ابن تيمية أساء إليه مقلدوه

13 أبريل 2020 23:17
الدولة الأموية كبش فداء "العطالة"

هوية بريس – د. الناجي لمين

مِن أهم مطالب الاستشراق هو تفكيك قواعد الشريعة وأصولها، ولغتها، و”تفجيرها من الداخل”. وهذا ليس تحليلا، بل تلك حقيقة مدونة فيما لا يحصى من المؤلفات، على رأسها دائرة المعارف الاسلامية..

أما تفكيك قواعد اللغة والادب العربي والاسلامي فقد تكفل به الدكتور طه حسين وزملاؤه، كما بيَّن ذلك بإسهاب الاستاذ محمود شاكر في بعض مؤلفاته.. واما علوم الشريعة فقد تكفل بها “رواد التجديد”، ولا سيما شيخ مدرسة المنار، وكان من وسائل هذا التفكيك استغلال آراء جماعة من العلماء، على رأسهم الشيخ ابن تيمية.. وبالمناسبة فإن الحنابلة حلوا مشكلة آراء ابن تيمية منذ قرون: بِأن أدخلوا اجتهاداته غير المخالفة للإجماع في مصنفاتهم على أنها أقوال في المذهب الحنبلي، وانحلت المشكلة معه. ودونكم كتاب “الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف” للمرداوي.

إمكانكم ان تكتبوا عبارة “ابن تيمية” في هذا الكتاب من الشاملة لتجدوا الجواب الكافي الشافي: وهو أنه عندهم من كبار علمائهم فقط وليس “سوبرمان”، فهو ليس حكما على المذهب الحنبلي فبالاحرى ان يكون حكما على جميع العلماء بمن فيهم الصحابة، كما هو حال مدرسة المنار في هذا العصر البيئس من تاريخ المسلمين، حيث استغلوا كتبه في العقيدة (وكانت الايادي الآثمة قد نالتها) لنشر التجسيم، واستغلوا شذوذاته في الفقه ليهتكوا بها حجاب الاجماع، ويتسوروا حائط المذاهب الأربعة.. ومن الادلة على ذلك أنهم لا يأخذون برأيه إذا كان مع الجماعة.. وها هو مثلا يحكي إجماع الصحابة في حكم المرتد، فيتفقون عبر العقود من السنين على مخالفته.. مما يدلك على أنه عبارة عن “دَفّة (باب)” بتعبير المغاربة، لنشر الشذوذ وتخطي القواعد.. والذي يدلك على ذلك ان مدرسة المنار منذ عهد مؤسسها الى اليوم ينصبُّ جهدها على مراجعة المفروغ منه، والتشكيك في المتفق عليه وإن كان لا أثر له في الواقع: ألم يشككوا في وجود الملائكة والشياطين، وفي رفع عيسى عليه السلام وفي واقعة الفيل… ويرون ان المقاصد قاضية على القواعد الاصولية.. والحال ان الاستعمار كان جاثما على معظم الدول الاسلامية، بل كان بعضهم اصدقاء وأعوانا للاستعمار، ويكفي أن نذكر ان الشيخ محمدا عبده كان صديقا للمندوب البريطاني اللزرد كرومر.. (أما الشيخ رشيد رضا فحقيقة حاله لا تحكى على الملأ..)..

وعلى هذا فحديث مناصري ثقافة الامة اليوم عن مضمون كتب الشيخ ابن تيمية ليس مردُّه الى عداء شخصي مع هذا العالم، ولكن المقصود هو كشف زيف هؤلاء المعاصرين الذين جعلوه في رتبة الانبياء لتمرير التفكيك المطلوب للثقافة الاسلامية..

بقي عندي سؤال وجواب عنه: مدرسة المنار منذ نحو قرن وهي تراجع وتصحح وتجتهد فما هي النتيجة؟

الجواب تجدونه فيما يجري في المشرق العربي الاسلامي، والجواب كذلك هو ان معظم أقطاب الحركة الاسلامية العربية يلتقون عمليا مع الاطروحة العلمانية، والحرية الشخصية اللامحدودة، مع فرق جوهري وهو انهم يؤصلون لذلك من داخل الاسلام.. ألم يقل بعض أقطابهم ان الدولة لا علاقة لها بالخمر ولا بترك الصلوات، ولا بترك الصيام علانية… ووو

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    من المسائل التي اتهم بها أهل السنة والجماعة زورا مسألة التجسيم، وكان من الأئمة الذين نالتهم كثيرا هذه الفرية ابن تيمية رحمه الله،
    ومصطلح الجسم واضح عند أهل اللغة، فهو البدن وما فيه من أعضاء، وهذا المصطلح لم يستخدمه أهل السنة والجماعة إلى أن دخل علم الكلام في عقيدة المسلمين، ليختلف بذلك المتفلسفة على أقوال في تحديد المقصود بالجسم، ولقد ذكر الإمام الأشعري رحمه الله في كتابه المقالات أن مجموع آرائهم يصل إلى أثني عشرة مقالة (مقالات الإسلاميين 2/4).
    وأهل السنة والجماعة لا يتكلمون في إثبات لفظ الجسم لله تعالى أو نفيه، لعدم وروده في لسان الشرع.
    ومعتقدهم رحمهم الله إثبات ما ذكره الله تعالى من صفاته في كتابه وعلى لسان رسوله دون تكييف الصفة أو تشبيهها بصفة المخلوق، ولذلك نعت أهل اسنة بالمجسمة.، لما أثبتوا هذه الصفات في مقابل الجهمية الذين عطلوها زعما منهم تنزيه الحالق عن مشايهة المخلوق.
    وفي المسألة تفصيل ليس هذا محله.
    وبالله التوفيق.

  2. المقال فيه تحاملات و مغالطات بالجملة..
    ولو سلك الواحد مسلك الكاتب لعرى كثيرا من أتباع المذهب الفقهي والعقدي (الأشعري) الذي يتبناه الكاتب… وخاصة في موضوع العلاقة بالاستعمار و التواطؤ مع أعداء الشريعة في تغييرها و إثارة الشكوك فيها.

  3. بكل صدق .. لم أهتد الى ماأراد الوصول إليه صاحب المقال !!!!
    يتكلم بعمومات مفهومها تخيله في عقله فقط !!!
    وأصدق كلمة في المقال أن ابن تيمية (باب) دفة !!! دفة في وجه الباطل بجميع اشكاله وألوانه …
    ولا أدري الغرض من نشر المقالة هنا … رغم مافيها من تشويش وتحامل ظاهر !!!!

  4. ما هذا الكلام يا استاذ ؟؟(معظم أقطاب الحركة الاسلامية العربية يلتقون عمليا مع الاطروحة العلمانية، والحرية الشخصية اللامحدودة،) المرجو منكم الدليل على (معظم). قد ينطبق هذا على حالات شاذة، لكن بهذا التعميم فالدليل

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M