المغرب.. ودعاة “المثلية”

06 أكتوبر 2019 10:44
اعتقال فتاتين بتهمة الشذوذ الجنسي يقود علمانيين إلى رمي الدولة والمجتمع بالدعشنة

هوية بريس – د. محمد عوام

منذ أن دخل الإسلام أرض المغرب سنة 50هـ، والمغاربة متمسكون بدينهم وشهامتهم وأعرافهم الطيبة، وقد أسسوا في ذلك حضارة عريقة أصيلة، ساهمت فيها كل الدول المتعاقبة على حكم المغرب منذ الأدارسة إلى يومنا هذا، وبالرغم ما قد يحصل من ضعف وتراجع في بعض الفترات التاريخية، لم نسمع أبدا ولا قرأنا البتة عن داعية للمثلية والدفاع عن الزنا، حتى اطلع علينا “المناضل الكبير” و”المفوه اليساري” الغيور على حقوق الإنسان والمستضعفين، المدعو عمر بلافريج، فقد فكر وقدر، وقدم وأخر، فخرج علينا بفكر كليل ورأي سقيم، ودعوة خبيثة نتنة، حيث طالب بإلغاء فصول من الدستور تجرم الزنا والخيانة الزوجية واللواط، مدعيا أن للإنسان حقا في جسده، يفعل به ما يشاء، فهو بذلك حر طليق، لا ينبغي أن تقيده قيود أو تحده حدود، لا دينية، ولا اجتماعية عرفية، ولا قانونية دستورية.

وهذا المنحى الخطير لهذه الدعوة مآله إلى تفكيك وحدة المجتمع، ونشر الرذيلة فيه، ومناهضة مقوماته الحضارية والوجودية والعقدية، وباختصار شديد أو بالأحرى بكلمة واضحة وصريحة، هي دعوة بمثابة إعلان حرب على دين الأمة المغربية لتضمنها مخالفات صريحة لما هو معلوم من دين الأمة بالضرورة، ومخالفة لما أجمعت الأمة عليه، ومناهضة للبيعة المشروطة بإقامة الدين وحراسة الدنيا، فهل هذا هو النضال الذي يبشر به بلافريج وجماعته اليسارية الساكتة عنه، والمباركة له. فأين الدفاع عن حقوق المستضعفين الذين شنف به اليسار الآذان ردحا من الزمان غير يسير.

إن من أبرز سمات التفكير النضالي الواقعية، بحيث يدرس مطالب المجتمع والإمكانات التي ينبغي أن تتحقق، فيناضل ويجاهد من أجل تحصيلها، من تعليم وصحة وعمل وسكن وحرية نظيفة ومعقولة، تتمشى مع الفطرة الإنسانية، وكذلك النضال من أجل حكم شوري ديمقراطي عادل تتداول فيه السلطة بين أفراد المجتمع بنزاهة، فيعبر الناس عن رأيهم من غير وجل ولا خوف من أحد، وهذه كلها من مقاصد الدين بل جميع الشرائع جاءت لتحرير الإنسان والوفاء بمستلزمات حياته، تحريره من العبودية والاستبداد ورفع الظلم عنه والفساد.

ومن أجل هذا جاءت أيضا بعض المذاهب الغربية في الجملة، منها الاشتراكية التي أسس لها كارل ماركس وانكلز، وإن كانا قد غلفا دعوتهما بالدعوة إلى الإلحاد واعتبار الدين -كما قال ماركس- أفيون الشعوب، طبعا هو لا يرى من الدين إلا النموذج الكنسي الغربي، وإن ضل ماركس وفيا ليهوديته متسترا وراء المسيحية، المهم هو أن دعوة ماركس في أصلها أو الاشتراكية هي من أجل الدفاع عن الطبقة العاملة لذلك قال ماركس قولته المشهورة “يا عمال العالم اتحدوا”.

فهل في دعوة بلافريج للمثلية والخيانة الزوجية شيء من الدفاع عن حقوق المستضعفين، ومناهضة الفساد والاستبداد، أم أنها أصلا دعوة بنيت على دعم الفساد والاستبداد، فلا جرم أن بنية الفساد والاستبداد هي الاقتيات من الرذائل والقاذورات، فيكون بلافريج قد نقض جميع ما كان يتبجح به من عنتريات الدفاع عن المستضعفين، لوقوعه في الرعونات، أم أنه أراد أن يتقرب أكثر من المنظمات الغربية الحامية للشذوذ الجنسي وغيره من الأوساخ باسم الدفاع عن الحريات الفردية، وحتى تتوفر له حماية خارجية.

فلا شك إذن أن بلافريج أصبح اليوم رائدا للفكر الجنساني في المغرب، من دعاة اتباع الشهوات الجنسية، لا يهمه إلا تحرير الإنسان من الدين، ومن كل الأخلاق الطيبة، والأعراف النبيلة، لا لشيء إلا ليصير بهيمة سائمة سائبة، تأكل بالجنس، تمشي بالجنس، تفكر بالجنس، تدخل -شرف الله قدركم- المرحاض بالجنس حركاتها وسكناتها الجنس، ولا شيء إلا الجنس، فهل هذا هو النضال الذي تبشرون به المجتمع، نضال الفُروج والإباحية والمثلية الجنسية، تناضلون من أجل إقامة الجنس، مع العلم أن المجتمع يعاني من الفساد والاستبداد اللذان سحقاه سحقا.

إن التفكير الجنساني لحزب اللواط الجديد بالمغرب لا يهمه معاناة الشعب، ولا حتى محاربة الفساد والاستبداد وإن تظاهر أحيانا أنه يدافع عن مصالح الشعب، فما ذلك منه إلا نوعا من الخداع واللعب بمشاعر الناس الأبرياء، ولو كان صادقا فيما يدعي لوضع أصبعه على الداء الحقيقي بدل المطالبة بتغيير قوانين تجرم الزنا والخيانة الزوجية، فتحل محلها المثلية الجنسية، فما هذه القاذورات (الخماج) التي تدعون إليها .

لقد انكشف اليوم اللثام عن حزب اللواط بالمغرب، وتبين لكل ذي عينين أنه حزب لا علاقة له بالنضال الشريف، من أجل كرامة المواطنين وتحقيق مطالبهم العادلة ومحاربة الفساد والاستبداد، وإنما هو حزب قينة وخمرة وفرج باغية وقزيبة هالكة. وهذا المسلك الأثيم هو الذي سماه الدكتور الفيلسوف المناضل الصدوق المهدي بنعبود رحمه الله بنظرية الجحش والجحشة.

فقد كان الدكتور المهدي رحمه الله شديد السخرية من دعاة الحرية الجنسية المتمسكين بنظرية سيكموند فرويد، التي وصلت بها الوقاحة والبلادة أن تفسر علاقة الرضيع بأمه تفسيرا جنسيا.

فقد سمعت بنعبود غير ما مر في مدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط يصف نظرية فريد ودعاة الجنسانية بدعاة نظرية الجحش والجحشة، ومن شدة وقعها عليهم، حتى يترك كل الحاضرين غرقى في الضحك، كان ينطق جيمها دالا (الدحش) كما هي في العامية.

فهؤلاء المرضى لا هم لهم ولا فكر لهم إلا في الترويج للحرية الجنسية فيريدون بذلك إخراج بني آدم من الإنسانية المكرمة إلى البهيمية المنحطة. ومع ذلك يتبجحون بوقاحة وصفاقة كونهم مناضلين غيورين على حقوق الناس ومدافعين عن الوطن، فأي حقوق هذه؟ وأي غيرة هذه حين تحول الإنسانية من الفطرية إلى البهيمية، بل أضل سبيلا حين يدعون إلى المثلية الجنسية بإلغاء بعض الفصول من القانون.

وهل المغاربة اليوم في حاجة إلى إلغاء هذه القوانين أم في حاجة إلى رفع معاناتهم اليومية من الفقر والبؤس والظلم والفساد والاستبداد، لا صحة جيدة، ولا تعليم ممتاز يرقى بالوطن، ولا إدارة في خدمة المواطنين بشكل يرفع عنهم الصعاب ويذلل العقبات… لم يبق لنا سوى المثلية الجنسية أو اللوطية الخبيثة لكي تخرجنا من الظلمات إلى التنوير على حد زعم هؤلاء الأفاكين.

أليست دعوة هؤلاء ينبغي تصنيفها ضمن لائحة الإرهاب؟

إن الإرهاب الحقيقي بل أخطر أنواعه من يحارب ويرهب الأمة في عقيدتها وقيمها الحضارية والوجودية، ويسعى مع الغرب الحاقد إلى تفكيك نظامها الداخلي وترابطها وتلاحمها، فيكون دعاة المثلية الجنسية، وفرنسة التعليم، ودعاة الإباحية، وكل داع إلى ما يخالف شرع الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خادما للاستعمار وساع في الأرض فسادا والله لا يحب الفساد.

قال الله تعالى: “إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون” [النور:19].

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M