تاج الدين الحسيني*: لا أعتقد أن هناك أقلية يمكن أن تتأثر بزيارة البابا لترفع سقف مطالبها

02 أبريل 2019 13:39
تاج الدين الحسيني*: لا أعتقد أن هناك أقلية يمكن أن تتأثر بزيارة البابا لترفع سقف مطالبها

حاوره: مصطفى الحسناوي

بتنا نلاحظ أدوارا متزايدة الآن للفاتيكان في أوروبا، بل وخارجها، فهل يمكن أن نتحدث عن عودة قوية للفاتيكان ولدور الكنيسة في رسم السياسات؟

ليست هناك أي إمكانية للمقارنة بين دور الفاتيكان أو دور الكنيسة، في أوروبا خلال القرون الوسطى، ودورها الحالي، الثورة التي قامت في بلدان أوروبا، كانت غير ذات رجعة، بل نلاحظ اليوم أن دور الفاتيكان، تقلص إلى حدود قلب الفاتيكان نفسها، فلم تعد له علاقة بالسياسة، علاقات الفاتيكان ربما هي اليوم دينية واجتماعية، لكن البابا نفسه يحاول الابتعاد عن السياسة ماوسعه الأمر.

هل ستشجع زيارة البابا المزيد من المتنصرين المغاربة على إعلان تنصرهم، ورفع سقف مطالبهم؟

لا أعتقد أن ذلك سيتحقق على الإطلاق، فليست هذه أول زيارة للبابا إلى المغرب، فقد سبق للبابا أن قام بزيارة إلى المغرب، في عهد الملك الحسن الثاني، واستقبل استقبالا حارا، في أكبر ملعب لكرة القدم، وألقى خطابه هنا، لكن كان الحديث دائما عن التعايش بين الأديان والتسامح، وعن دور هذا التعايش والتسامح في خدمة الأمن والسلم، ولذلك لا أعتقد أن هناك أقلية يمكن أن تتأثر بهذه الزيارة لترفع سقف مطالبها، خاصة وأن نسبة المسيحيين في المغرب، لا يمكن مقارنتها بنسبتهم في دول شرق أوسطية، مثلما هو الشأن بالنسبة لمصر أو سوريا او لبنان.

هل وجود أقلية مسيحية ضاغطة، يمكن أن يهدد مصالح المغرب الاستراتيجية، فضلا عن هويته وعقيدته؟

ليست هناك إمكانية على الإطلاق، لكي تهدد الأقليات المسيحية مصالح المغرب الاستراتيجية، بل بالعكس وجود هذه الأقلية في حد ذاته، وممارستها لشعائرها بكامل الحرية، وفي ظل الاستقرار، يمكن أن يدعم روح التعددية في المغرب، التي هي شعاره منذ الاستقلال، ولحد الآن، أي الوحدة في ظل التعدد، فالمغرب دائما يفتخر بأصوله وروافده المتعددة، والمغرب يبقى نموذجا لهذا التعدد، ولخلق تعايش ينعكس بقوة على وحدة الوطن في مواجهة التحديات الخارجية.

ــــــــــــــــــــــ

* د. تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M