتاسونوف”).

– الأجهزة المخابراتية الكبرى في العالم، فهي في تماس يومي مع: “الرأسمال المالي”، “المخدرات”، “الدعارة”، “القمار”… إلخ. وهنا بالضبط، يشتغل أولئك الذي يحكمون العالم من: واشنطن ونيويورك وباريس ولندن وعواصم بنوك الرأسمال المالي (الدول الإسكندنافية)… إلخ.

– بعض إدارات الدول، عن طريق مخابراتها وخبرائها وعلاقاتها الخفية والمعلنة مع دوائر القرار العالمي، الرسمية وغير الرسمية.

****

أليس عند “أهل العلم”، وخاصة المتحيزين منهم إلى قضايا الشعوب وتحرّر دول الجنوب؛ أليس عند هؤلاء ولو جزءا من الحقيقة؟ إنهم يتساءلون بجدية، ولا يتركون غموضا إلا واقتحموا فضاءه. وبناء على قرائن عديدة، فقد توصّلوا إلى الآتي:

– “كوفيد-19” حقيقة علمية، تشهد بها المختبرات من مختلف التيارات والتوجهات والقوى العالمية المتصارعة.

– وهو “صناعة رأسمالية” بلا منازع، باعتبارين: التصنيع في مختبرات الرأسمال المالي، ردة فعل منتظرة من الطبيعة تجاهالدمار والتلوث الذي يخلفه هذا الرأسمال نفسه. والطرح الأول هو الأرجح، بتأكيد متخصصين اشتغلوا على التركيبتين الجزيئية والجينية للفيروس (كوفيد-19).

– هناك حقيقة للفيروس في جسم الإنسان، وهناك حقيقة أخرى له في الإعلام العالمي. هناك حقيقة ينطق بها كبار الخبراء والأطباء والمتخصصين (ديدي راوول الذي قال بفعالية دواء “الكلوروكين” في علاج الفيروس فشُنّت عليه حملة تبخيس وتشويه غير مسبوقة في فرنسا، أطباء إيطاليا والسودان الذين راجعوا البروتوكول العلاجي للفيروس فتم إهمال استنتاجاتهم… إلخ)، وهناك حقيقة أخرى يروج لها إعلام عالمي تُضَخّ فيه أموال “الرأسمال المالي”.

– “لقد وقعت الواقعة، وليس لوقعتها كاذبة”، والدول المُستضعَفة “لاهي قادرة على الصمت، ولا هي قادرة على رفع الصوت” (كما يقول علي شريعتي في كتاب “الشهادة”). وعوض أن تموت هذه الدولة في أزمة تخنق الجميع، فهي تحاول تحويل الخسارة إلى ربح، من خلال الاستفادة منه: إعادة تنظيم شأنها السياسي الداخلي، معاملاتها الاقتصادية من حيث التصدير والاستيراد، علاقتها بالرأسمال الأجنبي على أراضيها، مراجعة علاقاتها بالقوى العظمى (الصين، أمريكا، روسيا، الاتحاد الأوروبي…)… إلخ.

3-قراءة في تفاعل منظمة الصحة العالمية مع “الوباء العالمي” (كوفيد-19)

وبعد أسئلتنا وفرضياتنا وملاحظاتنا أعلاه، فلنلقِ نظرة على ما تميز به خطاب منظمة الصحة العالمية طيلة فترة الجائحة (وهي لم تنتهِ بعدُ):

– التخويف المستمر للشعوب وإدارات الدولة، وبلغة مستغرقة في التخويف والتهويل.

– التلويح بتأخر موعد تعميم اللقاحات على شعوب العالم، بل وبتأخر موعد الحصول على لقاح صالح للتعميم قبل كل ذلك.

– التلويح، بين الفينة والأخرى، بتأخر نهاية “الوباء العالمي” (كوفيد-19)، وكأنه رعب أريد له أن يستمر حتى يلعب أدواره الرأسمالية.

– التشكيك في كل لقاح من الممكن أن يخرج عن السيناريو الذي تضعه منظمة الصحة العالمية، وهذا ما حصل مع “اللقاح الروسي/ سبوتنيك 5” الذي تمّ إهمال “أسبقيته ونجاح تجاربه وإمكان تصنيعه في كافة دول العالم”، تحت قناع الاشتغال عليه من قبل متخصصي وخبراء “المنظمة” بالإضافة إلى لقاحات أخرى عديدة.

– تبني فروع هذه “المنظمة” وباحثيها ومعتمَديها (ومنهم عزيز غالي في المغرب، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وعلى النقيض منه كان خطاب “نبيلة منيب”، بالرغم من انتمائهما معا لنفس المدرسة: “اليسار العولمي”)،في كل بلدان العالم، لخطابها والترويج له تحت أقنعة “العلم والتخصص والخوف على صحة البشرية”. والحقيقة، أنّ الخوف على صحة البشرية لا يقتضي البحث عن علاج لأمراضها بعقد شراكات مع شركات الأدوية الرأسمالية فحسب، وإنما يقتضي البحث قبل كل شيء عمّن يستثمر في الإيبولا والملاريا والسرطان بمختلف أنواعه والإنفلونزا الموسمية والربو والسيدا والضغط الدموي وداء السكري… إلخ، ويسعى إلى الاستثمار في “كوفيد-19” نفسه.

– مهاجمة “دونالد ترامب” لمنظمة الصحة العالمية، وتهديدها بقطع الدعم الأمريكي عنها؛ كلها قرائن لا تخلو من دلالات، لعل أبرزها الصراع الأمريكي-الأمريكي. فحيث يريد “المجمع الصناعي العسكري” أن يستثمر في أزمة “كوفيد-19” بتمديدها ضدّا على “ترامب” ودول الجنوب، يريد “المجمع الصناعي المدني” أن ينهيها لأنها لا تخدمه ولا تخدم سياسيا ممثله “ترامب”.

… إلخ.

****

لا يمكننا فهم وتحليل خطاب “منظمة الصحة العالمية” إلا بمعرفة الآتي:

– حدة الأزمة التي تعيشها الرأسمالية اليوم، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

– التحول الذي عرفه نظام “الأمم المتحدة” بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

– كيف يضع “الرأسمال المالي الأمريكي” منظمة الأمم المتحدة بين يديه، وذلك بقرائن عديدة: احتلال العراق، الحرب الصهيونية على غزة… إلخ؟

– نوع العلاقة القائمة بين “منظمة الصحة العالمية” والرأسمال المالي في العالم.

****

جزء من حقيقة “منظمة الصحة العالمية” مفهوم بالكلّ: طبيعة الرأسمال المالي العالمي، إلا أن النتائج النهائية في حاجة إلى معطيات. والضحية هي الشعوب المستضعَفة ودول الجنوب، إلى أن يُثبت التاريخ حقيقة “كوفيد-19″، كما أثبت حقائقَ أخرى سابقة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M