الأمن والمملكة

07 مارس 2016 23:24
فيديو.. كلام محزن عن ما يتعرض له المسلمون من بطش على أيدي البوذيين

د. رشيد نافع

هوية بريس – الإثنين 07 مارس 2016

لقد أولى الإسلام بالأمن عناية كبيرة كقاعدة ضرورية لانتظام الدنيا، ويظهر ذلك جليا في تذكير الباري جل وعلا لقريش بعظيم منته ونعمته عليهم بالأمن والأمان: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” (قريش:4).

وفي الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا” رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني كما في “الصحيحة”.

قال الإمام المناوي رحمه الله:

“من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصية، ولا يفتر عن ذكره.

 قال نفطويه:

إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ***ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب

فـلا تغـبطـنّ المتـرَفـيـن فإنه***على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب

(فيض القدير؛ 6/88).

ويقول الإمام الماوردي في كتابه “أدب الدنيا والدين”: “إن الأمن العام هو الذي تطمئن إليه النفوس وتنشر فيه الهمم، ويسكن فيه البريء ويأنس به الضعيف، فليس لخائف راحة ولا لحاذر طمأنينة وقد قال بعض الحكماء: الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش، لأن الخوف يقبض الناس عن مصالحهم، ويحجزهم عن تصرفهم، ويكفهم عن الأسباب التي بها قوام أودهم و انتظام جملتهم”.

لا شك أننا نواجه في مملكتنا المغربية فكرا إرهابيا عَمَّ كثيرا من أقطار الدنيا، فلابد من معالجة هذا الفكر الإرهابي أولا على ضوء الكتاب والسنة في من خلال الخطب والدروس والمؤتمرات والحوارات والمراجعات بين حين وآخر حتى نفند شبههم، وأيضا من بوابة تنظيم الندوات الرامية إلى التصدي للفكر الإرهابي والحد من تجنيد الشباب والتعرف على أساليب وطرق الترويج للفكر الإرهابي لدى الشباب، والتعريف بخطورة الفكر المنحرف على الشباب والناشئة، وأيضا تفعيل إسهامات البحث العلمي في تعزيز المفاهيم الصحيحة وترسيخ القيم الإنسانية السليمة وتحصين المجتمع المغربي ضد الأفكار المنحرفة والسلوكيات المنافية للفطرة السوية.

فنعمل على توجيه أفراد المجتمع وخصوصا الشباب كعلاج وقائي استباقي، ونحذرهم من المزالق والمهالك، ومن الانجراف في الباطل، ونأخذَ بأيديهم لما فيه خيرُ وصلاحُ دينهم ودنياهم، لاسيما في زمان انتشرت فيه الفتن، والبدع، والخرافات، وكثرت فيه المغريات، وعمَّ فيه الجهل، وأيضا العمل باستراتيجية محكمة وشاملة وطويلة المدى قصد التعامل مع الفكر الإرهابي ومناهجه، تضم التعامل الفكري بتجفيف منابع التطرف من الأساس.

لذلك ظل الأمن في مملكتنا المغربية متماسكا متينا مقارنة بدول أخرى مشابهة، لتشكل المملكة بقعة من أكثر أماكن العالم أمنا وباعتراف القاصي والداني، وأصبحت المملكة المغربية -بفضل من الله- بيئة طاردة وعصية على الإرهاب لامجال لتفريخه ولا اشتداد عوده والحمد لله ربّ العالمين.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. موضوع شيق ﻻ يعلم قيمته ا من فقد قيمة اﻻمن ولقد جعلت للموضع كل المفاهيم وقد ختمت الموضوع ﻻمن مملكتنا المغربية هدا راجع لفضل من الله والسياسة الحكيمة ﻻمير المؤمنين ورجال اﻻمن والدرك وكل من له غيرة عن هدا البلد من داخل المغرب وخارجه الله احفظك ياخي وحفظ كل من يحافظ على امن البﻻد

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M