بادرة.. صالون فكري، ثقافي، تربوي بأحد مقاهي مدينة سيدي بنور

هوية بريس – بلال دوم

في مدينتي العزيزة -سيدي بنور- وفي واحدة من أعرق المقاهي بها -مقهى الأميرة- تم تبني فكرة أصيلة، تنم عن وعي بالمسؤولية الحقيقية تجاه المدينة وأبنائها، وتعبر عن الوعي الحضاري الذي نحتاجه اليوم ووجب التحلي به، للمساهمة الحقيقية في الإصلاح المنشود،والذي بالمناسبة أرى أن للمدخل الفكري النصيب الأكبر لتحقيقه..
الفكرة هي أنه تم تخصيص ركن في الأميرة جناحا خاصا كصالون فكري، ثقافي، تربوي،.. وبه تم إنشاء مكتبة صغيرة، ساهم عدد من الناس -مشكورين- في إغناء رفوفها بما قرؤوه وآثاروا أن يقرأه غيرهم. (المكتبة تم ترتيبها وفق عنواين متعددة: الأدب العالمي، الأدب العربي،الأدب الفرنسي، الفكر الإسلامي، دراسات وأبحاث، أدب الطفل، والأدب المحلي-وبه إسهامات فكرية لأبناء المدينة من روائيين وشعراءوكتاب-،..). فمبادرة كهاته أجدني من الواجب علي أن أقف عندها، كي أعبر عن فرحي بهذا المنتج واستبشاري به خيرا، فهذه البادرة الطيبة بالنسبة إلي تشكل الأصالة في هذا الباب لاعتبارات عديدة:
1- نظرا للغياب الكلي للجهات المسؤولة وعلى رأسها المجلس البلدي في الإهتمام بهكذا مشاريع ومسؤوليات وعدم جعلها في جدول اهتماماته، إذ لا يعقل أن تكون المدينة على موعد مع افتتاح مؤسسات التعليم العالي بها.. وهي لا تتوفر على مكتبة تقرب المادة المعرفية إلى تلاميذتنا فضلا عن الطلبة والباحثين..

2- أن المدينة صارت تعج بعدد هائل من المقاهي، وحين تتأمل تجد غالبها -لا زين لا مجي بكري- فضجيج مرتديها وقهقهاتهم، وأعمدة دخان السجائر التي تكاد تخنقك، تجعلك تفضل أن تقاطع مقاهي هذه المدينة المغلوبة على أمرها..
** وعليه فإن مبادرة كهاته نثمنها ونزكيها.. ونشد على أيدي مبدعي الفكرة، ورجو أن يوفقوا للمحافظة عليها وتطويرها مستقبلا إن شاء الله. وجزى الله كل من ساهم في هذا العمل الإيجابي..
** وختاما أقول لشبابنا أن هذه المبادرة هي فسيلة تم بذرها على آمل أن يكون لجيلنا الصاعد إسهامات أكبر من هذا وفي أكثر من موضع.. ثم لعل المجلس البلدي السعيد يتلقى هاته الإشارة بقبول إيجابي، ويعي أن من أوجب الواجبات عليه أن يتبنى مثل هاته المشاريع ويطورها، ويؤسس مكتبة محلية تقدم الإضافة النوعية للمدينة.