اليهود والغُوييم.. احتقار اليهود الأمم الأخرى

11 مايو 2022 17:13
عنصرية فتاوى حاخامات اليهود

هوية بريس – محمد علي دولة

يعتقد اليهود أنَّهم وحدهم الشعب المعتبَر عند الله، وأنَّ جميع الشعوب الأخرى، من عهد آدم وإلى الأبد، شعوبٌ لا قيمة لها أبداً عنده سبحانه، بل هي شعوب تافهة، منحطَّة، لا تحمل أية فضيلة، ولا تستحق أن تُنعت إلاَّ بكل رذيلة؛ لذا فهي لا تتساوى مع اليهود أبداً، وإنما خُلقت من أجل خدمتهم وقضاء مصالحهم، لذلك يُطلقون عليها اسم (غُُوييم) أو(أغيار)، استخفافاً بها واحتقاراً لها!!

ولفظ (غُوييم) جَمْع مُفْرده (غُُوي)، استعمل أصلاً في اللغات الساميَّة –ومنها العبرية– للدِّلالة على الحيوانات المتجمّعة في قطيع، أو الطيور والحشرات والهوامّ التي تتحرك في أسراب. ثم انتقل للدِّلالة على الكثير المختلط من الناس، ثم إلى سَفِلتهم وأشرارهم. ومن هنا خصّصتها العنصرية اليهودية منذ القدم للدِّلالة على جميع الناس من غير اليهود، ثم توسَّع أحبار اليهود في مدلول الغوييم، فأضافوا إلى الكلمة معنى القذارة المادية والروحية والكفر، فأصبحت كلمة (غُوي) عندهم سُبَّة!!

ولم يكتف اليهود في شغفهم باحتقار الأمم الأخرى ومسبَّتها بتسميتها (غُوييم)، بل ظهر إلى جانبها عددٌ من ألفاظ السُّباب، أشهرها (عاريل)، ومعناها (الأقاسف) الذين لم تُجر لهم عملية الختان أو الطهارة، بل بقي بدائياً فطرياً، وهو بهذه الحالة قذر وكافر في آن واحد. وهناك أيضاً من ألفاظ السباب (حمزير) ومعناها (ابن الزنى)، الذي استُعملت نَعْتاً للفلسطينيين من أهل (أشدود)، كما دلَّت على كل شعب حقير مختلط الأنساب في مواضع كثيرة من النصوص المقدَّسة!!

وأخيراً اتجهت العقلية اليهودية من خلال تعصبها العُنصري إلى تخصيص مدلول الشتم والمسبَّة في هاتين اللفظتين، فأصبحت لفظة (عاريل) من نصيب المسيحيين، لأن الختان عندهم غير شائع بهم. أما لفظة (حمزير) أي ابن الحرام، فقد آلت إلى المسلم، لأنَّه في تفكير أصحابها مولود من (إبراهيم)، لكن من طريق (هاجر) التي يعتبرونها أجنبية جارية، فكل من ينتمي إليها منتسباً بالأصل، أو بالدين إلى محمد (ص) –وهو من سلالة إبراهيم- يُعتبر في الفكر اليهودي العنصري المتحجِّر من أبناء الحرام (حمزير).

وكتاب التلمود -وهو من الكتب الأساسية في الفكر اليهودي- يذكر (للغُوييم) أوصافاً فيها تفصيل ودقَّة وشمولية، “فجميعهم كَفَرة وثنيون لا يقبل الله منهم عبادة ولا عملاً. وهم أنجاس بأصل الخِلْقة، لأنهم ليسوا من جوهر الله، بل خُلقوا من طينة شيطانية، ثم هم حيوانات في صورة إنسان، ولم يُعْطَوا هذه الصورة إلاَّ إكراماً لليهود، حتى يحصل الأُنسُ للسيد اليهودي بصورة خادمه، الذي لم يخلق أصلاً إلا لهذه المهمة”.

***

إنَّه من المؤسف جداً أنَّ هذه الخرافات التي يعتقد بها اليهود جعلت من عباد الله صنفيْن: صنف ممتاز جداً هم اليهود، وصنف محتقَر جداً هم غير اليهود من سائر البشر… إنَّ من المؤسف أنّ هذه الخرافات يستدلّون لها بنصوص مقدّسة، منسوبة كذباً وبهتاناً إلى الله ورسله، وأنَّهم انطلقوا منها في تنظيم حياتهم وعباداتهم ومعاملاتهم مع الآخرين وجعلوها سبباً لاستحلال كل شيء عند (الغوييم): دمائهم، أعراضهم، أموالهم، كراماتهم، سائر التصرفات معهم!!

***

كان من دعاء إسحاق لابنه يعقوب [تنزّها عليهما السلام عما ينسِبون إليهما]، بعدما خَدَعه هو وأمه رِفْقه -كما يزعمون–، وأخذ منه البرَكة التي كان قد وعد بها ابنه (عيسو) أخا يعقوب: “ليستعبدْ لك شعوب، وتسجد لك قبائل” (التكوين/إصحاح27). وواضح أنَّ في هذا النَّص ترحيب باستعباد اليهود للغُوييم.

جاء في سِفْر أشعيا (61/5-6): “ويقف الأجانب، ويرعَوْن غنمكم، ويكون بَنو الغريب حَرَّاثيكم وكَرّاميكم. أما أنتم فتُدعون كَهَنة الربِّ، تأكلون ثروة الأمم، وعلى مجدهم تتآمرون”!!

***

سأل إسرائيلُ ربَّه قائلاً: لماذا خلقتَ خَلْقاً سوى شعبك المختار؟ فأجابه لتركبوا ظهورهم، وتمتصّوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوّثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم.

جاء في التلمود: تمتاز أرواح اليهود، بأنها جزء من الله، وأما نطفة غير اليهودي فمثل نطفة الحيوان.. النار مأوى الكفار، نصيبهم فيها البكاء والألم، وسيخلد فيها المسلمون أبداً، لأنهم لا يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم، وسيخلد فيها المسيحيون، لأنهم لا يختَتِنون… واليهود هم الصَّفوة الممتازة من البشر، وأما بقية البشر فكلاب، بل إن الكلاب أفضل منهم.. ويجب أن لا تأخذ اليهودَ بهم شفقة، أو يُحيُّوهم بتحيةٍ ما لم يخشَوا ضررهم، والتحية هنا نفاق، والنفاق مُباح مع الكفار الخارجين عن دين اليهود.. ولليهودي مُلَك الدنيا جميعاً، وعلى اليهودي ألاّ يسرق من يهوديّ، أما غير اليهودي فماله وعِرضه مُباحان له.. وليس لليهودي أن يُقرض لغير اليهودي مالاً بغير رِباً.. ومن المحرَّم على اليهودي أن يُنقذَ غير اليهوديّ من هلاك أو يُخرجه من حُفرة سقط فيها.. إلى آخر هذه الأمور القَذِرة.

ودَعْك من جميع النصوص التي وردت في كتبهم، فإنَّها لا شك من وَضْعهم، وكذبهم على الله ورُسُله، لكنها استهوتْ القومَ فصدّقوها وعملوا بها.. يكفيك أيُّها القارىء هذا النص الصريح الصادق، الذي ورد في الكتاب العزيز، واحتوى على قاعدتهم الفاجرة في التعامل مع الأمم.. لقد قالوا – كما في القرآن الكريم-: (ليس علينا في الأميِّيين سبيل) [آل عمران:75]؛ أي لا حُرمة عندنا البتّة لرجل من غير اليهود ومن الأغيار، فإنَّ حياته وماله وعِرضه كلَّها مباحة لنا، وليس علينا أيَّة مسؤولية فيما نفعله بهم!!

***

لقد عانَى اليهودُ الكثير من كراهية الآخرين واضطهادهم لهم، بسببٍ منهم، لكنّهم مع ذلك فإنهم قد مارسوا كراهية مُسبقة للآخرين، فظلََّت قلوبهم تختزن الحقد والتفوق والاستعلاء عليهم!!

كان اليهود في روسيا القيصرية يرفضون مشاركة المسيحيين الروس في الطعام وينظرون إليهم من عَلٍ!!

يقول الحاخام (مائير كهانا): “نحن شعب مختار، شعب خاص، شعب متفوِّق، خُلقنا بعيدين عن كل الأشياء المقيتة. نحن شعب يجب أن يعيش بعيداً عن الآخرين، وبشكل مختلف، لكي نتجنَّب الاحتكاك مع حضارات غير طاهرة”!!.

وهذا الحاخام (إسحاق غنريورج) يتحدث في محاكمة في سنة 1985، جرت إثر ثورة شعبية في نابلس بسبب فتاة فلسطينية، فيقول: “على شعب إسرائيل أن يقوم ويعلن للملأ أنَّ اليهوديَّ ليس كالأممي (الغوييم)، معاذ الله!! كل محاكمة تقوم على المساواة بين اليهود والأمم هي صورة زائفة عن العدالة”!!

جاء في التلمود والمدراش أنَّ أي فرد من (الغوييم) يعكف على رأس التوراة يجب قتله؛ إذ ليس له إلاَّ أن يلتزم من الوصايا العشر إلاَّ بسبعٍ فقط، هي التي خُصصت للغوييم، كذلك إذا منح واحد من الغوييم نفسَه راحة في الأسبوع، ولو كان من الأيام العادية (غير السبت) فإنه يجب قتله، وفي التلمود أيضاً: يحرم على المرأة اليهودية إرضاع طفل جارتها غير اليهودية، حتى لو تعرَّض الطفل للموت جوعاً!!

وأختم هذه المقولات الصادرة عن اليهود تجاه (الغوييم) بالدعاء اليومي الذي يردّده كل يهودي: “أشكرك لأنك لم تخلقني أممياً”، والخطاب مُوجَّه إلى الله عز وجل!!

***

لا شكَّ –أيها القراء– أنه قد أزعجكم جداً ما ورد في هذه السطور السابقة من أقوال وأفعال، فيها استعداء وغرور، وكَذب وبهتان من اليهود الذين يشكِّلون أقلّ من واحد بالألف من مجموع سكان الأرض على سائر الأمم التي يسمُّونها (غُُوييم). ولكن لا عليكم، فرسالة السماء الأخيرة التي جاء بها خاتم النبيين محمد (ص) تقول غير ذلك، وتقرر الحقيقة الصادقة المنصفة. لقد جاء في القرآن الكريم: (يا أيها الناسُ: إنّا خلقناكم من ذكَرٍ وأُنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمَكم عند الله أتقاكم، إن الله عليمٌ خبير) [الحُجُرات:13].

ودَعْكم من أكاذيب اليهود وتُرَّهاتهم السخيفة، التي يستنكرها ويستخفّ بها فريق مُنْصف منهم -وإن كان قليلاً-، فهم ليسوا سواء!!..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M