إيران تسير على خُطى ستالين.. فهل ستنجح؟

04 مارس 2016 22:30
المعارضة الإيرانية من باريس تدعو لإسقاط نظام "ولاية الفقيه"

هوية بريس – متابعة

الجمعة 04 مارس 2016

أكدت الباحثة في العلاقات الدولية “نهى خالد” أن إيران تسير علي خُطَى الزعيم السوفيتي الشهير جوزيف ستالين فيما يتعلق برؤية استراتيجية وجيوسياسية معيّنة للإقليم، لكنها رأت أنه كما فشلت تجربة ستالين سيكون الفشل الإيراني سريعا.

 وأضافت الباحثة، في مقال بموقع “نون بوست” تحت عنوان “هل تسير إيران على خُطى ستالين في المشرق؟”: على غرار الروس، تمتلك إيران جغرافيا مُغلقة نسبيًا مقارنة بتركيا ومصر، فهي تطل على بحر قزوين المغلق في الشمال، وهو ليس بحرًا رئيسيًا بطبيعة الحال، وعلى الخليج الفارسي في الجنوب وشريط قصير على البحر العربي، ومثلها مثل الروس، باعتبار تمركزها التاريخي ثقافيًا ودينيًا إلى غربها ناحية الشرق الأدنى، وليس إلى شرقها حيث يقبع الصينيون والهنود، لطالما امتلكت إيران رغبة استراتيجية واضحة بالوصول للبحر المتوسط وما يمليه ذلك من بناء عُمق استراتيجي في المشرق العربي.

وتابعت: بارتكازها حاليًا لمناطق ذات أغلبية شيعية بشكل واضح، تقوم إيران رويدًا بدفع حلفائها لتوسيعها بشكل واضح في خضم التركيز العالمي على وحشية داعش، تمامًا كما فعل ستالين سابقًا بينما كانت الأضواء منصبة على مجازر النازيين، فالمصادر متاحة لمن أراد أن يعرف عما يقوم به حزب الله في جنوب سوريا من تهجير لأهل بعض القرى السنية وتوطين شيعة لبنانيين فيها في محاولة لمد نطاق تواجد شيعة لبنان، وكذلك في العراق حيث تقوم الميليشيات الشيعية في بعض المدن مثل الرمادي بتهجير السنة هي الأخرى، وهي سياسة لا يمكن أن تهدف بها إيران إلا لمحاولة خلق حزام شيعي في جنوب العراق وسوريا بشكل يحفظ امتدادها بشكل مباشر في المشرق وباتجاه البحر المتوسط.

وأردفت: السؤال هنا الآن، هل ستنجح تلك السياسة الإيرانية أصلًا؟ في الحقيقة، ومقارنة بما كان عليه الحال خلال الإدارات الإيرانية السابقة التي التزمت بالخط التقليدي المعادي للغرب بشكل تام، تبدو إيران في طريقها لفقدان أي رصيد لها لدى العرب السنة في المنطقة، والذين تمتعت بينهم بشعبية واضحة حتى وقت قريب، فالسياسات الطائفية للإدارة الحالية، والتي تتسم بالبراجماتية أكثر من سواها على ما يبدو بقرارها الانفتاح على الغرب والاعتماد على الشيعة بالمنطقة دون غيرهم سيجعل من السُنة في العراق وسوريا مع الوقت ظهيرًا لتركيا في المقام الأول، والخليج بشكل غير مباشر، وما يجري بشمال سوريا تحديدًا وداخل تركيا يوضح بجلاء أن السنة عاجلًا أم أجلًا، بارتباطهم داخل تركيا بالاقتصاد التركي بعددهم الذي قارب على الثلاثة ملايين، وداخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة بشمال سوريا والمرتبطة بشكل كبير بالاقتصاد التركي هي الأخرى، سيشكلون مستقبلًا عمقًا استراتيجيًا للقوة التركية، كما حدث بين بولندا وألمانيا.

ورأت أنه من ناحية أخرى، وكما جرى في شرق أوروبا أيضًا، لا يبدو أن اعتماد إيران على شيعة العراق تحديدًا مضمونًا للأبد، فالأوكرانيون حالما تخلصت أوروبا من خطر النازية تمامًا بدأوا في معارضة النظام السوفيتي حتى انفكوا منه عام 1990، وهو ما يتوقع أن يحدث لشيعة العراق الذين يعرف كثيرون الخلافات بينهم وبين أقرانهم من الإيرانيين على مستويات عدة، ليس أقلها أنهم ينتمون لقبائل عربية عريقة لن تناسبها الهيمنة الفارسية الصِرفة، علاوة على الخلافات السياسية داخل المذهب الشيعي نفسه بين الإيرانيين والعراقيين، والتباينات الواقعة بين القوى الشيعية العراقية التي لا تلتزم كلها بخط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل ويمتلك بعضها رؤى قومية عربية.

وأكدت أن الجميع يتحدث الآن عن انتصار مرحلي لإيران، ونجاح لمشروعها الصلب مقارنة بهشاشة المشروع التركي حاليًا، وتراجع المشروع الأمريكي بإرادته ربما أو رغمًا عنه، غير أن المستقبل القريب حالما تضع كل تلك الصراعات أوزارها هو الذي سيكشف لنا ما إن كان المشروع الإيراني صلب بالفعل، أم لا يعدو كونه عنيفًا وأعمى في الوقت ذاته، فالاعتماد على الشيعة العرب كظهير للجمهورية “الإسلامية” الفارسية لربما يكون خطوة قصيرة النظر على المدى البعيد، تُفقِد إيران حلفائها السنة تمامًا، كما حدث للروس مع بولندا، دون أن تغلق إمكانية نشوب خلافات عميقة بينها وبين الشيعة العرب، كما حدث للروس مع أوكرانيا، وفقا للمفكرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M