الجيش التركي لا يريد صداما مع الجيوش العربية.. ليس ضعفا ولكن!

12 يناير 2020 14:37

هوية بريس – حمزة تكين*

كثر في الآونة الأخيرة تعمّد بعض “الإعلاميين” و”وسائل الإعلام” الناطقة باللغة العربية، الحديث حول إمكانية الصدام العسكري بين الجيش التركي وأحد الجيوش العربية هنا أو هناك.

الحملة الترويجية لهذه الفكرة ولتلك التي هي أشد منها أن الجيش التركي “ينوي أصلا الاعتداء على جيش عربي”، سائرة بشكل فظيع بين أولئك “الإعلاميين” و”الوسائل الإعلامية” التي إما تتبع لأنظمة ديكتاتورية شمولية لم تقدم خيرا لشعوبها قط، أو تتبع لتنظيمات إرهابية على رأسها تنظيم “غولن” الذي يقف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا مساء 15 يوليوز 2016.

وبالتالي عندما نعرف خلفية من يروج عن عمد لهذه الفكرة، نستطيع وقتها ويستطيع كل عاقل وبكل تجرد أن يدرك أنها فكرة غير صحيحة، يحاول من خلالها أعداء تركيا أن يزرعوا الخوف لدى الشعوب العربية من “البعبع” التركي، وكأنهم هم بنوا لشعوبهم دولا وأنظمة من خمس نجوم.

بكل اختصار، لا نية لتركيا للدخول بأي حرب عسكرية ضد أي بلد عربي أو ضد أي جيش عربي (وهم يدركون ذلك ولكنهم يكذبون على الشعوب).. وهذه الفكرة غير مطروحة لا من قريب ولا من بعيد في الدوائر التركية، وهو خيار ليس واردا على الإطلاق ضمن الحسابات التركية المدافعة عن الحقوق والأمن القومي والأصدقاء والحلفاء.

الجيش التركي لا يريد الاصطدام العسكري مع أي جيش عربي، ليس ضعفا وليس خوفا وليس جبنا.. بل لعقيدة عنده تقول أن هذه الجيوش هي جيوش لشعوب شقيقة للشعب التركي، لشعوب تلتقي مع الشعب التركي جيرة وثقافة ودينا وعادات وتقاليد ومصالح ومصيرا ومستقبلا.

الجيش التركي يعد من أقوى 10 جيوش في العالم وبالتالي هو قادر على المواجهة وبقوة.. ولكن ضد العدو لا ضد من يحمل معه نفس الدين ونفس القيم، والجيش التركي ينظر للعالم العربي نظرة أخوة ومحبة ودين.

ومن يريد أن يدرك هذه الحقيقة فعليه بزيارة مناطق “نبع السلام” و”درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا، عليه زيارتها (لا السماع لأكاذيب الإعلام) وسيدرك حينها هذه الأخوّة والمحبة والتلاقي بين الأهالي هناك وعناصر الجيش التركي.

من يريد أن يدرك هذه الحقيقة عليه بزيارة الصومال ليطلع بنفسه على مهام الجيش التركي الإيجابية لذاك الشعب الذي عانى ويعاني من ظلم ذوي القربى وظلم من يقف خلف تلك الأبواق الإعلامية.

من يريد أن يدرك هذه الحقيقة عليه أن يزور 12 منطقة حول العالم يتواجد فيها الجيش التركي، ليرى بأم العين أن عقيدة هذا الجيش لا تقوم على أساس استعداء وكره وظلم الآخرين، وخاصة إذا كان الآخرون أخوة بالدين.

حيث ما تدخل الجيش التركي لم يحل إلا الأمن والاستقرار، فهو لا ينتهج سياسة إبادة الشعوب وتدمير المدن وحرق القرى واضطهاد المدنيين، ولا يجيد استخدام البراميل المتفجرة أو قصف أهداف مدنية كما يفعل الآخرون في عدة أمكنة!

لا يوجد دولة في العالم تضع في مذكرات عملياتها العسكرية خارج حدودها بند “المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين” إلا تركيا، ويمكنكم مراجعة مذكرات العمل العسكري التركي في سوريا والعراق وليبيا والسودان والبوسنة وأفغانستان وغيرها لتروا هذا البند قولا وفعلا.. فقط تركيا.

تركيا سائرة بمهامها العسكرية والإنسانية والإغاثية والتنموية هنا وهناك، ولا تراجع عن المهام في أي ساحة وأي ميدان.. وكما كانت سياستها بعدم الاعتداء على الآخرين ستبقى كذلك اليوم وغدا.

فلا يصغينّ أحد لأكاذيب من يخدّرون شعوبهم بالأكاذيب السوداء، ولا يصغينّ أحد لأكاذيب الطغاة المجرمين الذين لا ينشرون في بلادهم وبلاد الآخرين إلا الفساد والظلم والتخريب والقتل والاضطهاد.

ما يميّز تركيا وخاصة في تعاملاتها هنا وهناك أنها تتبع سياسة تحقيق المصالح المشتركة بينها وبين الشعوب، لا مصلحتها فقط على حساب الشعوب كما يفعل الآخرون.. ويا لها من سياسة نفتخر بها.


* وكالة أنباء تركيا.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. للأسف قنوات تشجع النباح و النهيق و النعيق.
    و حتى إن كان من بين رجال التعليم من هم كذلك فا يجب التعميم.
    فهناك من الشرفاء الكثير
    من يصرف من ماله الخاص على أشياء كان على الوزارة المسؤولة توفيرها
    و لا حول ولا قوة إلا بالله

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M