الحياة فرص لا تضيعها

04 يونيو 2020 23:53
هوية بريس – سعيد الحنوني

كثير من الإعلانات تبدأ بكلمة فرصة لا تعوض، سواء تعلق الأمر بالبيع أو الشراء أو القروض البنكية أو غير ذلك. تترك أثرا عميقا في النفس . فحجروا هذه الكلمة على الجانب المادي، لكن الأمر أوسع من ذلك.

إن أعظم تحد يواجه الإنسان في حياته هو: كيف يستغل فرصها حتى يشعر بالسعادة والنفع في الدنيا والآخرة؟ فالفرصة هي الشيء النادر حدوثه، أو الذي لا يتكرر كثيرا، أو قد لا يتكرر أبدا. تحتاج منا الانتباه إليها وانتظارها واستثمارها، فمن خلالها يمكن للإنسان أن يصل إلى المعالي، وأن يحقق مبتغاه.ولنتحدث عن أمثلة من الفرص التي يجب استغلالها.

التوبة: الإنسان معرض دائما للوقوع في الخطأوالذنب والغفلة والنسيان والجهل، كما جاء فيالحديث”  كل بني آدم خطاء، وخير الخطّائينالتوابونرواه الترمذي ففي هذا الحديث فرصة وأمللمن وقع في الخطأخير الخطّائين التوابونفالتوبةفرصة لكل مذنب.

ليلة القدر: قال تعالى” ليلة القدر خير من ألف شهر” سورة القدر الآية 3، فإذا تأملنا الآية الكريمة نجد أنها تعبر عن فرصة عظيمة يمنحها الله لمن وفق في هذه الليلة التي تعادل ألف شهر، فالعمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في أكثر من أربعة وثمانين سنة وزيادة، مدة قد تعادل عمر الإنسان أو يزيد أو ينقص.

صيام يوم عرفة فرصة للإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنهيكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ”  رواه مسلم . فصومه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفيرللسيئات، فرصة محو ذنوب سنتين.

الثلث الأخير من الليل: قال صلى الله عليه وسلم “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلةحين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعونيفأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرنيفأغفر له، حتى ينفجر الفجر. متفق عليه، الله  يغفرلمن يريد أن يغفر له، ويستجيب لمن يدعو له، ويعطي من يسأله، فرصة استجابة الدعاء وتحقيق المتمنيات.

وجود الوالدين على قيد الحياة: بر الوالدين فرصة للدخول إلى الجنة. قال  صلى الله عليه وسلم رغمأنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عندالكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة” رواه مسلم.

اغتنام الشباب والصحة والمال والوقت والحياة:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبلخمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناكقبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك فيهذا الحديث دعوة عظيمةٌ لانتهاز فرصة الحياة قبلفوات الأوان، شبابنا، صحتنا، أموالنا، أوقاتنا، حياتنا، هذه أمور يجب الوقوف عليها لقنص الفرص العظيمة التي هيأها الله لنا من أجل سعادتنا، مركز الثقل في الحديث كل شيء لا يدوم، الشباب مرحلة من عمر الإنسان ، فكيف يستغله ؟ رسول الله حذرنا من التفريط في هذه المرحلة  من العمر، لأنه زمن القوة والعطاء ، زمن الغنيمة وحث على تداركها قبل فواتها، ولأسف أن بعض الشباب ظن أن هذه المرحلة مرحلة النوم والراحة والكسل. أما المال فهو أمانة، والإنسان مستخلف فيه فحسب، سرعان ما يذهب ويزول، أو ينتقل من مورث إلى وارثه. والفراغ نعمة من نعم الله عز وجل، سرعان ما تأتي الشواغل على حين غفلة، فيجد الإنسان نفسه عاجزا عن تحقيق أهدافه لضياع فرصة وقت الفراغ التي لم يغتنمها .وأما الحياة أيام معدودة تنقطع بالموت الذي يأتي فجاة من غير سابق إشعار،حتى إذا جاء نذم الإنسان على ضياع عمره فيما لا يعود عليه بالنفع. والصحة نعمة على المرء أن يفز بالوقت الذي يكون فيه صحيح الجسم قبل أن يعتري الجسم العلل، وحينها لم يعد قادرا العمل.

إن في حياة المسلم فرصا كثيرة لكسب الخير قد لاتعوض البتة طوال الحياة، وكثير من الناس لا يلتفتونإلى ذلك.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M