الكنبوري: الإسلاميون ليسوا نموذجا في التخلق.. و”بلافريج” خرج من البرلمان والتحق بالشعبويين “الخارجين عن القانون”

04 أكتوبر 2019 10:31
إدريس الكنبوري يطرح تساؤلات حول "التعديل الحكومي" والعلاقة بين مطلب الكفاءات ومطلب التقليص العددي؟

هوية بريس – عابد عبد المنعم

تعليقا على موضوع الدعوة إلى الحريات الفردية في المغرب أوضح د.إدريس الكنبوري أن ما يزعجه “هو نوع المقاربات السائدة التي تعكس فعلا أننا مجتمع متخلف يناقش بأدوات بدائية. هذه المقاربة بدأت مع بيان “خارجون على القانون”، وقلنا سابقا إنه يشجع على التمرد على الفانون لا احترامه، فإذا تم تعزيز هذه الحريات غدا قانونا من حق المغاربة أن يخرجوا للشارع ويرفعوا نفس الشعار رفضا للقانون، إذ ليس من حق أحد أن يسمح لنفسه برفض القانون ألف ويمنع الآخرين من حقهم في رفض القانون باء”.

وأضاف بأن “المسطرة هي التوجه إلى البرلمان وتقديم مطلب تعديل القانون بدل التمرد عليه، وهذه وسيلة الشعوب المتحضرة، وهو للأسف ما فعله بلافريج البرلماني الذي خرج من البرلمان والتحق بالشعبويين”.

وحول ربط قضية الصحافية المعتقلة هاجر الريسوني بمنع الإجهاض ومن تم المطالبة بإلغاء البند الذي يعاقب عليه، أوضح الباحث في قضايا العنف والتطرف بأن “هذه طريقة مفلسة في الدفاع عن ملف عادل. الموقف الشجاع والمعقول هو المطالبة بتسوية الجميع أمام القانون ومعاقبة كل من خرقه كخطوة أولى في طريق الإصلاح. لكن يا للعجب! كيف ندعي الإصلاح ونحن نغمض أعيننا عن التمييز في تطبيق القانون ونزكي خرقه بدل إحراج الدولة بالدعوة إلى تطبيقه، فبدل الدعوة إلى المساواة أمام القانون -وهو الأخطر- ندعو إلى إسقاطه، وهو الأرحم بالنسبة للدولة لأنه يبرئها من المسؤولية من الأصل ولا يرتب عليها جريرة”.

الكنبوري أشار أيضا في تدوينة له اليوم الجمعة على صفحته بالفيسبوك إلى مسألة “القول بأن الدعوة إلى الحريات الفردية -بهذا الشكل طبعا- فيه وضوح مقابل سلوك الإسلاميين الذي يمارسون حرياتهم الفردية سرا، وهذا ما قاله البرلماني بلافريج”. حيث اعتبر أن هذا الموقف سوقي وصبياني لأنه تبرير أطفال.

موضحا بأن الإسلاميين ليسوا نموذجا في التخلق ولا في التدين باختصار شديد، ولأن سلوكهم “سلوك الطبيعي لأنهم يتسترون ولا يجهرون مثل غيرهم، والأصل أن من يمارس الفاحشة أو ما يعتبره المجتمع كذلك يمارس حقا فرديا لكن لا يجب أن يدعو إلى إشاعتها في المجتمع، وهنا الخيط الرفيع بين ممارسة سلوك معين والتحريض عليه.

كل هذا وغيره يعني أن الحريات الفردية موضوع حساس يجب أن نخوض فيه بكثير من التعقل والمسؤولية الأخلاقية والوطنية. التمرد على الأخلاق هو تمرد يجب أن يكون تمردا أخلاقيا. وكثير من دعاة الحرية يجب أن يخضعوا للتدريب على الحرية”.اهـ

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M