الشيخ عمر القزابري يكتب: بُرْكَانُ التَّكَبُّرْ…! 

05 يناير 2018 21:27
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
هلْ سبقَ ورأيتُم مُعذَّبا يُصارِعُ الواقعَ مِن حوله..يُريدُ أن يَبنيَ مَجدًا مِن الأوهام..يقول للناس بالحال والمقال..أنا أنا..وغيري الغُثاء..إنَّه المتكبِّرُ المغرور المُتعالي..الذي بنى بُرجَه الوهمي من إيحاءاتِ نفسِه المريضة..إِنَّ هذه المنظومةَ المُهترئة..منظومة المتكبرين.. ينضوي تحت لوائها أصحابُ عقول..يَصحُّ أن تُوصفَ بأنها عُقولُ الازدراء. فعقول المتكبرين تطيرُ بأجنحةِ العُجبِ والفخر والاعتزاز..وتكتظُّ بأفكارِ الزَّهو..وتمتلئُ بطاقاتِ العنجهيةِ وتوتُّر الاستعلاء..وتَعُجُّ بِمزاعمِ احتكارِ الصَّوابِ وامتلاكِ الحقيقة المُطْلقة..في مُقابِل رَمْيِ الآخرين بالسفهِ والطيشِ..والتبلُّدِ والغباء والجهل…وأحيانا بالضَّلال والكفر…
قلوبُ المتكبرين تمتلئ بأهواء التميُّزِ والتفرُّد..ومشاعرِ العُجبِ والاكتمال..مُقابل انتقاص الآخرين واحتقارِهم..والزِّرَاية بهم..وطمسِ محاسِنهم..وتعُجُّ هذه القلوبُ المريضةُ بانفعالات الحِقدِ والحسد..وتتصاعد منها أَدْخِنةُ الكراهية لكل صاحبِ نِعمةٍ وذي مَوْهِبة..
أمَّا أعينُ أهلِ الكِبرِ فلا تنظرُ إلى الآخرين إلا شَزْرا..ولا تتوقَّفُ عنِ الاحتقار..بنظراتٍ يابسة مُعتِمةٍ خاليةٍ مِن سِرِّ السماحة وعَبَقِ القَبُول . ولا تكفُّ أبصارُهم عن الإِزلاق..بل إنَّ تلك الأعين ترى جميعَ الخلقِ مُعوَّقِين…والغريبُ أنَّ تلك الأعين تَغضُّ أبصارَها عن محاسنِ الناس..وبالمقابل تُطلقُ نظرات الازدراء والسُّخرية..ولا تفتأ تواصل التَّحليقَ في فضاءات التَّعالي..أما آذان المتكبرين فإنها دائبةٌ في التلصُّصِ على عورات الناس والتجسُّس على خُصوصياتهم..والبحثِ عن مَثالِبهم ومناطق ضعفهم..ومداخلِ قُصورِهم..وفي مَعامِل الكِبر التي أُنشِئت على جُدُرِ الوهم الكاذب..يتم تضخيم نتائج التجسس..وإعادة إنتاجها بحيث تكون صالحة للزِّراية والإنتقاص..وكل ذلك من أجل تأكيد نظرية التميز والاستعلاء عند هذا المتكبر الواهم..هل رأيتم مرضا كهذا؟
أمَّا أُنُوفهم فهي تَشمَخ غَطْرسةً وكِبرًا على الخلق..وتظل هذه الأنوف بِوحيٍ مِن الوهم الكاذب تَشمخُ إلى الأعلى بطريقةٍ مَرَضِيّة ..إنَّ أصحاب هذه الأنوف يعتقدون أنهم كائناتٌ مختلفة عن البقية..بل يُخَيَّلُ إليهم من كِبرِهم أنْ لا أحد مثلهم أبدا…هل رأيتم مرضا كهذا..؟
أمّا ألسنتهم فإنها نارٌ تحرق كل من يعارضهم ولا ينساق مع أوهامهم..تحرق كل من يقول لهم لا…وتلذع من ينافسونهم على أي شيء..وتسْتَشيطُ غضبا من أصحابِ المواهب..وتنشط في بخس الناس أشياءهم..حتى تسرد مثالبهم الحقيقية والمُتوَهَّمة.. وتذكر عيوبهم الواقعية والمُتخَيَّلة..وتنطلق حدادا تَسلُق بلا عقالٍ من دين..أو زاجرٍ من خُلق…أو رادعٍ مِن عقل..فلا تهدأ حتى تغمِط أصحاب الكفاءات..وتبخَس أهل المَلَكات..ولا تفتأ تجلد الناس بحبال الاحتقار والانتقاص والإزدراء..فهل رأيتم مرضا كهذا…؟ نعوذ بالله من غضبه وعقابه….يُتْبَع…
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M