إعفاء بنكيران هل هو انتصار أم انكسار؟

16 مارس 2017 18:53
إعفاء بنكيران هل هو انتصار أم انكسار؟

مصطفى الحسناوي – هوية بريس
هناك من قرأ في إعفاء بنكيران خطوة لتأكيد سياسة الإعفاء والترسيب، التي طالت أطر جماعة العدل والإحسان، وعددا من الأساتذة المرسبين المنتمين لجماعات إسلامية، في إطار محاربة الدولة لشريحة من المواطنين، اختارت الانتماء سياسيا أو فكريا أو جمعويا للجماعات الإسلامية. جاء ترسيب بنكيران في امتحان تشكيل حكومته، وإعفاؤه من مهمته، كتتويج لهذا التوجه العدائي من الدولة للإسلاميين، وأدى بنكيران ثمن انتمائه وتوجهه، وثمن صموده وتشبثه بشرعيته، وثمن انحيازه لإرادة الشعب، واحترامه لأصوات أزيد من مليون ونصف.
حسب البعض، فإن بنكيران رفض منصبا شرفيا لحكومة متحكم فيها، وصمد لخمسة أشهر، ولو كان يريد منصب رئيس حكومة لناله بإسلاس القياد للمتحكمين، فهو عند هذه الطائفة بطل أسطوري، فعل مالم يفعله زعيم حزبي قبله، وقاوم إلى آخر رمق، وفضل الإقالة على الرضوخ.
آراء أخرى اعتبرت الخطوة، جزاء وفاقا للسياسة البنكيرانية، التي فضلت تنزيل الملفات الحارقة وتمريرها على الشعب، سياسة اختارت أن تكون درعا لتلقي الضربات بدل الدولة العميقة، وبعد أن استعمل المخزن بنكيران رمى به عند انتهاء صلاحيته.
وبعكس رجال المخزن الأوفياء الذين يتم تكريمهم، فإن بنكيران الذي يعتبر رجل المخزن داخل الحركة الإسلامية، طرد بشكل مهين، ليشكل طرده تتويجا لسلسلة إهانات تلقاها من المخزن، رغم خطابه المبتذل عن ولائه للملك بمناسبة وبدونها، لكن ذلك لم يغن عنه من الطرد والنبذ شيئا، وهي النهاية التي تؤكد طرح المقاطعين للعملية الانتخابية بالشروط المخزنية.
فئة أخرى قليلة، لها انتماءات حزبية أو حتى سياسية أخرى، اختارت التصفيق لخطوة الملك، بل تدفع في اتجاه إبعاد العدالة والتنمية نهائيا عن الساحة، وطالبت باختيار رئيس حكومة من حزب الأصالة والمعاصرة، أحدهم عبر عن نشوته لحد تشبيه إسقاط بنكيران بالانقلاب على مرسي، معتبرا الأمر إزالة غمة عن الأمة، أحد المنتشين وهو قاض سابق ذهبت به النشوة حد وصف بنكيران بعدو الله، ولو قال هذه الكلمة أحد الإسلاميين لنصبت له محاكم التكفير والتطرف والإقصاء.
لايزال على طاولة بنكيران أوراق أخرى للعب، قد يذهب لتبني خيار المعارضة، وبهذه الخطوة سيعزز تواجده وسط جمهوره وقواعده، وسيحفظ كرامته وماء وجهه، لكنه سيزيد من عمق الهوة بينه وبين المخزن، وستفهم الخطوة على أنها تصعيد. وقد يلجأ لإجراء مراجعات يصرفها عن طريق الشخص الذي سيختاره الملك، وهنا سيكون قد رمم بعضا مما هدمه، من علاقة مع المخزن بتشبثه بمواقفه، لكنه سيكون كمن نقض غزله كما يقال.
عموما سننتظر الاستقبال الملكي للشخصية الموجود اسمها على مكتب الملك، وأيضا سننتظر عقد المجلس الوطني للقائه يوم السبت القادم.
الخيارات محدودة، فأيها ستظهر بنكيران منتصرا، وأيها ستظهره منكسرا؟

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. تحليل وتوضيح رائع بأسلوب أروع بارك الله فيك وكن على ثقة،الكل يحب ويريد الخير للبلاد ولو اختلفت الآراء ووجهات النظر،والنكن كلنا على حذر من الوقوع في كراهية الآخر لأجل زلت للسانه(فالصلصة اتي لاتعجبك اتركها بلاحزازة وسوء ظن)أو موقف مخالف فاليقل القاضي والمتتبع مايشاء،واليجنحا في سماء الوهم والخيال ماشاء لهما قلبهما المكلوم بالكراهية وسوء الظن والقدح الرخيص بابن كيران ماداما لايريا الواقع الساطع أمامهما،فلولا حب وتقدير صاحب الجلالة حفظه الله ونصره لابن كيران لماأمهله الشهوررغم الإكراهات العظمى التي قاساها المغرب ،ورغم هذا تصل الوقاحة والعدوان اللفظي على مواطن ورئيس حكومة للدركات السفلى،لماذا؟ لأن بن كيران كبير القلب وأتحداهما أن يتجرآ لفظيا ولو على السوقة والتافهين،وأماوزن العدالة في المغرب فهو عظيم لايكترث معه لاستخفافهما وسخافتهما.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M