الشيخ القزابري يكتب: ومضى عام.. على رحيل الإمام..

04 أغسطس 2022 15:25
مُسَافِرٌ فِي ظِلَالِ الْحُزْنِ....!!!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

أحبابي الكرام:

يمر أناس من هذه الدنيا.. فلا يسمع لهم حس.. ولا يؤبه لهم.. ويمر منها آخرون فيملؤونها ضجيجا وعجيجا.. وإعراضا وجحودا.. أما الصفوة الذين نفحهم الله بسر اختصاصه.. فيمرون من الدنيا.. ينثرون الخير.. وينشرون العلم والفضل.. تتزين بهم المجالس.. ويستأنس بهم المُجالس.. يدلون على الله بالحال والمقال.. وكذلكم كان شيخنا مولاي أحمد أبا عبيدة رحمه الله..

عرفته من ضحى عمري.. باسم المحيا.. واسع الصدر.. دمث الخلق.. آية من آيات الله في العلم.. قوي الاستحضار.. سريع البديهة.. شديد الذكاء.. ورعا زاهدا تقيا.. مالت إليه القلوب.. وأحبته النفوس.. كان رحيما رفيقا عطوفا رحمه الله.. حريصا على السنة.. معظما لأئمة الإسلام..

صحبته في السفر والحضر.. فكان يوليني من بره وعطفه ما يجعلني أزداد تعلقا به..

رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام الماضي.. لتُفتَح برحيله ثُلمة لم يَسدَّها أحد..

توارى عنا الإمام بجسده.. وبقي معنا بعلمه.. وبذكراه العطرة…

رحم الله رجلا نَحَتَ حبّه في تضاريس عقلي.. وتفاصيل قلبي.. بلطفه وظرفه.. وحسن خطابه.. ولين عريكته.. كانت كلما ضاقت علي دنياي.. واحتوشني هم.. واستبد بي غم.. قصدته فيسرّى عني.. ويدعو لي.. أذكر أني اتصلت به مرة.. وكان في مكة المكرمة.. فشكوت له هموما أحاطت به.. فقال لي بالحرف.. الآن أذهب إلى المسجد الحرام وأدعو لك في الملتزم.. رحمك الله شيخي.. ذكراك تلازمني.. والدعاء لك ورد من أورادي.. وإني على فراقك لمحزون.. ولا أقول إلا مايرضي ربي.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم اغفر لشيخنا ماقدم وأخر.. وما أسر وأعلن.. واجعله من أهل الجنة.. وأفض على قبره نسمات رحمتك.. وأنوار مغفرتك.. وألحقه بالصالحين.. إنك أنت الولي الحميد..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M