باحثون يفندون تورط المغراوي في جريمة شمهروش

15 يونيو 2019 16:57
باحثون يفندون تورط المغراوي في جريمة شمهروش

هوية بريس – مصطفى الحسناوي

صرح أول أمس أحد المتهمين، في قضية ذبح السائحتين، بمنطقة شمهروش، أن الشيخ عبد الرحمن المغراوي، على نفس معتقداتهم وأفكارهم، لكنه يخفي ذلك، وأنه يظهرخطابا ويضمر آخر، ولايصرح به إلا في الجلسات الخاصة، وترتب على هذه التصريحات الخطيرة، مطالبات باستدعاء “المغراوي”، للإدلاء بإفادته، والاستماع لشهادته.

في هذه الورقة، سنغوص قليلا في دعوة الشيخ المغراوي، ونقاربه من زاويتين:

زاوية تعتمد على تسليط الضوء على أدبيات وخصائص ومميزات السلفية التقليدية

زاوية تعتمد دراسات بعض الباحثين، أجروها على مايسمى السلفية التقليدية، أو رموزها أو خطابها أو مشروعها

في المغرب كانت السلفية العلمية أو التقليدية، المتأثرة بدعوة محمد بن عبد الوهاب، أولى السلفيات المعاصرة، على يد تقي الدين الهلالي، ثم تسلم المشعل عبد الرحمان المغراوي، منتصف سبعينات القرن الماضي، ولم تظهر أولى بذور السلفية الجهادية، إلا عقدين من الزمن بعد ذلك، منتصف التسعينات، على يد الفزازي الأب والإبن، وعدد من الدعاة والمشايخ والشباب، المتأثر بحرب الخليج، وبأحداث الجزائر، هذه الأحداث كان نقطة خلاف كبيرة بين ممثل السلفية التقليدية المغراوي، وممثل السلفية الجهادية الفزازي، تبادلا على إثرها الاتهامات الخطيرة، بالتكفير والغلو والخارجية والعمالة والخيانة… ومنذ ذلك الحين سارت السلفيتان في مسارين متباعدين جدا.

حين تذكر المغراوي للسلفيين الجهاديين، فهو مجرد عميل منبطح خائن مرجئي، تابع لآل سعود، يستعمله المخزن في تصفية الإسلاميين، وهو لاعلاقة له بالسلفية.

وحين تذكر الفزازي للسلفيين التقليديين، فهو مجرد جاهل خارجي عميل، يحارب الدعوة السلفية النقية، ودولة التوحيد (السعودية) وعلمائها، وهو لاعلاقة له بالسلفية.

من خلال أدبيات الفريقين وسرديتهما المعروفة، يتضح البون الشاسع بينهما، لدرجة العداء، لكن هل يمكن أن يكون هناك خطاب آخر مضمر، لاتعلنه السلفية التقليدية، وتشتغل عليه في الخفاء؟

الحقيقة أن ذلك يستحيل، لايمكن لتنظيم عقائدي، أن يظهر خطابا ويخفي آخر، لأن رأس ماله ومشروعه كله، هو إقناع الناس بخطابه المعلن، وجعلهم يتبنونه ويعتنقونه، فإذا كان يعلن أنه ضد التكفير والعنف والتفجير…، وأقنع الناس بذلك، فأي مصلحة لديه إذا كان يعتنق عكس ذلك، ومتى يقنع الناس به وكيف؟ وأي مصداقية لديه عند أتباعه، إذا سلك هذا المسلك؟

بالرغم من هذا يمكن أن نعتمد شهادات أناس من الداخل، ليسوا فقط موالين للتيار، لربما أخفوا أمورا تضر بتيارهم ومشروعهم، بل من باحثين أحدهم تسلل داخل الجماعة، وتظاهر بالسلفية، من أجل إنجاز بحث عن السلفية التقليدية، والآخر أجرى بحثا عن السلفية التقليدية وكيف يفكر أتباعها، من خلال لقاءات ومقابلات، فهل ظهر في مخرجات هذه الدراسات مايشير لأي خطاب مضمر، أو معتقدات مخالفة لما يعلنه أتباع هذه المدرسة؟ الدكتور عبد الحكيم أبو اللوز والدكتور محمد مصباح سيجيبا عن هذا التساؤل.

“الحركات السلفية بالمغرب (1971-2004)”، هو البحث الذي أنجزه الدكتور عبد الحكيم أبو اللوز، للحصول على الدكتوراه سنة2007 في القانون العام، علم السياسة، من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تحت إشراف الأستاذ محمد الطوزي، بعد ان اندس داخل دور القرآن، وتظاهر بأنه طالب علم سلفي، وبقي سنوات داخل جماعة المغراوي، ليخرج بالنتائج التالية:

تضع جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة على عاتقها مهاما، عديدة تعبئ لها دور القرآن التابعة لها، وهي:

ـ خدمة القرآن وتعميمه بين صفوف الأمة، لا فرق بين صغير وكبير، أو بين غني وفقير.

ـ ربط الأمة بكتاب الله وسنة الرسول قدر الإمكان.

ـ الرجوع بالأمة إلى عهد سلفها الصالح في قراءة القرآن مجودا مرتلا، ومحاربة كل ما يخالف ذلك.

ـ العناية بمتون التجويد بالأسلوب التربوي المتسلسل من الأدنى إلى الأعلى، أو من الأصغر إلى الأكبر.

ـ العناية بحلقات القرآن وتفويجها على الأعمار.

أما المعاهد الشرعية التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة فقد توصل أبو اللوز إلى أن أهدافها تتلخص في :

1 ـ إيجاد مؤسسة علمية تحتوي على منهج متكامل في الشريعة واللغة والعلوم الحديثة.

2 ـ تكوين الدعاة الذين يحملون المنهاج السلفي بجدارة واستحقاق.

3 ـ تكوين العلماء المؤهلين للفتوى والتوجيه للأمة بالحجة والدليل، ولا يفتونها بالرأي الكاسد والقياس الفاسد.

4 ـ محاربة الميوعة بكل صورها من تساهل في الاختلاط واللباس الغربي الوافد من بلاد اليهود والنصارى.

5 ـ إعداد الداعية المخلص الصادق الذي لا يبيع دينه بعرض قليل من الدنيا.

بالنسبة للدكتور محمد مصباح فقد نشر دراسة قبل ثلاثة أشهر فقط، في 11 مارس 2019، وهي بعنوان: “كيف يفكر السلفيون؟”، وقد اكد في دراسته، أنه اقتصر في هذه الدراسة على السلفيين التقليديين، دون غيرهم، وهذا التمييز يحول دون الخلط بينهم وبين تفكير غيرهم من المنتمين للسلفية بمفهومها الشاسع.

حاولت الدراسة التي انجزها مصباح، تسليط الضوء على تصورات السلفيين لذاتهم ومحيطهم، من خلال الوقوف عند مصادرالمعرفة التي يعتمدون عليها، لبناء تصوراتهم الفكرية، وأيضا الطريقة التي ينظرون بها لعدد من القضايا التي تخص الحياة اليومية.

الدراسة التي نشرها محمد مصباح بالمعهد المغربي لتحليل السياسات، هي خلاصات بحث ميداني، أنجز في الفترة بين 2013 و 2014، وشمل 150 ناشطا من نشطاء التيار السلفي التقليدي، خاصة الذين يرتادون دور القرآن التابعة للشيخ المغراوي.

وقد رفض أغلب المستجوبين قضية العنف المسلح، في حين وافق 5 في المائة فقط، على الذهاب لسوريا، وعبر 65 في المائة منهم عن ثقتهم في الحكومة، و 58 في المائة عن ثقتهم في مؤسسة الجيش، و 50 في المائة عبروا عن ثقتهم في وزارة الأوقاف والمجالس العلمية، وعبر 2 في المائة عن ثقتهم في السلفية الجهادية والزوايا والطرق الصوفية والعدل والإحسان.

وخلصت الدراسة إلى أن التيار السلفي التقليدي يرفض عموما العنف المسلح.

أعتقد أن الدارس لأدبيات التيارات والمدارس السلفية، والمتابع لسرديتها وخطابها، والمهتم بالدراسات التي تجرى عليها، لن يجد صعوبة في إدراك الفروق الجوهرية بين سلفية وأخرى، وكذا العداء المستحكم بينها، لدرجة محاولة كل طرف توريط الآخر، وخلع المصداقية عنه، من خلاله اتهامه بالبعد عن السلفية الحقة، ومعلوم أن الشيخ المغرواي، شن حروبا على السلفية الجهادية عموما والقاعدة وداعش بشكل خاص، من خلال كتابات ومحاضرات عديدة، وربما كانت تصريحات الشاب المتورط في قتل السائحتين، مجرد محاولة لرد الصاع صاعين، على طريقة “نيرون” حين قال: “علي وعلى أعدائي”.

 

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. يميل لأل سعود في إجرامهم فهذ الشخص محكوم عليه بالجلد من قبل إحدى محاكم بالسعودية قبل ما يدخل للمغرب

  2. هذا المقال لم يضف أية قيمة …بل فيه امور لا حقيقة لها ..مثل تقسيم السلفية ..فمتى كان للفزازي سلفية ؟؟؟؟ بل نكوص على نكوص !!! ثم هذا التقسيم هو تقسيم سياسي جرائدي ديال اصحاب المقاهي …اما اهل العلم فيعرفون سلفية واحد لى عشرات …فتنبهوا !!!!

    1
    4

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M