«العدل والإحسان» ليست هي التناقض الرئيس

15 يناير 2016 20:33
فلتحيا فرنسا محررة الأمم!!!!

هوية بريس – د. فؤاد بوعلي

الجمعة 15 يناير 2016

في كل احتجاج تثار شماعة “العدل والإحسان” لتعلق عليها الأزمات، فبدل البحث عن السبب الرئيس والجوهري للأزمة يأتي من السياسيين والإعلاميين من يعلق الأزمة في مشجب جماعة ياسين.

ففي غياب معارضة حزبية حقيقية يمكن نسبة أي فعل احتجاجي لها ومع تصاعد الفعل الاحتجاجي وغياب القيادة (المصنَفَة)، يسارع البعض إلى جعل الجماعة هي المحرك الأساس: أولا لتصفية الحسابات معها وحصر الصراع داخل الدائرة الإسلامية، وثانيا لإفراغ الأشكال الاحتجاجية من قيمتها المطلبية.

لكن الأكيد أننا إن كنا نختلف مع الجماعة في منهجها وطريقة تدبيرها للمسائل السياسية، ونعتقد أن وجودها في الشارع أمر ضروري لتصحيح اتجاه البوصلة، بل ونعتقد أنها بعد وفاة الشيخ ياسين -رحمه الله- قد فقدت كثيرا من عنفوانها وقدرتها على التأثير في الأحداث، لأسباب كثيرة قد يأتي يوم لمناقشتها، فإننا نعتقد أن حقها في الوجود والتعبير عن نفسها أمر أساسي بل وينبغي الدفاع عنه، لأنني قد أختلف معك لكنني مستعد للموت من أجل حقك في الوجود، ومن حقها كذلك أن تمارس تعبيراتها الاحتجاجية بالشكل الذي تراه مناسبا، لكن الأهم ألا تُجْعَل مشجبا لتعليق الأزمات والمشاكل التي يعانيها المغاربة.

فوجودها في الشارع طبيعي وعادي لسبب يتغافل عنه الكثيرون هو أن الخطاب الجذري هو الأكثر قبولا عند الشباب وفئة المقهورين ولا يمكن إقناعهم بالإصلاح أو التدرج في البناء والمصالحة بين الشعب والدولة، الذي يحتاج دلائل وشروط واقعية وحتى نضج تصوري.

صحيح أن بعض المنتسبين لها يستعملون ألفاظا جارحة في حق بعض القيادات السياسية بشكل يسقط كل المفاهيم النظرية التي بناها الأستاذ عبد السلام ياسين من نحو التربية والتزكية والصبر وشعب الإيمان واقتحام العقبة… لكن هذا ليس حجة لتناسي جوهر المعركة وبوصلتها.

فالذي ينبغي التركيز عليه هو التناقض الرئيس: مافيا التحكم والاستبداد التي لها تمثلات أمنية وسياسية وإعلامية ومجتمعية وهوياتية. وفي هذا يشترك كل المخلصين وفضلاء الوطن من مختلف الانتماءات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M