الفزازي يتحدث عن “16 ماي” وعن ضحاياها وعن استفادته من “العفو الملكي”

16 مايو 2019 18:26
الفزازي يتحدث عن "16 ماي" وعن ضحاياها وعن استفادته من "العفو الملكي"

هوية بريس – عبد الله المصمودي

كتب الشيخ محمد الفزازي، في مراسلة توصلت بها “هوية بريس”، عن أحداث 16 ماي الأليمة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء سنة 2003، وعن ضحاياها الذين قسمهم لأربعة أصناف، وعن العفو الملكي الذي استفاد منه، وتكريمه بعودته للمنبر.

وجاء في نص المراسلة “16 ماي من كل سنة ذكرى سوداء ودموية وإرهابية هزّت أمن المملكة واستقرارها وأخرجتها من دائرة الاستثناء. تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية يوم 16 ماي 2003 منعطف نوعي جعل الدولة برمتها والأجهزة الأمنية على وجه الخصوص ومعهم الشعب المغربي بجميع أطيافه السياسية والأيديولوجية… يصطفون في خندق واحد في مواجهة الإرهاب الجبان. هذه التفجيرات الحمقاء كمثيلاتها في أنحاء العالم، مع ما هناك من أشكال للقتل والذبح استنادا على نفس المعتقد. خلف ويخلف ضحايا كُتُر كلما ضرب ضرباته الغادرة وهو يحسب أنه يحسن صنعا”.

وعدد الفزازي الذي اشتهر بأنه أحد شيوخ السلفية الجهادية سابقا، ضحايا الأحداث، حيث كتب:
“أول المظلومين بهذه العمليات الإرهابية هو الإسلام عموما وأحكام الجهاد في سبيل الله وضوابطه على وجه التحديد.
وثاني المظلومين هو الإنسان البريء، الإنسان الآمن في فندقه أو في طائرته أو سوقه… يُقتل دون أن يعلم فيمَ قُتل ولا من قتله.
ثالث المظلومين من تطالهم حملة الاعتقالات وتحوم حولهم الشكوك والشبهات فيدفعون ثمن الشبهة سنين طويلة وراء القضبان.
ولقد كنت شخصيا أحد هؤلاء الضحايا بشبهة التنظير للمجرمين ودفعت ثماني سنوات من حياتي في مختلف السجون المغربية من سجن “الزكي” بسلا إلى عين برجة بالدار البيضاء إلى إلى السجن المركزي بالقنيطرة وعكاشة وسجن طنجة.
رابع المظلومين أهالي السجناء مظلوميهم ومجرميهم. فالأهالي مظلومون بما يعانونه من ظروف الزيارات وظروف تحمّل الفاجعة التي لم تكن عندهم في الحسبان. أطفال أمهات زوجات آباء… كلهم دفعوا من حياتهم الغالي والرخيص بسبب طيش ابن مجرم أو أب متطرف أو زوج متهور”.

وأضاف الفزازي “أنا شخصيا قد برأني ملك البلاد حفظه الله عمليا بالإفراج عني دون مناسبة دينية ولا وطنية، وشرفني بإعادتي إلى منبري ومزاولة دعوتي إلى الله من جديد، وتوج هذا التشريف بالصلاة في مسجدي وحضور خطبتي في جمعة لن تنسى. وهذا أيمُ الله لهو أعظم جبر للضرر وأكبر رد للاعتبار. وإن كنت أنسى فلا أنسى الاحترام التام وعدم المس بكرامتي وأنا داخل السجن، وأعظم من ذلك التقارير النزيهة والصادقة التي كانت ترفعها أجهزة الأمن وخاصة (الديستي) بخصوصي الشيء الذي جعل ملك البلاد يأمر بإطلاق سراحي وإعادة الاعتبار إلى شخصي”.

وتابع في مراسلته “لا للإرهاب. لا للجهل. لا للظلم. شكرًا للملك شكرًا لرجال الأمن، شكرًا للصحافة التي رافقت الأحداث وشكرا للشعب المغربي الذي تفهم الواقع واحتضنني برحابة صدر”.

قبل أن يختمها بالتأكيد أنه لولا هذا بعد ألطاف الله لكان الآن لا زل في الزنزانة ينتظر “سنة الإفراج المقررة سنة 2033 حيث الحكم كان قد صدر بثلاثين سنة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M