الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة…!

20 فبراير 2020 17:29
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

أحبابي الكرام:
عندما يغيبُ ذكر البعث والنشور.. ويختفي تذكرُ يوم القيامة بأهواله العِظام من قلوب الناس.. تموتُ القيَم.. ويتبلَّد الإحساس.. ويصبح الإنسانُ ساعتها أشبهَ ما يكون بدابةٍ تركضُ في بيداءَ لا نهاية لها.. كلما ولَّت وجهها قِبَل جهة لم تجد بُغيتها.. ومِن ثمَّ كان ذكر الآخرة منهجا قرءانيا طُولِب من خلاله العبد أن يبقى دائمَ الصلة باليوم الآخر.. تذكرا.. واستعدادا.. وخوفا.. وترقُّبا.. وكان مِن حُلَى أهل الوصل بالله وعلى رأسهم الأنبياء.. دوام هذا التذكر.. وملازمة هذا التفكر.. قال تعالى في وصف المُصطفَيْن الأخيار (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) لا يغيب ذكر الآخرة لهم عن بال.. كما ذكرَ الله عبادا له اصطفاهم وخصهم بمزية الإحسان إلى خلقه.. إخلاصا له.. و خوفا من موقف الحشر.. (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) فكان جزاء هذا الاستحضار..أن فازوا بالأمن الدائم في تلك العرصات (فوقاهم الله شر ذلك اليوم..ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) يالها من جوائز.. وقاهم.. ولقَّاهم.. وجزاهم.. وعندما عاب الله عن الذين يطففون في المكيال والميزان.. قال سبحانه (ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين).
فواجب علينا على الدوام أن نرفع على الدوام شِعار…ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون..! فعجبا للظَّلمة العُتاة! غلاظ الأكباد القُساة.. ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون؟ وعجبا للمُقتاتين مِن أعراض الناس.. الوالغين في الأسرار.. والهاتكين للأستار.. والباحثين عن الأخبار قصد الإخبار.. ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون؟ وعجبا للغاصبين حقوق غيرهم.. السارقين جُهدهم.. ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون.. وعجبا لأصحاب الظنون السيئة الذين يتسربلون سرابيل الاتهام.. ويسكنون مغارات الإرجاف..ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون.. ألا فليعلم كل من أخذ شِبرا من الأرض بغير حق أنَّ الله سيطوِّقه بسبع أرضين يوم القيامة.. وليعلم كل ظالم أن الخيبة مصيره ومنزله (وقد خاب من حمل ظلما) وكل مغتاب ونمام وفتان.. ومفسدٍ في الأرض.. ومتكبر جواظ.. وكل من حمله بريق الدنيا الخادع على أن يَفْرُط ويطغى.. وكل صاحب مسؤولية رضي بالقاع فباع ضميره وارتشى.. وكل من بغى واستعلى.. وأتى جرائم شتى.. ليعلم كل اولئك وأمثالهم.. أنهم وإن طال بهم الأمد.. فإن صفعات القدر لامحالة بهم نازلة.. وأن القوة يتلوها الضعف.. والدهاء يتبعه الخَرَفْ.. والقبر بيت يدخله الكبراء وغيرهم.. فيه تسقط الأحساب والأنساب.. وعلى شفيره تتهاوى النياشين والألقاب.. وفي داخله لا يبقى الاعتبار إلا للعمل الصالح.. وأن أمام كل عبد يومٌ عظيم.. فيه ميزان حق لا يعرف الحَيْفْ.. وصراط فوق نهار جهنم سيَرِدُه الكلّْ.. ولا منجاة منه إلا بالتقوى (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) فلنراجع حساباتنا جميعا ودون استثناء.. فإنه قد شقينا وشقيت بنا دنيانا.. بمظاهر الإلحاد والعناد.. والعصيان والجراءة على الله.. وانتهاك الأعراض.. وغلبة المصالح والأغراض.. وقطارُ العمر يسير بنا سيرا سريعا لمحطة النهاية…وساعتَها لن تبقى لأحد كلمة أبدا (وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا) فاغتنموا الأوقات في مرضاة رب البريات.. ومن أرضى الله أرضاه الله.. وشرح صدره.. ورفع قدره.. أما الذين يبغون ويظلمون ويجترئون ويُزوِّرون.. فإنهم من ميزان الاعتبار ساقطون.. ولسوء فعالهم مُلاقون.. ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون.. (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المومنون لعلكم تفلحون)..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M