“المظلومية” أساس المشاريع السياسية الحديثة

04 مارس 2020 11:25

هوية بريس – أورحمة زوهير

من الامور الفطرية التي جبل عليها الانسان حب الخير والعدل ونبذ الظلم والطغيان حيث نجد الانسان السوي يتعاطف مع المظلوم ويكره الظالم  وقد فهم رجال السياسة هذا الامر فأسسوا مذاهبهم ومشارعهم السياسية والفكرية انطلاقا من هذا المبدأ “المظلومية” (كظلم طبقة لطبقة او جنس لجنس او قومية لقومية اخرى) وجعلوا هذا المبدأ فاعل  لتحريك وتعبئة وكسب تعاطف الشعوب وتحقيق الاهداف السياسة  والتي تبدأ بالوصول الى الحكم  والسيطرة على مقاليد السلطة وتنتهي بالتوسع على حساب باقي الشعوب المظلومة …

1- المشروع الشيوعي : بنى المركسيون مشروعهم الأيديولوجي السياسي على اساس “مظلومية الطبقة العاملة” من قبل “الطبقة البرجوازية” الظالمة…واتخذوا مقولة “يا عمال العالم اتحدوا” شعارا لهم وقد عملوا على تفكيك المجتمع ونشر الحقد والصراع بين طبقاته وكسب تعاطف الطبقة العاملة التي تمثل الطبقة الساحقة في الكثير من الدول…

2- المشروع القومي العربي: ادعى القوميون العرب مظلومية الشعوب العربية  واضطهادهم من طرف الاتراك وانطلاقا من هذا المبدأ اشتغل القوميون العرب –بمساعدة بريطانيا-على تفكيك الخلافة العثمانية (ونفس الشيء ينطبق على باقي القوميات فالكل يدعي المظلومية لتحقيق اهدافه السياسية ) وقد فشل القوميون العرب فشلا دريعا عندما فشلوا في “توحيد الشعوب العرب” والذي يعتبر اهم اهدافهم السياسية.

3- أدولف هتلر بنى مشروعه السياسي على فكرة “مظلومية الشعب الالماني” الذي هزم في الحرب العالمية الاولى والذي فرضت عليه بنوذ قاسية في جميع المجالات (الاقتصادية والعسكرية والسياسية…) ويعتقد ادولف هتلر أن اليهود هم السبب الرئيسي في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى…

4- المشروع الصهيوني: استغل اليهود  ظلم واضطهاد النازية  لليهود عندما قام ادولف هتلر بما يسمى الهلوكست (المحرقة) فبرروا تأسيس الكيان الصهيوني المسمى “إسرائيل” في فلسطين واستطاعوا كسب التعاطف الغربي وتبرير اضطهاد الفلسطينيين المسلمين…

5- المشروع الشيعي: بني هذا المشروع على اساس “مظلومية الحسين” “وال البيت” ووجوب الانتقام من اعداء الحسين…

5-امريكا ادعت أنها “مظلومة” بعد تفجيرات 11 ديسمبر 2001 فبررت غزوها لأفغانستان والعراق… على أساس ان هذه الدول حاضنة للإرهابيين الذين يشكلون الخطر على الأمن القومي لأمريكا وللعالم.

6-ومن الحركات الأيدولوجية التي استغلت فكرة “المظلومية” الحركة الانثوية (Femenism) والتي اشتغلت على فكرة “مظلومية المرأة” وظلم الرجل لها فدعت بعض النسوانيات إلى تفكيك “الدين” و”اللغة” و”الأسرة” باعتبارهما أدوات لاستعباد المرأة -حسب بعض النسوانيات المتطرفات-.

وختاما فان الكل يجيد تمثيل دور “المظلوم” وجميع هذه المشاريع السياسية استهدفت بلاد الاسلام والمسلمين الذين يعتبرون “حقيقة” أكبر المظلومين في العالم ألا أنهم يصورون على أنهم ظالمون مجرمون ورغم أنهم “ضحية” لكل هذه المشاريع الجهنمية إلا أنهم يصورون في صورة الجلاد السفاح…

بعض المصادر:

المسلمون والحضارة الغربية، سفر الحوالي

“الأسرة في الغرب أسباب تغيير مفاهيمها ووظيفتها”، خديجة كرار

“النازية والصهيونية ونهاية التاريخ” عبد الوهاب المسيري

“كفاحي” ادولف هتلر.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M