بعد الثورة الدينية للسيسي.. مؤتمر بمصر لمناقشة الخطاب الديني و«الإرهاب»

21 نوفمبر 2015 17:34
مؤتمر بمصر لمناقشة الخطاب الديني والإرهاب

هوية بريس – متابعة

السبت 21 نونبر 2015

أوصى علماء دين ودعاة في المؤتمر الـ25 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المصري بعدة إجراءات لمواجهة “التطرف”، إلا أن البعض رأى فيها “ستارا لتجفيف منابع الدعوة” وتماهيا مع السلطة.

وتحت عنوان “رؤية الأئمة حول تجديد الخطاب الديني وآليات تفكيك الفكر المتطرف”، عُقد المؤتمر بمدينة الأقصر (جنوب مصر)، بحضور علماء دين ومثقفين من 45 دولة.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب إن كل ما يتعرض له المسلمون هو نتيجة عدم يقظة العلماء لما يدبر للأمة داخليا وخارجيا، مضيفا أنه “آن الأوان لنتعامل مع القضايا الخلافية بدلا من الصمت أو التهيب لمواقف فقهاء متشددين يرون كل تجديد خروجا على الشريعة”، حسب “الجزيرة”.

توصيات ومطالب

وأوضح وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة في كلمته أن تصويب مسار الفكر “الخاطئ” ليس يسيرا، آملا أن يسهم المؤتمر في محاولة اجتثاث “الإرهاب” من جذوره.

ومن جهته، قال مفتي دولة فلسطين محمد حسين إن تسويق الإرهاب عبر متشددين مسلمين كتنظيم الدولة الإسلامية يُخفي إرهاب إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ويحمي من خلاله شيوخ التطرف بقتل مسلمين ليخدم إرهاب المحتل الصهيوني، حسب قوله.

وحددت توصيات المؤتمر أسباب التطرف، ومنها الانغلاق، والوقوف عند حرفية النص، وتصدر غير المؤهلين للمشهد الدعوي، بجانب متاجرة جماعات بالدين لتحقيق مصالح سياسية وحزبية.

ودفعت التوصيات بآليات تفكيك الفكر المتطرف، ومنها قصر العمل الديني على أهل التخصص، وقصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات، ودعم موضوع الخطبة الموحدة، والعمل على تجفيف منابع التطرف بالجامعات.

ورأى المجتمعون أن تجفيف منابع التطرف بالجامعات يمكن تنفيذه عبر الحوارات العلمية ومنع تحويل قاعات المذاكرة والترفيه بالجامعات إلى زوايا لتجنيد الطلبة لصالح الجماعات المتشددة، والاستعاضة عنها بمسجد في كل جامعة يشرف عليه متخصصون من الأزهر والأوقاف.

ستار الإرهاب

ومن جانبه، رأى عضو جبهة علماء الأزهر الشيخ محمد عوف أن توصيات المؤتمر في غاية الخطورة على الدعوة الإسلامية، “إذ تتخذ من مواجهة الإرهاب ستاراً لتجفيف منابع الدعوة ومحاصرتها”.

وأضاف للجزيرة نت أن المؤتمر يحمل في طياته ترسيخ الإسلام بمفهومه الموالي للدولة، الذى يرسخ لفصل الدين عن الدولة والحياة، وأنه يركز على نقاط سلبية في ممارسة الدعوة لتكون ذريعة يستتر من خلفها لفرض قرارات وقوانين تقوض العمل الدعوي، وفق رأيه.

وحمّل عوف المؤسسات الدينية الرسمية مسؤولية سلبيات الدعوة، عبر “فساد” القوانين والمسؤولين، مما ساعد بقوة في تولي غير المؤهلين العمل الدعوي.

أما الكاتب الصحفي أحمد القاعود فقال إن توصيات المؤتمر نفسه تعد أحد أسباب صناعة الإرهاب، مؤكدا أنها ترفض الآخر والحوار.

ووصف في حديثه للجزيرة نت التوصيات بالعدوانية، مشيرا إلى أنها تزيد ردود الفعل المعادية لمن وصفهم بفقهاء السلطان “الذين يحرضون على تفتيت المجتمعات ودعم إرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء”.

وأوضح القاعود أن دعوات التجديد تنطلق لشغل الرأي العام بقضايا هامشية، وأن محاربة التطرف تتطلب “نشر الحرية وإقرار العدالة ووقف إرهاب الحاكم ضد الشعب والتخلص من التبعية للغرب”.

ومن جهته، قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري إن هناك مساحة من عدم الثقة بين المؤسسات الدينية الرسمية والمجتمع، نتيجة ممارسات سياسية لتلك المؤسسات خلال الأعوام السابقة.

وأوضح للجزيرة نت أن المجتمع خلق قدوته الدينية من داخله، معتمداً على أفراده القادرين على الوصول للمعلومة من الكتب التقليدية أو الإنترنت، متوقعا ألا يحقق المؤتمر أهدافه.

وفي المقابل، رأى العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر عبد الله النجار أن مؤتمرات تجديد الخطاب الديني ضرورية، كونها تنبه الناس إلى القضية وتجمع الأطروحات المختلفة.

وأكد النجار -في تصريح صحفي- ضرورة التفرقة بين الأمور التنفيذية التي تنفذ توصياتها بالقوة وبين الأمور الدعوية المعتمدة على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M