تشخيص أطباء جنيف يصدم الجزائريين.. هل زوّرت الشهادة الصحية لبوتفليقة؟

07 مارس 2019 19:34
بعد اتساع الحراك الجزائري.. حكومة التوافق في مهب الريح

هوية بريس – الجزيرة

“حياة الرئيس الجزائري في خطر دائم”، لا تدع هذه المعلومة التي كشفت عنها صحيفة “لاتريبيون دي جنيف” السويسرية مجالا كبيرا للشك بشأن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن الصحيفة وإن نجحت في فكّ لغز هذا الوضع المعقد فإنها أيضا فتحت باب التساؤلات بشأن الشهادة الطبية المرفقة بملف ترشيح بوتفليقة.

لم يمرّ تقرير الصحيفة الذي نشر أمس الأربعاء بهدوء، فأخبار نزيل الطابق الثامن من مستشفى جنيف السويسري تبدو اليوم أهم من أي وقت مضى، فالجزائر تحبس أنفاسها وتترقب، بينما يغلي الشارع بمظاهرات متواصلة ترفض العهدة الخامسة.

وإن كان الجزائريون يدركون الوضع الصحي لرئيسهم الغائب منذ 2013 عن المشهد العام إثر إصابته بسكتة دماغية، فإن ما كشفته الصحيفة عن معاناة بوتفليقة من “وهن ومشاكل عصبية وتنفسية” مثّل صدمة بالنسبة لهم، بحسب ما نشرته صحيفة لوتون السويسرية اليوم الخميس.

بوتفليقة أصيب بجلطة دماغية أدت إلى تدهور وظائفه العصبية (الأوروبية)

تناقض وتساؤل
وتقول الخبيرة في القانون الدستوري فتيحة بن عبو إن على المجلس الدستوري أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار، مشيرة إلى وجود تناقض بين ما أعلنه المجلس الذي تلقى في الثالث من مارس/آذار الحالي شهادة طبية تؤكد أن بوتفليقة بصحة جيدة، وبين التشخيص الطبي للمختصين السويسريين.

وتساءلت بن عبو: كيف يمكن أن تُمنح شهادة طبيبة تفيد بأن الرئيس بصحة جيدة لشخص مريض؟ معتبرة أن هناك تلاعبا بأخلاقيات مهنة الطب، وفق ما نقلته صحيفة لوتون.

وطالبت الخبيرة بفحص طبي آخر لبوتفليقة، ودعت العدالة لتتبع الطبيب الذي قدّم هذه الشهادة التي تفيد بأن الرئيس بصحة جيدة.

مرض الرئيس يعتبر أمرا مقلقا على صعيد مهامه السياسية (غيتي-أرشيف)

حالة متعكرة
وكان أستاذ الأعصاب وعلم النفس العصبي الجزائري حسين بوراوي قد نشر الأحد الماضي شهادة طبيبة تفيد بتعكر الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، أكد فيها أن الرئيس (82 عاما) لا يستطيع ممارسة المهام المنوطة به، بسبب معاناته من اضطرابات ذهنية ومفصلية، زادت تعقيد آثار السكتة الدماغية التي مرّ بها في سنة 2013.

كما أعرب الطبيب المختص عن رغبته في “دراسة وتقييم الوضع الصحي للرئيس الجزائري بناء على طلب من السلطة المختصة”، موّجها ما خلص إليه إلى المجلس الدستوري الجزائري المكلّف بدراسة ملفات المترشحين للرئاسة.

ويعتبر بوراوي أن ما يقوم به هو واجبه تجاه البلاد، مؤكدا أنه لا يملك “شيئا ضد الرئيس”، أما بالنسبة للشهادة الطبيبة المرفقة بملف ترشح الرئيس لعهدة خامسة فهو يرى أنها مزيفة وتعد إهانة لمهنة الطب، بحسب صحيفة لوتون السويسرية.

ويوم الثلاثاء، دعا المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين للالتزام بـ”القواعد الوطنية والعالمية للأخلاقيات الطبية الواجبة في تحرير الشهادات الطبية للمرشحين لرئاسة الجمهورية”، في خطوة تحذيرية من احتمال تزوير الشهادات الطبية الممنوحة للمترشحين لرئاسيات 18 أبريل/ نيسان 2019.

يحتج الجزائريون على ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة (رويترز)

إحباط وتحرك
وتحبط هذه الأخبار المتناقلة عن صحة الرئيس الجزائري، الشباب الذين يعتبرون أن قيام شخص عاجز بقيادة البلد يمس من شرف الجزائر، وهو ما نقلته الصحيفة عن الناشط السياسي والطالب بجامعة تيزي وزو نسيم ياسا (24 عاما).

ويعتبر نسيم -المشارك في كل التحركات الرافضة للعهدة الخامسة- أن ما يحدث يعزز قناعته وتصميمه من أجل مواصلة الكفاح حتى إسقاط النظام الذي أنتج بوتفليقة وصادر الجزائر في أعقاب الاستقلال.

وكان الرئيس بوتفليقة قد توجه في 24 فبراير/شباط الماضي إلى جنيف، لإجراء فحوص طبية دورية، بحسب بيان سابق للرئاسة.

وفي 3 مارس/آذار الجاري، أعلن بوتفليقة رسميا ترشحه للانتخابات عبر مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه للمجلس (المحكمة) الدستوري متعهدا -في رسالة للجزائريين- بستة أمور، بينها إجراء انتخابات مبكرة من دونه، وعمل دستور جديد للبلاد، والدعوة لحوار وطني شامل.

وتشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه عدة شرائح مهنية من محامين وصحفيين وطلبة، فيما طالبت قوى معارضة بتأجيل الانتخابات المقررة في أبريل/نيسان المقبل.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M