الوزير أحمد التوفيق .. و«وزر التزوير» في مجلس «أمير المؤمنين»

03 يونيو 2017 00:27
مَالِكِيَّة سُنِّية، لا طُرَقِيّة بدعية.. يا وزير الأوقاف

هوية بريس – شهاب الدين الورايني

يبدو أن وزير الأوقاف المغربي لم ينتبه إلى أنه تجاوز حدود اللباقة اللازمة أمام أمير المؤمنين محمد السادس وفقه الله، فارتكب ما يشككك في صدقه وأمانته الأدبية تجاهه، فاستغل كرسي الدرس الحسني لتصفية حسابات خاصة أيديولوجية مع خصومه وخصوم طريقته البودشيشية على وجه التحقيق، ورمى فئات من المغاربة بالتكفيريين بالجملة، قاصدا الفتنة في البلاد بين العباد، فخطابه كان تحريضيا بكل المقاييس، وهي سابقة خطيرة جدا، فلم يعد يخفى على الباحثين أن ما ذكره أحمد التوفيق كان تزويرا للحقائق في مجلس أمير المؤمنين، وسأبين ذلك.

ذكر أحمد التوفيق جملة مما أراد أن يوهم الملك ومن معه والمستمعين أنه قديم في المغرب قدم الإسلام فيه، واتهم خصومه بمخالفة ذلك، زاعما أن مخالفتها مخالفة سياسية، بل دالة على منهج تكفيري عند المخالفين لها، فاتهمهم بـ:

1- إسقاط الأذان الثالث يوم الجمعة، وتلك شكاة ظاهر عنهم عارها، فالصحيح أن أذان الجمعة واحد، ولكن عثمان جعل رجلا في سوق المدينة يعلم الناس مِن على دار له يقال لها “الزوراء” ليعلم الناس أن الجمعة قد حضرت، كما في “أخبار المدينة” لـ”ابن شبة” وغيره بإعلام معتاد بين الناس، وهو الذي لا زالت بعض المساجد في تطوان تستعمل مثله، وهو قولهم “الصلاة يرحمكم الله”، فعد الثاني آذانا، والإقامة أذان كما ورد في الحديث: “بين كل أذانين صلاة”، فصار الناس يطلقون الأذان الثالث على الإعلام في السوق قبل الأذان الذي يكون مع صعود الخطيب المنبر ثم الإقامة، ووقع الناس بسبب هذا في وهم كما قال القرطبي المالكي الذي ذكر أيضا أن علي بن أبي طالب ترك الأذان الثالث يوم الجمعة، بل روى المخلص في فوائده عن ابن عمر أنه بدعة، وهو نص”، فهل علي وابن عمر رضي الله عنهما تكفيريان يا سيادة الوزير؟!

2- قراءة البسملة في الصلاة، والصحيح أن قراءتها سنة، واختلفوا في الإسرار والجهر بها والخلاف معتبر، وقد سئل أنس رضي الله عنه كما في صحيح البخاري عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “كانت مدا مدا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله”، فماذا يقول سيادة الوزير في النبي صلى الله عليه وسلم؟ اللهم سلم سلم!

3- القبض في الصلاة، والصحيح أن هذا من السنة، وقد روى مالك في الموطأ أن وضع اليدين على الصدر عند القراءة في الصلاة من فعل الأنبياء، ورآه القاضي عياض من مستحبات الصلاة كما في كتابه “الإعلام”، وعامة المغاربة اليوم يفعلون ذلك، فهل الإمام مالك والقاضي عياض وعامة المغاربة من التكفيريين يا سيادة الوزير؟

4- مد “آمين” عقب الفاتحة، ومدها هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما كان يفعله أبو هريرة رضي الله عنه كما عند البيهقي في السنن بسند صحيح، وهو مقتضى القواعد، فإن المد في الياء عند رأس الآي يكون بست حركات. وهو فعل المغاربة، فهل أبو هريرة رضي الله عنه وعلماء القراءات المالكية تكفيريون يا سيادة الوزير؟

5- الخروج من الصلاة بتسليمتين، وهذا خطأ، فإنهم يخرجون بتسليمة واحدة، والثانية عندهم سنة، وهو فعل المغاربة، ويبدو أن سيادة الوزير ليس عنده معرفة بأحكام الصلاة ومذاهب الفقهاء في ذلك، فهل المغاربة تكفيريون يا سيادة الوزير.

6- إنكار قراءة القرآن جماعة،، أول من أدخلها المغرب هو محمد بن تومرت التكفيري السفاح الباطني الملقب بالمهدي الذي ادعى أنه المهدي المنتظر، نص على هذا الشاطبي وأنكره عليه، والعجيب أن الإمام مالكا أيضا أنكرها، وهذا مشهور عنه جدا، فهل الإمام مالك تكفيري؟ وهل من اتبع مالكا في هذا تكفيري يا سيادة الوزير؟

7- إنكار الدعاء والذكر جماعة عقب الصلوات، أنكر ذلك ثلة من علماء المالكية، ولهم في ذلك فتاوي مشهورة جدا، وعامة المغاربة لا يقرؤون القرآن جماعة، فهل هؤلاء المالكية تكفيريون يا سيادة الوزير؟

8- إسقاط الذكر عند اتباع الجنائز، والإسقاط هو فعل الصحابة رضي الله عنهم كما حكاه عنهم قيس بن عباد عند البيهقي في السنن الكبرى، وعليه طائفة من العلماء، وهو مذهب مفتي فاس العلامة الرهوني في كتابه “التحصن والمنعة”، فهل كان الصحابة تكفيريين، هل كان هؤلاء العلماء وفيهم مفتي فاس تكفيرييين يا سيادة الوزير؟

9- تبديع الاحتفال بالمولد النبوي، لم تظهر بدعة الاحتفال بالمولد إلا في عهد الفاطميين وملك إربل العراقي وبني العزفي في سبتة، والتبديع هو قول الفاكهاني وغيره من علماء المالكية، فهل كان هؤلاء المالكية تكفيريين يا سيادة الوزير؟

10- مخالفة جمهور المغاربة في بناء المشاهد والقباب على قبور الأولياء وزيارتهم قصد التبرك بهم وسؤالهم، وهذه قاصمة، فإن النهي عن البناء على القبور ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وأما سؤال الأموات فحمق أو شرك بالله تعالى، ولا يحتاج لسرد النصوص القرآنية والنبوية الدالة على ذلك، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم تكفيريا يا وزير الأوقاف؟

واضح جدا أن الوزير ارتكب خطأ كبيرا باستغلال كرسي الدرس الحسني لتصفية الحسابات السياسية والشخصية مع مخالفيه هو، وهذا غش لأمير المؤمنين، ومن غش فليس منا!

ارحل يا سيادة الوزير.

آخر اﻷخبار
5 تعليقات
  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركا ته احي من هذا المنبر جريدة هوية بريس وجميع القراء اخواني اطلب من الجريدة وعموم الشعب بحملة جمع توقيعات وارسالها الى امير البلاد محمد السادس ايده الله ونصره وامده بالبطانة الصالحة وجنبه بطانة السوء مثلا التوفيق البدشيشي مع محاكمته لانه صاحب فتنة واراد اشعال الفتنه بين عموم الشعب ثانيا استصغار ملك البلاد والشعب امام الوفود الأجنبية والان ايها الاخوة فقد كفر جميع آلمسلمين في انحاء البلاد هذا القبوري المشرك نسال الله ان يرينا فيه عجائب قدرتك

  2. زيادة على كل ما ذكره الكاتب، فان هذا الوزير لم يراع ادب الكلام بين يدي امير المومنين، فراح يتكلم بصخب ورفع صوت ونبرة الأمراء وكأنه هو الملك وليس الجالس على العرش.
    اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يمن على المغاربة بمن يقيم الدين خير اقامة

  3. فكرة جيدة يجب فتح عارضة واسعة لجمع توقيعات لطرد هذا المعتوه من الوزارة قبل أن يحدث فتنة في هذت البلد الأمين

  4. نعم يجب أن تفتح عراءض لمحاكمة هذا الفتان .الذي استغل منصبه للتحريض على من يخالفه تصوفه وبدعه
    فهو جاهل بامر الدين الإسلامي ولاستخغافه به تجرأ على قول مالم يقل. فهو حقود ومغرور اللهم انتقم منه يارب.

  5. والأدهى من ذالك أن سيادة الوزير لم يراعي حتى لحرمة الضيوف وهم في حضرة امير المؤمنين وجلهم علماء من مذاهب أخرى يخالفون الوزير فيما ذهب إليه فرماهم من حيث لا يدري بالتفكير وهذا غاية في إساءة الأدب مع الضيوف نبرأ الى الله منها

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M