أيها المجرمون!! كفى عبثا بالوطن والتاريخ والدين

27 أغسطس 2019 00:10

هوية بريس – إبراهيم الطالب

كل دولة لها سيادتها وتحترم شعبها وتاريخ عظمائها المؤسسين، يستحيل أن يقع فيها ما وقع بالمغرب العظيم التاريخ الجليل الحضارة.

أن يتم بناء نصب تذكاري للهولوكوست ذي الدلالات التاريخية والعقدية والثقافية، المصادمة لتاريخ البلاد وعقيدة المغاربة وثقافتهم، هو الإجرام في كامل تمظهراته، نعم هدم النصب لكن دعونا نتساءل:

كيف يعقل أن يبنى نصب تذكاري لتاريخ دولة مغتصِبة في أرض دولة مَلِكُها هو رئيس لجنة القدس؟؟

القدس التي تباع اليوم من طرف الغرب الديمقراطي لأصغر دولة تضم أكبر الجماعات والمنظمات الإرهابية، وبتواطئ مع الصهاينة العرب.

يَطلب منا المجرمون الذين تواطؤوا مع الجهة التي بنت النصب الصهيوني أن نحفظ ذاكرة دولة اغتصبت أوقاف المغاربة في القدس وفلسطين، وحرقت المسجد الأقصى، أولى قبلة للمسلمين، ومسرى رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، ودمرت قرى ومدنا بأكملها، قتلت ملايين المسلمين من الفلسطينيين وغيرهم، تاريخ دموي من محرقة دير ياسين إلى مذبحة صبرا وشاتيلا، إلى المجازر اليومية التي تقيمها لإخواننا بفلسطين.

هل يعقل أن يبنى نصب تذكاري في بلاد مسلمة يذكر بجريمة دولة ألمانيا النصرانية في حق يهودٍ هم رعايا دول أوربية قتلوا في بلاد أوربية؟؟

بل كيف بني في واضحة النهار على عين السلطات دون تراخيص ولا اتباع للمساطر الإدارية؟؟

يبدو أن المغرب يفتقد لجمارك الحدود الثقافية، لهذا انتهك المجرمون سيادته على أرضه بكل يسر وسهولة، فهل أصبح مغربنا كلأ مستباحا، يجول فيه الشواذ الصهاينة مرة بتدريب رعايا مغاربة على حمل السلاح، ليحرقوا البلاد متى أمر أربابهم، ومرة ببناء منشأة ضخمة تعتمدها الآلة الثقافية الصهيونية وسيلة للدعاية لأفكارها الهادمة لخصوصيات الشعوب، حتى تسود ثقافتها كل الثقافات، ليصبح فعلا كل شعوب الگوييم خدما كالحيوانات يركبها أبناء صهيون.

أوربا التي يقال أنها أقامت لليهود محرقة الهولوكست، ركعت للصهيونية التي استطاعت أن تخترق كل الأنظمة لتسن تشريعات تجرّم معاداة السامية، فأصبح العقل الأوربي مكبلا عاجزا حتى عن طرح الأسئلة البحثية التاريخية، فلا يجرؤ باحث معتبر أن يتساءل مجرد سؤال علمي حول حقيقة الأرقام المنفوخة لعدد القتلى الذين شملتهم ما يدَّعى أنها محرقة.

أين الحضارات النصرانية؟

كلها أصبحت شعوبها خدما لحكام صهيون.

واليوم جاء دور الدول المسلمة، ففي زمن صفقة القرن وحملات تركيع العرب والمسلمين للتطبيع مع الكيان الغاصب، يتسلل إلى المغرب المسلم بعض الصهاينة ليخلدوا ذكرى لحدث وقع في مرحلة تاريخية كان فيها نفس المجرم الأوربي يقتل الآلاف من المسلمين يوميا في إفريقيا وجزيرة العرب وآسيا وأوروبا الشرقية.

فمن أحصى لنا الملايين التي قتلت بالتزامن مع مقتل اليهود على يد الألمان؟

لقد فرّطنا في إبراز تاريخنا واحترامه، حتى طمع اللقطاء من بني صهيون فينا بهذا الشكل.

لقد فرطت دولنا في بناء الوعي التاريخي ولَم تستثمر في الإنسان، بل جوّعته وأذلته، لتصبح اليوم فتجد نفسها تساوَم من طرف الصهيوني “كوشنر” على القدس وفلسطين مقابل مليارات الدولارات التي أخذها الصهاينة والأوربيون من ثروات أمتنا خلال قرنين من الاحتلال.

علينا أن نميز جيدا بين اليهود الذين هم استمرار للشعب اليهودي الذي يدين بنبوة موسى عليه السلام، وبين الجماعات والمنظمات الصهيونية التي تعاديها حتى بعض الجماعات اليهودية التي تؤمن بأن اليهود لا حق لهم في فلسطين، ويجب أن يخرجوا منها وهم كثر لكن الإعلام الصهيوني المستحوذ على الصحافة والثقافة في العالم يطمس ذلك ويواريه.

إن من يتاجر بدماء اليهود هم الصهاينة أنفسهم، ففي الوقت الذي أحرقت النازية بعض اليهود فيما سمي بأفران الغاز، كانت الجماعات الإرهابية الصهيونية بدعم من الإنجليز تفتت فلسطين وتنتزعها من قلب الأمة، بالقتل والتدمير وكان إرهابيوها يبقرون بطون نسائنا ويقتلون شيوخنا وأجدادنا عند كل مقاومة أو ممانعة.

إن فضيحة الهولوكست المغربية، تسائل المخابرات المغربية وتسائل الساهرين على أمن البلاد، وتسائل النخبة من العلماء والمثقفين والسياسيين والأحزاب، ماذا هم فاعلون أمام هذا الفعل الإجرامي؟؟

ننتظر أن يفتتح البرلمان أشغاله في الدورة المقبلة بسؤال للسيد وزير الداخلية عن هذا النوم العميق للمؤسسات الرسمية الذي استغلته منظمة أجنبية مشبوهة لتخترق الأرض وتستبيح السيادة والثقافة والتاريخ المغربي.

ننتظر من المسؤولين أن يمنعوا كل من له صلة بالجهة المنتهكة للسيادة المغربية من أي مبادرة سواء قانونية أم غير قانونية في بلادنا، بل وجب منعهم من الدخول مرة أخرى للتراب المغربي وإلى الأبد.

ننتظر من الدولة المغربية ومن وزارة الثقافة بالخصوص أن تنتصر للتاريخ المغربي الذي أهملته الدولة، حتى أصبحت أخس الأمم تطمع في تخليد تاريخها فوق تراب بلاد المرابطين والعلويين.

نطالبها بإنشاء نصُب تؤرخ لمعركة أنوال، وأخرى تؤرخ لمحرقة الشاوية، حتى تعرف الأجيال قيمتها ومستوى همجية الغربي وفداحة جرائمه التي ارتكبها في حق آبائها وأجدادها.

فطبيعي أن تطمع كل الدول في السيطرة على تاريخ وهوية المغرب، مادامت دولتنا العتيدة لا تقيم لها وزنا، طبيعي أن نرى فرنسا تسيطر على اللغة والثقافة والصهاينة يريدون السيطرة على التاريخ.

إن فضيحة الهولوكوست المغربية تدعو كل الأطياف وكل الأحزاب وكل النخب إلى إعادة النظر في هذا الانفتاح المتسبب الذي نعيشه في المغرب، لا بد من الانتصار لخصوصيتنا الثقافية والدينية والتاريخية.

ننتظر من المسؤولين عن أمن البلاد أن يقدموا تقريرا مفصلا عن هذه الفضيحة مع تحديد المسؤوليات ومعاقبة المجرمين، فكيف تبنى وتهدم منشأة خطيرة بكل حمولاتها التي أشرنا إليها دون بيان ولا بلاغ، ألهذا الحد يتم استحمار الإنسان المغربي؟؟

نريد أن نعلم من تستر عن هذا الإجرام وبمن استقوى هؤلاء المجرمون حتى ارتكبوا هذا الجرم الفظيع؟؟

وإلى أن يصدر البلاغ الرسمي الفاضح لهذه الجريمة نقول لكل من شارك في اقترافها:

أيها المجرمون!! كفى عبثا بالوطن والتاريخ والدين.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. بناية ضخمة لم تعرها السلطات ادنى اهتمام بينما المواطن بمجرد الضربة الأولى للفأس تقف عليه هذه السلطات ….
    يجب محاسبة كل من له يد – من قريب أو من بعيد – في هذه الجريمة

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M