الوزير اعمارة يكشف عن وضعه الصحي وكيف يقضي يومه والدروس والعبر التي استخلصها من تجربته

29 مارس 2020 22:02

هوية بريس – عابد عبد المنعم

في حوار له اليوم، الأحد 29 مارس 2020 مع موقع الجزيرة، قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة أنه منذ يوم 15 مارس الجاري وهو يخضع للحجر الصحي المنزلي، وذلك بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا.

وجوابا على سؤال أعراض الإصابة الفيروس، ولماذا الحجر الصحي في بيته لا في مكان آخر، قال اعمارة “بالنسبة للأعراض، في الحقيقة عدا بعض الصداع في الرأس وشيء من العياء لم تكن هناك أعراض أخرى، لا أعراض تنفسية ولا ارتفاع في درجة حرارة الجسم.. والحجر المنزلي هو قرار اتخذه الأطباء، وبالطبع هو يلتقي في محصلته مع التوجيه العام بمكوث الناس في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، لكنه يختلف في كونه يتعلق بشخص ملتقط للفيروس، ومن ثم فتقدير تطور المرض وحجم مضاعفاته والاحتياطات الخاصة الواجب اتخاذها كل هذا موكول للأطباء وحدهم، ولا يجوز الاجتهاد فيه من أي كان حتى ولو كان المعني بالأمر وزيرا”.

وحول وضعه الصحي الآن، قال اعمارة “أنا الآن في وضعية عادية، ليست هناك أعراض مقلقة، صداع الرأس خف كثيرا، يكون هناك بعض السعال بين الفينة والأخرى، حرارة جسمي أراقبها بشكل منتظم، وهي والحمد لله طبيعية، الحمد لله يوما عن يوم تتحسن الأمور”.

كما كشف اعمارة أيضا عن برنامجه اليومي وقال “البرنامج اليومي تهيمن عليه المهام الاعتيادية لنشاطي الوزاري، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تواجه فيها بلادنا كما باقي دول العالم جائحة كورونا.

عادة بعد صلاة الفجر أعود لآخذ قسطا من النوم، لأن أخذ نصيب من الراحة مطلوب لمساعدة الجسم على مقاومة الفيروس، وبعد ذلك هناك موعد راتب لا يمكنني مخالفته من الساعة 9:30 صباحا إلى العاشرة، يتصل بي فيه والداي اللذان يعيشان في مدينة وجدة (شرق المغرب) ليطمئنا على حالتي الصحية وعلى أحوالي عموما، وطبعا الوالدان أسعى دوما إلى رضاهما، وهما أيضا لا يهنأ لهما بال في بداية اليوم قبل أن يسمعا صوتي ويطمئنا.

بعد إفطار سريع، أشرع في الاشتغال عن بعد، عموما عن طريق الهاتف والواتساب والبريد الإلكتروني وكذلك تقنية “الفيديو كونفرانس”، حيث أتواصل مع الكاتب العام للوزارة ورئيس الديوان والمديرين العامين ومديري المؤسسات والهيئات العمومية التي أترأس مجالسها الإدارية (حوالي 25 مؤسسة) بحكم تبعيتها للوزارة، مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية، وشركة الطرق السيارة بالمغرب (شركة خاصة بتدبير الطرق السريعة أو ما تعرف بالأوتوسترادات)، وشركة الموانئ وغيرها.

هذا العمل قد يمتد إلى الساعة الخامسة عصرا، وعادة يكون فيه اتصال بوزراء آخرين لحل بعض المشاكل، خاصة وزير الداخلية ووزير المالية.

بعد ذلك أتناول وجبة الغذاء ولو في هذا الوقت المتأخر، وهو ما ليس من عادتي في الأحوال العادية، ثم تبدأ حصص قراءة القرآن ومطالعة الجرائد ومتابعة بعض القنوات التلفزيونية العالمية، ثم أرد على مكالمات الأصدقاء والزملاء والأحباب وعموم المواطنين الذين لم تنقطع مكالماتهم، طبعا غير تلك التي تتوصل بها زوجتي وابني، وأحاول كذلك جهد المستطاع الرد على بعض الرسائل على صفحتي الرسمية في فيسبوك”.

الوزير اعمارة قال في حواره أن من الدروس التي استخلصها من هذه التجربة أن “الحجر المنزلي يعطي لمن عاشه فرصة للتأمل في عدد من الأشياء، على رأسها أن الإنسان مهما بلغت إمكانياته فهو محدود أمام عدد من الظواهر، نحن هنا أمام مخلوق بسيط لا يرى بالعين المجردة يرهن العالم كله اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وصحيا.

ثم هناك هذه المعاني الكبرى للتضامن، نحن مجتمع متآلف شديد الروابط، حجم الاتصالات التي تلقيتها في هذه الفترة كثيف وهي لم تنقطع، الكل يسأل ويدعو ويريد أن يطمئن، بل حتى الأكل تطوعت بعض صديقات زوجتي بإعداده وإرساله.

وهذه الاتصالات لم تكن حكرا على المسؤولين بل كانت من عموم المواطنين، وهذه المعاني الجميلة تدخل الدفء إلى القلب وتبعث الأمل في النفوس.

هناك كذلك أمر متفرع عن هذا التضامن الفريد، وهو الإحساس بالمسؤولية التي تدفعك إلى مزيد من الانضباط لتوجيهات الجهات الرسمية، شعارك في ذلك “لا ينبغي أن تؤتى الجماعة من جهتي”، وأعيد وأكرر أن الوضع ليس مجالا للاجتهاد، بل يستلزم منا جميعا تطبيق التوجيهات وكفى”.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. أضن ان حالة السيد عمارة لا تسمح له بمزاولة وتحمل مهامه ولهذا أظن انه حان موعد اعفاءه . لان حاجات المواطنين وأشغالهم غير قابل لتأجير حتى يشفى الوزير
    _الوزارة منصب ومسؤولية ومهمة وليس شركة خاصة لاحد

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M