الوزير بنعبد القادر وسرقة زمن الإصلاح الإداري

10 سبتمبر 2019 13:24
بنعبد القادر: يتجاوب مع مقترح قانون بخصوص تعديل الفصلين 76 و77 من القانون الجنائي

هوية بريس-سميرة مسرار

 إن واقع الإدارة المغربية محزن ومحبط في نفس الوقت، ذلك أن مفهوم القيادة عند بعض المسؤولين في المناصب العليا يحتاج إلى الدراسة والتحليل …..

فمصطلح القيادة من المفاهيم الذي تناوله العديد من المفكرين والإداريين بالتعريفات المختلفة والمتباينة، ولا أدل على ذلك من التعريفات التي تناولتها الأبحاث العربية والأجنبية في هذا المجال، ففي قواميس اللغة العربية يُقال: قاد، يقود وقيادةً وقياداً، ومنها القائد من يقود فوجاً من الجنود أو قطعة منهم أو كتيبة، والقيادة مهنة تحتاج لاحتراف موهبة، فكلمة القائـد تعني الشخص الذي يوجه ويرشد، وبذلك فالقيادة عملية رشيدة طرفاها شخص يوجه ويرشد والطرف الآخر أشخاص يتلقون التوجيه والإرشاد.

وإذا رجعنا إلى الفكرين اليوناني واللاتيني كنقطة انطلاق لتحديد معنى القيادة، لوجدنا أن كلمة قيادة Leadership مشتقة من الفعل يفعل أو يقوم بمهمة ما، ويتفق مع الفعل اليوناني Archein بمعنى يبدأ أو يقود أو يحكم ويتفق مع الفعل اللاتيني Agere ومعناه يُحرك أو يقود وكان الاعتقاد السائد في الفكرين يقوم على أن كل فعل من الأفعال السابقة ينقسم إلى جزأين : بداية يقوم بها شخص واحد ، ومهمة أو عمل ينجزه آخرون.

ومن هذا يتضح أن مفهوم القيادة ينطوي على علاقة اعتمادية متبادلة بين من يبدأ بالفعل وبيـن من ينجزه.

من عناصر القيــادة Factors Leadership :

أ – وجود جماعة من الناس يمارسوا وجودهم كجماعة ويتفاعلون مع بعضهم البعض تفاعلاً قوياً ونشيطاً ولا بد هنا من الإشارة إلى كيفية تعامل القائد مع هذه الجماعة ومدى انعكاس هذا التعامل سلباً أو إيجاباً على عملية القيادة برمتها، فالتعامل مع هذه الجماعة يتأثر بنوع العلاقة القائمة بينهم وبين قائدهم.

ب- القائــد: وجود شخص مؤثر وآخر متأثر عن طريق الرضا مع تعدد وسائل التأثير التي تسهم في تلبية قدرات أفراد الجماعة وتقوية ثقتهم بأنفسهم وتوسيع مداركهم وتدريبهم.

من أهم صفات القائد الهدوء أمام الأزمات، مع الاندفاع الداخلي الشديد لحلها، بأن يكون مندفعاً لحل المشكلة، وكما قال بعضهم في المثل: يجب أن يكون كالبط ظاهره هادئ، لكنه يضرب رجله في الماء بسرعة، وما تحتاجه الإدارة اليوم قيادة مبدعة ومميزة وعلمية وعملية بمهارات فكرية لجعل الإدارة أكثر دينامكية وفعالية، وتعمل كأداة محركة لتحقيق أهدافها. في ظل القانون والحق وليس الظلم.

كما تفرض الوظيفة القيادية على شاغلها مسؤولية عظيمة، فالعامل الرئيسي وراء نجاح موظفي الإدارة يكمن في مدى قدرة رؤسائهم على إثارة اهتمامهم بأعمالهم، ودفعهم إلى الحرص على الأداء الجيد بكامل رغبتهم، ولما كانت أنماط السلوك الإنساني تتعدد باختلاف البيئة الثقافية، فمن الطبيعي أن تتنوع حاجات ورغبات الأفراد، ومن ثم يقع على عاتق المديرين أو الرؤساء مهمة توحيد اتجاهات الأفراد وتطوير عملهم، وهنا تظهر مهارة المسؤول، وهنا تكمن أيضاً حقيقة الدور الذي يميز المدير أو الرئيس في وظيفته القيادية.

بالرجوع إلى واقع الإدارة المغربية تبقى هذه المفاهيم حبرا على ورق، حيث يجد الموظف نفسه ليس أمام مسؤول ضعيف فقط ولا يتمتع برؤيا واضحة وليست له القدرة على وضع استراتيجية محددة بأهداف بعيدة المدى مع تسطير خريطة طريق لتنفيذها، بل أمام مسؤول يتخبط في ضعفه الذي يخفيه وراء واجهة ظاهرها العنف النفسي وباطنها العنف الأخلاقي وصراعات الجانبية التي تنزل من مستوى الإدارة المغربية.

ويتضاعف ذلك في حالة ما إذا كان المسؤول امرأة وبعد سن الخمسين حيث يجد الموظف نفسه أمام مسؤولة تعاني أزمة منتصف العمر وهي مرحلة صعبه للبعض وفرصة العمر والعصر الذهبي للبعض الآخر إذ يلعب الجسم واحدا من أسوء أدواره la carence strogenique يدخل المرأة في لعبه المتاهة التي تحكم علاقتها بالمحيط التابع لها وهي مرهونة بمدى التوافق بين السمات…الداخلية والمعلنة التي تعاني منها في تلك الفترة.

في كل الأحوال هي مرحله خلل هرموني ونفسي يفقد فيه جسدها ميزان التناغم ويسقطها في  مسلسل الفقدان، بحيث تعيش صراعا نفسيا يقلب حياتها، و محاولة إرجاع ما  فات من شباب الجسم لأن شباب الروح لا يفنى. الشيء الذي  يدخلها في علاقه توتر مع ذاتها ومحيطها فتتجاوز صلاحياتها وتحاول فرض نفوذها وقد تدخل في علاقة البقاء للأقوى لأنها تحس الضعف في داخلها وتحس نفسها مهدده حتى في وجودها كيف لا وقد فقدت القدرة على الإنجاب، وهي نظرة تقزم صورتها لذاتها فتجدها في علاقه صراع relation conflictuelle  مع النفس لتبين  أنها قادرة على محيطها  مما يدخلها  في صراع مع نفسها ومع الآخرين la projection  لإرجاع ما لا يعود وعدم تسليمها المشعل للأجيال الصاعدة.

وهذا لا يعني أن المرأة قاصرة وعاجزة عن القيام بالمهام القيادية، ولكن عليها أن تعي الأمور قبل مزاولتها خاصة وأن مجتمعاتنا العربية ما زالت تنظر إليها نظرة دونية. ثم إن هذا الوضع يمكن أن ينطبق حتى على الرجال أنفسهم خاصة أولئك الذين أشرفوا على التقاعد وانقطعت صلتهم بالجيل الجديد ولم يواكبوا تطور المجتمع فظلوا بعيدين عن تجدد الإدارة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المسيرين والموظفين.

 فلما نحمل الإدارة والموظفين مثل هذا العبء، أليس الأجدر القيام ببحث عن شخصية المسؤول ولم لا عرضه عن طبيب نفسي قبل تعيينه، أليست المصلحة العامة لتطور وازدهار البلاد تستدعي ذلك؟ هل كافي تقديم ملف الترشيح وإجراء مباراة من نصف ساعة لتعيين مثل هؤلاء المسؤولون؟

أسئلة تطرح لتعكس شيئا من واقعنا الحالي …

فعلى أي نموذج تنموي جديد نتحدث ونحن مسيرين من ضعاف العقول والنفوس؟ أليس أجدر بالمجلس الأعلى للحسابات مراقبة سرقة الزمن قبل سرقة الأموال؟ أليس سوء التدبير جريمة ممكن إثباتها والمعاقبة عليها؟ …….

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M