الحسن ولد ماديك يكتب: وماذا بعد تطهير معبر الكركرات

22 نوفمبر 2020 18:13

هوية بريس – الحسن ولد ماديك(*)

أعتبرُ أكبرَ حَدَثٍ وأعظَمَ إنجاز تشرَّفتْ بِهِ المملكة المغربية منذ استقلالها في 1956 هو تطهير الكركرات في 13 نوفنبر 2020 من المرتزقةِ قُطَّاعِ الطرق مانِعِي التبادل التجاري الْـمَدَنِـي السِّلْمِـي بين شعوب المنطقة، ذلك أنّ المسيرة الخضراء في سنة 1975 لتحرير الصحراء المغربية مِن الاحتلال الاسبانِـي لـم تكُن أكثرَ مِن قضاء فريضةٍ فائتَةٍ لا عِتابَ ولا سبيلَ بعد تدارُكِها.

إنّ تطهيرَ معبرِ الكركرات السِّلْمِي مِن غُولِ قُطَّاعِ الطرُقِ لَيعدلُ أو يرجحُ في موازينـي يوم اسقلال المغرب عن الاحتلال الفرنسي الْبَهيمِ الْـمُعْتدِي الأثِيمِ الذّمِيمِ.

ويعني تطهيرُ معبر الكركرات السِّلْمِـي بعد المسيرة الخضراء السِّلميّة سَجِيَّةً ظاهرةً في الشعبِ المغربِـيِّ يُبْصِرُها الأعشَى ويَشْهدُ عليها الأعمَى وهي السِّلميَّةُ التـي غلبتْ العُدوانيّة والحكمة التـي غلبت الطيشَ والرعونة.
إنّ مُرتَزِقَةَ البوليزاريو لم تكتَفِ بسَرِقَةِ حُلْمِ الصَّحراويين الطَّيِّبينَ أنْقِيَاءِ الفِطْرَةِ بِالتمتعِ بحياةٍ كريـمةٍ في دِيارِهم بل طَغَتْ وبغَتْ بغْيًا كبيرا منه:

ـ التغريرُ ببعض الصحراويين وحَجزُهم في مخيمات البؤس والشقاء حيثُ لا نِظامَ ولا حُقوقَ وحيثُ القَهْرُ والسُّخَرَةُ والتعذِيبُ والتجويعُ.

ـ رَهْنُ القرار السياسي لجنرالات الجزائر الفقراء إلى فَزَّاعةٍ يطولُ بها تَسَلُّطُم على الشعب الجزائِري الشقيق.
ـ اتِّـخَاذُ شِعار مقاومة الاحتلال المغربي والصبْرِ على الشقاءِ وجلْبِ الصَّدَقاتِ لِـمُخيَّماتِ اللاجئين مَصدَرَ تَربُّحٍ وتكَسُّبٍ وامتيازات يتمتع بها قادةُ مرتزقةِ البوليزاريو.

ـ اتِّـخاذُ معبر الكركرات وسائرِ المنطقة المحايدة منطِقَةَ ابتزازٍ وَتهريبِ الْـمُخَدِّراتِ والحشيش والسلاح.
ـ اتِّـخاذُ معبرِ الكركرات منطقةَ قطْعِ الطريقِ على المدنيين الآمنين لحِصارِ أبناءِ العمومة ومَن وراءَهم مِن الشعوب.
أما المغرب فقد جعل مَعبرَ الكركرات سَلَمًا خالِصًا لِعُبورِ الموادِّ الغذائيّة والتبادُل التِّـجاري السلْمِيِّ المحضِ ولإحياء الأنفس وتبادل المنافع والمصالح التجاريّة.

وعلى النظام السياسي المغربي شَدُّ الْـمَآزِرِ دونَ النساءِ ولو باتتْ بِأطْهارٍ حتـى يَتِمَّ تحريرُ الإخوة الصحراويين الأسْرَى الرَّهائِنِ لَدَى مُرتزِقَةِ البوليزاريو بنفسِ الْـحِكْمَة التِـي غَلَبَتْ على المغرب ملِكًا وحكومة وشعبا وجيشا.

ولا يزالُ المغاربةُ أجمعون آثِـمون قبل تحرير مُـخيَّمات اللَّاجِئينَ الصحراويين مِن احتلال مُرتزِقَةٍ تُتَاجِرُ بهم وتحجزُهُم عن العيش الكريم في دِيارِهم العامرة في أوسردْ والداخلة وبوجدور وسمارة ولعيون والطانطان وكلميم … وفي سائر وطَنِهم المغربي الظليل.

ويظهَر جلِيًّا الكَذِبُ والتجهيل والتضليل في دعوى مُرتزِقةِ البوليزاريو “احتلالَ المغْرِبِ الأراضي الصحراويّة” إذ يعني الاحتلالُ تهجيرَ السكان مِن مُدُنِهِم واغتصابَ الدِّيارِ مِن أهلِها ولِيَستعمِرَها آخَرُونَ كاحتلالِ الأوروبيين دِيارَ الهنود الحمود الحمر واحتلال اليهود فلسطين واحتلال الأرمَن إقليم أذربيجان.

أمَّا النظام السياسي المغربِـي فقد أمَدَّ ساكِنَةَ الأقاليمِ الصحراوية بأسباب الاستقرار والرّفاهِ والتنمية والأمْنِ والحُرِّيّة وأعفاهم مِن الضرائب ووفَّرَ مِن البُـنَـى التحتية والطرُقِ ما يَقصُرُ عنه الوصفُ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة/ رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M