تفنيذ شبهات المتطرف العلماني أحمد عصيد التي نقلها عن الشيعي نزار الحيدري ..

10 يونيو 2018 11:37

هوية بريس-رضوان نافع

اطلعت مؤخرا على مقال للشيعي نزارالحيدري نشره العلماني أحمد عصيد على صفحته و نقله عنه كثير من أتباعه من الحداثيين ..هذا المقال الذي حشاه كاتبه الشيعي بالتدليس و الشبه و التساؤلات الملغومة يستهدف دواوين السنة النبوية عند أهل السنة في محاولة فاشلة لإسقاطها جملة.

   افتتح هذا الكاتب مقاله بمقدمة يزعم فيها أنه طالب حق ,وأن بحثه موضوعي وأن له أسئلة مهمة ,و لم يصرح طبعا بمذهبه الشيعي لأنه يناصره بالطعن في أصول مذهب أهل السنة؛ ونقل المتطرف العلماني عصيد وأتباعه لمقاله مظاهرة من الحداثيين للشيعة على أهل السنة .

 أشارالكاتب بعباراته الركيكة إلى أن أصحاب الكتب الستة – ذكر خمسة منهم وأغفل أبا داود ولا أدري سبب إغفاله له – يعتبرون أهم مراجع الحديث و ذكر بأن علماء الامة  أجمعوا على صدق نقلهم وتوثيقهم لكل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد حرص على وصفهم بأنهم رووا كل السنة حتى اذا شكك فيهم أوأسقطهم أسقط السنة كلها ، ومعلوم أن هؤلاء الأئمة لم يرووا كل السنة في دواوينهم لكن حرص على هذا الوصف لما أشرت إليه آنفا وهو مكر وتدليس يستغفل به عوام المسلمين .

 الشبهة الأولى التي طرحها هذا الكاتب وكررها في ثنايا مقاله هي كون الأئمة أصحاب دواوين السنة المشهورة أعاجم وليسوا بعرب وهذه الشبهة لعمرالله أوهى من بيت العنكبوت ..

فهذا الكاتب يريد أن يصورللقارئ أن هؤلاء الأئمة أعاجم مستغلقين، ولدوا في أقطار أعجمية ،وعاشوا فيها فكيف أمكنهم تحمل هذا الكم الكبير من الأحاديث وأدائه و روايته بهذا الإتقان؟! وهذا أول سهم يرسله إلى قلب القارئ ليبث فيه التشكيك في نقلة السنة ، و التسليم لفرضياته المتهافتة .

   ولرد هذه الشبهة نقول: الذي يقرأ تراجم هؤلاء الأئمة سيجد أنهم عاشوا في بيئة علمية و توجهوا إلى العلم في صغرهم و ترعرعوا وهم يعانون العلم من تعلم للقرآن ولغته و تعلم للحديث رواية ودراية حتى اشتد عودهم وقويت ملكتهم وأصبحوا في حال يماثلون أو يفوقون فيها أبناء العرب الاقحاح ، وليظهر لنا هذا جليا سأذكر نتفا من ترجمة المقدم عليهم وكبيرهم في العلم والفضل محمد بن إسماعيل البخاري – رحمه الله – وما يقال فيه يقال في باقي الأئمة ..

البخاري رحمه الله تربى في بيت علم وفضل كان فيه اللسان العربي مألوفا ،فأمه كانت من العابدات تكثر من قراءة القرآن والذكر ،ولها كرامة مشهورة ذكرها غنجار في تاريخ بخارى فقد نقل بأن البخاري ذهبت عيناه وعمي في صغره ؛فأكثرت أمه من الدعاء له بالشفاء حتى رأت في منامها الخليل إبراهيم عليه السلام و قال لها:

“يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك.”

قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

ووالد البخاري كان عالما من كبار المحدثين من تلاميذ أصحاب الامام مالك ،بل سمع من مالك وحدث عنه .

ذكر ابن حبان في كتابه “الثقاب” أنه سمع من مالك وحماد بن زيد وصحب ابن المبارك وروى عنه العراقيون، وقال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام: كان أبو البخاري من العلماء الورعين، وحدث عن ابن معاوية وجماعته وروى عنه أحمد بن جعفر ونصر بن الحسين.

و قال عنه ابنه البخاري في التاريخ الكبير :” سمع أبي من مالك بن أنس و رأى أحمد بن زيد قد صافح ابن المبارك بكلتا يديه “

فقد نشأ البخاري نشأة علمية حيث بدأ حياته بحفظ القرآن وأمهات الكتب الصغيرة في الكتاب ,كما كان الشأن في زمانه حتى إذا بلغ عشر سنين من عمره بدأ في حفظ الحديث والاختلاف إلى الشيوخ لجمع مروياتهم .

قال القسطلاني- رحمه الله – في مقدمته عن البخاري ” فقد ربي في حجر العلم حتى ربا، وارتضع ثدي الفضل فكان فطامه على هذا اللبا”.

بالإضافة إلى ما حباه الله به من حدة الذكاء وجودة الفهم وقوة الحفظ الذي شهد به كل من قابله من شيوخه واقرانه, بل كان شيوخه يهابونه وهو لا زال صغيرا ، وكان يستدرك أحيانا على مشايخه .

روى القسطلاني عن أبي جعفر محمد بن أبي حاتم أنه قال: قلت للبخاري كيف كان بدء أمرك فقال:

ألهمت الحديث – أو حفظ الحديث – في المكتب وفي عشرسنوات أوأقل، ثم خرجت من المكتب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي – وهو من أهل الحديث في عهده – فقال لي يوما فيما كان يقرأ للناس:

روى سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت :إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني فقلت له :ارجع إلى الأصل إن كان عندك فجعل ينظر فيه ثم خرج فقال لي:

كيف هويا غلام فقلت هوالزبير بن عدي عن إبراهيم فأخذ القلم وأصلح كتابه وقال: صدقت.

قال وقد سأله بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ ذاك فقال ابن إحدى عشر سنة.

إلى أن يقول فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء يعني أصحاب الرأي ثم حجت أمه فحج معها ومعهما أخوه أحمد ،وكان أسن منه فأقام البخاري بمكة يطلب العلم بينما عاد أخوه إلى بخارى مع أمه.

فبقي في مكة حتى أحكم حديث كبار شيوخها منهم إسماعيل الصائغ و العلامة القرشي عبد الله بن الزبير الحميدي وهو أجل شيوخ البخاري من المكيين.

ثم توجه إلى المدينة النبوية وعمره في الثامنة عشرة فسمع من أكابر محدثيها كمطرف بن عبد الله و إبراهيم بن حمزة و إبراهيم بن المنذر والأويسي وغيرهم .

ثم رحل إلى البصرة -و قد دخلها أربع مرات في أربع رحلات مختلفة- ، ثم رحل إلى الكوفة ثم دخل بغداد وأخذ عن كبارالمحدثين فيها فسمع من أحمد بن حنبل ومحمد الصباغ وشريح بن النعمان وغيرهم. ثم رحل إلى الشام ,ثم إلى مصر ,ثم رحل إلى الجزيرة و دخل خراسان ونواحيها ومرو و بلخ وهراة ونيسابور ،فكانت رحلته في طلب العلم عظيمة وحافلة بالتحصيل والجمع للحديث رواية ودراية ,والأخذ عن كبار النقاد والحفاظ قال البخاري :”سمعت عن ألف شيخ وزيادة وليس عندي حديث إلا أذكر إسناده “

   فهذه نبذة يسيرة عن نشأة البخاري العلمية ليعلم هذا الكاتب ومن نقل عنه أنه أمام جبل من أساطين العلم والسنة، وما ضره أن كان أصله أعجميا، بل أعجميته من دلائل عظمة هذا الدين وأنه لا يفرق بين أهله إلا بالتقوى والعمل الصالح .

ومن شواهد ما قررنا آنفا أن كثيرا من العلماء الذين أسهموا في بناء الصرح العظيم للغة العربية، ووضعوا قواعده وشيدوا بنيانه ، لم يكونوا من العرب.

كسيبويه وأبي علي الفارسي وابن جني والجرجاني والجاحظ والفيروزابادي وابن آجروم وغيرهم .

ثم طرح هذا الكاتب شبهته الكبرى وفرضيته المحورية وهي أن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة جاؤوا بعد قرنين أوما يقاربها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهم لم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعايشوا الصحابة ولا التابعين ولاتابعيهم فمن أين لهم هذه الأحاديث ؟!

ولا يشك من له أدنى اشتغال بالعلم الشرعي أن سؤال هذا الكاتب من أين جاء هؤلاء الأئمة بالحديث؟ دليل جهل مطبق برواية الحديث وعلومه, وهذا حال الطاعنين في السنة من الحداثيين وغيرهم فهم جهال لكنهم يتصايحون في فضاءاتهم ،ويخوضون المعارك ضد علماء الأمة في وسائل إعلامهم، وفي غير مواجهة ولو ووجهوا لانكشفوا وافتضح أمرهم عند الناس، وقديماً قال الشاعر:

إذا ما الجبان خلا بأرض … تمنَّى الطعنَ فيها والنزالا.

وهذه الشبهة نقلهاهذا الكاتب عن بعض أسياده من المستشرقين من أمثال شاخت وجولدزيهر،وتجدرالإشارة إلى أن هذه الشبهة كان المستشرقون يلوكونها في بداية دراساتهم ثم تركوها وأعرضوا عنها لما علموا تهافتها وسهولة تفنيذها بل ظهر منهم من أثبت خطأها ،ثم يعول هذا الشيعي والعلماني الذي نقل عنه على هذه الشبهة وذلك لجهلهم ومراهنتهم على جهل من يقرأ لهم .

والحداثيون وبعض أساتذتهم من المستشرقين لهم إشكالية معرفية كبيرة متعلقة بالعلوم الشرعية عموما وبعلم الحديث خصوصا فهم بثقافتهم التي لا تعرف الحفظ، يستغربون أن يثق المسلم في حفظه ,أو أن يحفظ هذا الكم الكبير من الأحاديث بألفاظها الدقيقة ، وقد تجد صعوبة في إفهام بعضهم معنى أن يكون المسلم حافظا لدواوين السنة، وأن طلاب العلم لا يزالون إلى يومنا هذا يحفظون الكتب الست بل والتسع وفيها آلاف الأحاديث بأسانيدها ومتونها ،ومنهم أطفال دون سن البلوغ، فغاية ما يعرفه هؤلاء من الحفظ ما يكون باستظهار المعنى العام دون ترتيب و لا تقيد بالألفاظ لذلك يشككون في كون الأئمة كانوا حفاظا حفظوا أحاديث النبي صلى الاله عليه وسلم و أما التدوين و التصنيف فإنما كان تقريبا منهم للسنة وإسهاما في نشرها في عموم الأمة                                                                                                         .

إن نقل الحديث قائم على الرواية الشفهية ,لكن كان للمكثرين من الرواية كتبا أثبتوا فيها مروياتهم جعلوها مرجعا لهم للاستذكار في حالة النسيان ،والاستيثاق في حالة الشك ,وأما التدوين بغاية التصنيف والتأليف فهو شيء مختلف عما يقيده المحدث لتوثيق محفوظه ,و قد دونت السنة وظهرت تصانيف كثيرة قبل أصحاب الكتب الست ,ولكن الجهل جعل أعداء السنة -ومنهم صاحب المقال والناقل عنه – يظنون أن الكتب الست هي أول ما دون من السنة .

   الإمام مالك ( ت 179ه) شيخ شيوخ أصحاب الكتب الست ألف كتابه الموطأ قبل ظهور الكتب الست بأجيال وذكر فيه أن عمر بن عبد العزيز (ت 101 ه) كتب إلى ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت120):” أنظر ما كان من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أو سننه، أو حديث عمر، أو نحو هذا فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء”.

وانظرإلى قوله ذهاب العلماء فمعلوم عندهم أن العلم والحديث وعاؤه صدورالعلماء و التدوين إنما هو زيادة توثيق .

وكون الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله هو أول من أمر بتدوين السنة من الحكام مما ينقض فرضية المؤامرة التي يلوكها المستشرقون وتلقفها هذا الشيعي و                                                         الحداثيون ,وذلك أن عمر بن عبد العزيز قد أجمع العلماء و أصحاب السير والمؤرخون على علمه و حسن سيرته وعدله وقد سار في الناس بسيرة الخلفاء الراشدين حتى عده كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين ,فلا يصدق هذه الفرية عاقل .

وأما قوله أن الحقبة التي كانت بين تدوين السنة و عهد النبوة مفقودة لا يعرف عنها أحد شيئا فهي من المضحكات التي تكشف جهل هؤلاء ، وأنا سائل الكاتب إذا كان لا أحد يعرف عنها شيئا فكيف عرفت أن هناك مؤامرة ,وكيف عرفت أن الحكام والعلماء تآمروا على دين المسلمين كما تحاول أن تغالط من يقرأ هراءك ؟؟!

إن هذه الحقبة التي تزعم أن لا أحد يعرف عنها شيء نعرف عنها كل ما نحتاجه في هذا البحث وغيره بل نعرف عنها ما لا حاجة له وما هو معدود في ترف المعرفة .

وكان العلماء يتناقلون أخبارالرواة وأحوالهم ابتداء من الصحابة الكرام وأخبارالحكام و سيرهم وغزواتهم وفتوحاتهم بل والفتن التي وقعت في الأمة وقد تزامن تدوين السير مع تدوين السنة.

و الحديث الشريف قيد الله له رواة عدولا من كل جيل يحملونه إلى عدول في الجيل الذي بعدهم -و ليسوا رواة مجاهيل كما يصورهذا الشيعي مسود المقال – وقد ألهم الله هذه الأمة منذ صدرها الأول العناية بتراجم وأخبارحملة السنة ,ومن ثمار ذلك أن أصبح بين يدي الأمة كشف دقيق عن كل رواة الحديث, فيه بيان حالهم من جهة العدالة والحفظ و مرتبتهم في الرواية بل وحصر مروياتهم فكان ذلك علما قائما بذاته وضعه العلماء إلى جانب بقية علوم الحديث الدقيقة كعلم العلل .

وهذه العلوم وضعت لهدف سام وهو كشف الخطأ أوالكذب الذي يمكن أن يدخل رواية الحديث.

ومن الأدلة القاطعة المرتبطة بعلم الحديث والتي تدل على سفاهة فرضية المؤامرة و تزوير السنة :

– وضع المحدثين شروطا للحديث المقبول فمتى توفرت حكم بصحة الحديث والا كان مردودا.

– تجريد صحيح السنة من ضعيفها كما فعل البخاري ومسلم ، مالذي يدعو المتآمرين إلى إفناء أعمارهم في سبرآلاف المرويات لاستخلاص طائفة قليلة منها يزعمون أنها صحيحة .

– تأليف المحدثين في الموضوعات و جمعها في أسفار تحذيرا للأمة منها ونفيا للكذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وفي هذه الموضوعات ما يسر الحكام نشره وبثه في الناس.

– تأليف المحدثين في أبواب من علم الرجال كطبقات الضعفاء و المدلسين وهذا التدقيق في أحوال الرواة لا يصدر إلا عمن يريد حماية السنة وصيانتها عن كل ما يمكن أن يشوبها .

– تصنيف المحدثين في علم العلل وهوعلم جليل ودقيق لم تعرف الدنيا له مثيلا وقد شهد بفضله وشرفه حتى المناوئون للسنة من المستشرقين أمثال: باسورث سميث عضو كلية التثليث في اكسفورد، وكارليل، وبرنارد شو، والدكتورسبرنكركان,فقد أعلن هؤلاء إعجابهم بالطريقة التي تم بها جمع الأحاديث النبوية، وبعلم الحديث عند المسلمين.

لم يكن المحدثون يقبلون كل ما يروى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، حتى تتوفر فيه شروط الرواية الصحيحة وتنتفي فيه كل ما يمكن أن يشك في صحة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من شذوذ أو علة خفية كانت أو جلية ، وهذا يدفع بكل قوة ما اثاره صاحب المقال ومنكرو السنة من أن رواة السنة بشر يخطئون ويصيبون، ويعتريهم من النقص وتقلب الاحوال ما يعتريهم مما يسقط الثقة في مروياتهم ,وما تقدم يفنذ هذه الفرضيات فما وضعه علماء الحديث من علوم كان لتحقق الإصابة في الرواية ودفع الخطأ، وهم أعلم بأسباب الإصابة والخطأ من هذا الشيعي وكل الحداثيين المشككين في السنة ،فالطريقة التي سلكها العلماء في التثبت من صحة الحديث سندا ومتنا، وما ابتدعوا لأجل ذلك من علوم أشاد بها كثيرمن الغربيين.

   إن عناية علماء الأمة بالسُّنّة كانت عظيمة جدا ,فقد ألهمهم الله وضع علم الحديث ,وجعله سببا لحفظ السنة المطهرة , فمن خلال هذا العلم الشريف تمكن المحدثون من تمييز ما يصحّ مِن أحاديث الراوي الواحد ،وما لا يصحّ مِن أحاديثه ؛ وعرفوا مَن وقع في الاختلاط ومتى كان ذلك فميزوا ما يُقبَل مِن حديثه وما يُردّ ، وما يُتوقّف فيه ، وعرفوا مَن عرض له النسيان في بعض حديثه ،ومن احتراقت كُتبه ،أوضاعت لسبب من الأسباب وميزوا ما حدث به قبل ضياع كتبه وما حدث به بعد ضياعها ، وعرفوا كل بلد ومن حدث فيه ومن دخله من الحفاظ فضَبَطوا مواطن الرواة و رحلاتهم فعرفوا من رووا عنه ومن روى عنهم ، وذكروا ما يُقبَل مِن حديث أهل بلجد عن راو وما يُردّ , وعرفوا الثقات الضابطين والضعفاء مع تمييز مراتبهم والمدلسين بطبقاتهم , وكشفوا العلل الخفية بدقة تبهرالعقول بل وصل بهم الحال الى حصر أحاديث الرواة ومعرفة عددها فلا يستطيع احد أن يزيد فيها أو ينقص الا كشفوه ,وهذا من بديع صنعتهم في خدمة السنة الشريفة …

فعلى سبيل المثال : قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام مالك بن أنس :

فأخَذَ عن: نافع ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وابن المنكدر ، والزهري ، وعبد الله بن دينار ، وخَلْق سنذكرهم على الْمُعجَم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما رَوَى عنه في ” الموطأ ” ، كم عدده . ثم ذَكَرهم ، وأعداد الأحاديث التي رَوَاها عن كل واحِد منهم .

لا شك أن من اطلع على علوم الحديث ,وكان متجردا سيبقى منبهرا من متانتها ودقتها التي يجزم معها انتفاء تلكم الشبه التي يثيرها المشككون في السنة .

قال المستشرق مرجليوث ” ليفتخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم “

   وقال العالم الألماني أشبره نكر في مقدمة كتاب تولى تصحيحه وطبع في”كالكوتا” اسمه “صانه” : “إن الدنيا لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين فقد درسوا بفضل علم الرجال الذى أوجدوه حياة نصف مليون رجل كما في سيرة المؤلف الهندى المار الذكر”.

الكاتب في مقاله يوهم القارئ بأنه كان هناك تدوين للسنة النبوية على عهده صلى الله عليه وسلم، وأن كل صحابي كان له كتابه من السنة و أن هذا الأمر كان مستفيضا وهذا كذب صريح و تدليس فاضح ،بل الثابت أن التدوين كان منهيا عنه ولم يرد الأذن فيه إلا في أحوال ضيقة .

ومن عجائب أعداء السنة من الروافض و العلمانيين تناقضهم وتقلب أحوالهم فقد كانوا من قبل يستميتون في إثبات أن السنة لم يدون منها شيء على عهده صلى الله عليه وسلم و يجترون دعاوى محمد توفيق صدقي ، وأحمد أمين وأبي رية الذين يزعمون أن أحاديث النهي عن كتابة السنة أقوى و أصح بل يزعمون أنها متواترة واليوم يدعون أن السنة دونت على عهده صلى الله عليه وسلم وعلى نطاق واسع بل هذا كاتب المقال يصور بأن كل واحد من الصحابة كان له كتاب جمع في الحديث الشريف ,وتقلبهم هذا راجع إلى أنهم لم ييأسوا من تشكيكهم في السنة المطهرة وكلما رسموا ملامح شبهة أو تلقفوها من أعداء هذا الدين نصبوا لها الفرضيات والسيناريوهات المناسبة ,ولم يجدوا غضاضة في اتهام أئمة المسلمين الأماجد بل والصحابة الكرام أن اقتضى الحال ،ومن هذه الفرضيات أن الأمراء والحكام المسلمون قد تآمروا على السنة ,و زوروها وأن ما في دواوين السنة التي بين أيدينا مختلق ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا الكاتب ألقى هذه الشبهة مرارا في مقاله ثم يتساءل بكل وقاحة في آخر المقال : ( هل رجال الدين عقدوا صفقات مع الخلفاء على حساب الدين ؟) كبرت كلمة تخرج من في هذا الحاقد ,وهذه فرية عظيمة فيها اتهام لعلماء الأمة قاطبة بأنهم تواطؤوا مع الحكام على هذا الجرم العظيم ؛ كيف يتصور هذا في من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتي على ضلالة )، لو وجد ممن انتسب إلى العلم من باع ذمته يوما فإن جل علماء الأمة لا يتصور فيهم هذا بل كان يمتحن الواحد منهم و يسجن و يعذب وقد يقتل ولا يتقول على الله حرفا بله تحريف دين الله كلية لهوى حاكم أو غيره ؛ مع ما استفاض عنهم من تقوى وورع وحسن ديانة وصدق وعدم ركون للظالمين .

البخاري رحمه الله طلب منه حاكم بخارى أن يخص أبناءه بمجلس للحديث في قصر الحاكم فرفض البخاري واستنكر ذلك وقال العلم يؤتى إليه ولا يأتي إلى الناس , فطلب منه الحاكم أن يعقد لهم مجلسا خاصا في المسجد فأبى الإمام البخاري رحمه الله وقال: ليس لهم إلا أن يجلسوا في مجلس السماع كبقية المسلمين ولن أفضلهم على ابناء المسلمين ,فأبطن له هذا الحاكم العداوة وتآمر عليه مع من اتهم البخاري بالقول بخلق القرآن ,وامتحن بسبب ذلك حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت وكان ذلك سبب دعائه بان يقبضه الله اليه فقبضه .أفمن أبى أن يخص ابناء الحكام بالحديث تعظيما للحديث و حفظا لأمانة العلم والعدل بين الناس يمكن أن يقدم على التآمر على السنة والكذب على رسول الله ؟؟! !

والمستشرقون أنفسهم يقرون بأن اتهام المحدثين باختلاق الحديث سفاهة وفرية, يقول المستشرق روبسون : إن بعض المستشرقين فطنوا إلى أن ما يروى عن كبار الصحابة من الحديث أقل بكثير مما يروى عن صغارهم ، وقد رأى أن ذلك يحمل على الاعتقاد بصحة ما نقله المحدثون أكثر مما نتصور – أي مما يتصوره المستشرقون – إذ لو اختلق المحدثون الأسانيد لكان بإمكانهم جعلها تعود إلى كبار الصحابة ” .(عن :Robson , The Isnad in Muslim Tradition , P . 26)

بل نحن نزعم أن الذي يتآمر على دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هم الحداثيون الذين جعلوا شغلهم الشاغل التشكيك في السنة ,وإثارة الشبه حولها ويتتبعون كل ما يتفوه به الحاقدون على هذا الدين الحنيف والسنة الغراء من المستشرقين اليهود والنصارى و من الروافض فيلوكونه ويبثونه في الناس حربا على دين المسلمين وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

من الشبه التي كررها في مقاله أين هي النسخ الأصلية لدواوين السنة ؟ أين هي النسخة الأصلية للبخاري؟! و ما يقال في البخاري يقال في غيره طبعا..

أولا أشيرإلى التناقضات الفجة للحداثيين والطاعنين في السنة فهم ينقلون عن سقراط وأفلاطون و أرسطو و بولص وغيرهم من أهل الأزمان الغابرة , و لم يثيروا يوما ضجة عن النسخ الأصلية لما كتبوه ولا عن كيفية نقل هذه النقول ، ثم يعمدون إلى أوثق ما عرفته البشرية من المدونات فيثيرون حولها الشبه والفرضيات للتشكيك في ثبوتها بأسلوب خبيث لا يمت للعلم بصلة.

و هل عدم وجود نسخة البخاري الاصلية دليل على عدم وجود البخاري أو عدم صحة ما فيه ؟!

البخاري روى عنه 90 الف شخص أغلبهم كانت له نسخته الخاصة ,و هذه النسخ نسخت منها نسخ وهكذا تعاقب الناس على نقل البخاري رواية و كتابة ولا شك أن عوامل الزمان تعمل في السابق من النسخ لكن يبق اللاحق موجودا وشاهدا ,بل بعض الطبعات الحجرية أصبحت مخطوطات وقد يكون اصلها المخطوط اتلف او ضاع لا يدري عنه أحد ..

أصل البخاري كان عند الفربري وانتسخه من عنده المستملي : قال الباجي في كتابه التعديل والتجريح(١/٣١٠) وأخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ رحمه الله ثنا أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد قال انتسخت كتاب البخاري من أصله كان عند محمد بن يوسف الفربري.  ونقل القاضي عياض في مشارق الأنوار  (٤/٣٠٠) قال الفربري كذا في أصل البخاري . ويقول عنه ابن رشيد الفهري في إفادة النصيح (١/١٨٢) كان عنده أصل البخاري ومنه نقل أصحاب الفربري. (روايات الجامع الصحيح ونسخه ١٩٧- ١٩٨ باختصار).

لا يخفى على مشتغل بعلوم الشريعة أن صحيح البخاري قد استفاض نُقله و تواتر بعد مؤلّفه، وتناقله أهل المذاهب جميعا واشتغلوا به رواية ونسخا وشرحا ودراسة فأصبحت الزيادة فيه والنقصان مما يستحيل أن يروج على العلماء دون ان يكشف .

الإمام البخاري رحمه الله كانت له نسخته الاصلية التي كتبها بيده بلا ريب,لكن ضياعها ليس له أي تاثير على صحة نسبة الكتاب إليه أوصحة ما بين أيدينا وكونه هو عين ما خطه البخاري في جامعه .

لقد كان البخاري رحمه الله يحدث بصحيحه ويعقد المجالس الكثيرة لذلك ,و قرأه عليه جمع غفير من التلاميذ وقد كتب كل منهم نسخته ، وطابقها على نُسخة المؤلف ، ثم أقرأ هؤلاء التلاميذ جيلا بعدهم سمع منهم الجامع الصحيح و نسخوه وقابلوا نُسخهم على نُسخ تلاميذ البخاري، وهكذا، حتى تواترت نسبة الكتاب، هكذا فعل كل جيل مع الذين بعدهم حتى كثرتْ نُسخه جدا و كلّ نسخة تجد لصاحبها إسنادٌ يتصل بالبخاري، وهذه النسخ متطابقة مع تباعد الاقطارواختلاف الازمان كما ان هذه النسخ متطابقة مع أثبته الشراح والناقلون عن البخاري في كل الاجيال التي تلت زمن البخاري .

فمن العبث والسفه أن تجد اليوم 5000 نسخة خطية متطابقة لصحيح البخاري في مختلف خزائن ومكتبات العالم ,وبين أيدينا شروحا وحواش وتعليقات بالآلاف كلها متطابقة فيما بينها ثم نسمع لحداثي أورافضي ليس له اتصال بالعلم يشكك في صحته أو نسبته للبخاري كليا أو جزئيا .

والسؤال عن النسخ الأصلية وجعلها شرطا لإثبات صحة المصنفات أو صحة نسبتها من التعنت الذي لا يقره أحد ممن شم أبجديات البحث العلمي في شرق أو غرب .

ولو تم إقراره لكان ذريعة الى انكار تراث البشرية أجمع بما في ذلك الكتب السماوية ومنها القرآن الكريم ,فالمسلمون مجمعون على أن كتاب الله محفوظ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومع ذلك فليس بين أيدينا نسخة أصلية كتبت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ما كتب على عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا حتى النسخة الأصلية لمصحف عثمان رضي الله عنه.

إنّ وجود النسخة الخطية لمؤلف الكتاب لم تكن يوما ولن تكون عمدة في إثبات موثوقية نسبة الكتاب إليه، وعلى هذا تواضع الناس منذ زمن بعيد، ذلك أنّ مسالك إثبات النسبة للكاتب تتعلق بتواتر نقل الكتاب وإثباته في عدة مراجع، وليس في وجود نسخة الكاتب الخطية.

وزيادة في دحض هذه الشبهة المتهافتة أقول إن وجدت اليوم نسخة المؤلف الخطية بمعزل عن كل ما ذكرناه من تواتر في نقل الكتاب جيلا بعد جيل , وتوافر النسخ الخطية باسانيدها المتصلة الى المؤلف وما أثبته خدام الصحيح من الشراح والمحشين لن يكون أقوى في الموثوقية من ما هو موجود , بل ذلك سيكون أضعف في الدلالة على صحة نسبة الكتاب الى مؤلفه ,لانها ستكون طريقا واحدة ,وأي تشكيك في صحتها سيكون إسقاطا للكتاب بالكلية , لذلك لا يتريث عاقل في الجزم بأن المنهج الذي سلكه العلماء و الأمة عموما في نقل البخاري وغيره من دواوين السنة هو أفضل وأوثق الطرق العلمية لحفظ مصنف ما .

و هذا الكاتب في خضم تقريره لشبهته طرح سؤالا: ( لو لم تجدوا مؤلفات البخاري ومسلم أمامكم فماذا ستكون حياتكم في أيامكم هذه ؟)

وجوابا على سؤاله السادج هذا أقول إن مما يدل على صحة نسبة ما في البخاري ومسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجود ما فيهما من أحاديث في غيرهما من دواوين السنة بعضها ألف قبلهما كموطأ الامام مالك ومسندي الامامين الشافعي وأحمد و غيرهم وبعضها زامن تأليفه تأليف البخاري ومسلم كباقي الكتب الست بحيث لو افترضنا اختفاء البخاري وسلم ، وليس نسخهما الأصلية فقط، لَما كان في ذلك ضياع للسنة ، فالله حفظ على الامة دينها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم بتسخيره لجيش من المحدثين الأعلام وألهم الامة هذا المنهج العظيم في حفظ نصوص الوحيين .

و من الشبه التي حشا بها هذا الكاتب مقاله وانتشى بها وكأنه وقع على كنزثمين أو سلاح دفين ينسف به دواوين السنة عند أهل السنة ,ويصور للقارئ وكأن شبهته قاضية ليس لها دافع وداهية ليس لها كاشفة ,وهي لعمر الله شبهة واهية تدل على جهله المطبق و تهافت طرحه واستغفاله للقراء وتدليسه الفاضح . وهذا نص كلامه:   أين هي خطب الجمعة ؟

لن أقول أن الرسالة استمرت 21 سنة بل سأقول وسأفترض أنها فقط 10 سنوات ولنحسبها … الشهر فيه 4 أسابيع فيه 4 أيام جمعة × السنة 12 شهرا = 48 × 10 سنوات = 480 خطبة جمعة … من المفترض أن تكون موجودة في كتب البخاري ومسلم وغيرهم فأين تلك الخطب ..؟ … فهل من المعقول ان كتب البخاري ومسلم وغيرهم جاءت بآلاف الأحاديث العامة والشخصية التي نسبت للنبي ولم تستطع او ضعفت وعجزت عن سرد خطب الجمعة .. ؟ !!! ؟ ولا خطبة واحدة ..!! انه فعلا امر غريب ..!! انتهى كلامه لا وفقه الله .

حينما يعلم القارئ أن خطب الرسول دونت كما دون باقي حديث النبي صلى الله عليه وسلم يعلم مدى رعونة هذا الشيعي وكل الحداثيين الذين ما فتئوا يثيرون هذه الشبهة الباردة

هذا المتطفل على علوم الشريعة طاف على مواقع المناوئين للسنة باطيافهم فوقعت عينه على هذه الشبهة ففرح بها و ضمنها مقاله معولا عليها في بلوغ مأربه في التشكيك في دواوين السنة .

ان ادعاء هذا الكاتب أن الخطب النبوية لم يدونها رواة الحديث مع التعريض بل و التصريح بأن ذلك كان بأمر من حكام عصر التدوين، لأن تلك الخطب ضد أنظمة الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين .

وهذه الشبهة بهذا التصور تنقض نفسها لاننا اذا سلمنا بهذا الادعاء فيلزم منه إما أنكم اطلعتم عليها في زمننا هذا فعرفتم حقيقتها وانها فعلا تناقض نظام الحكم السائد زمن التدوين وهذا يعني أنها دونت ولم تستبعد .

أوأنكم لم تطلعوا عليها وهي فعلا لم تدون فنسألكم من أين عرفتم أنها تناقض الحكم هل أصبحتم تعلمون الغيب أم أنكم تخرصون ؟؟

فللقارئ أن يضع مائة علامة استفهام وتعجب بعد هذا ؟؟!!.

والحقيقة المرة أن خطب الرسول لم تستبعد من التدوين وإيراد هذه الشبهة دليل جهل بمصادر جمع وتدوين هذه الخطب .

فقد تم تدوين الخطب النبوية تدويناً مفرقاً ومبثوثاً في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني, فقد نَقَلَت لنا خطبا متكاملة للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا هو المصدر الأول للوقوف على خطبه عليه الصلاة والسلام.

ولكثرة ما نقل الرواة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم قام جماعة من العلماء بإفراد تلك الخطب في مصنفات خاصة ،بلغ عددها العشرات فدل هذا على تهافت هذه الشبه و يكشف عن حجم المغالطة للعوام في هذا الباب فمن تلك الكتب:
1 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي بن محمد المدائني (ت224هـ)
2 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم”، لأبي أحمد العسّال (ت 349هـ).
3 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم”، لأبي الشيخ الأصبهاني (ت369هـ) .
4 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم”، لأبي نُعيم الأصبهاني (ت430هـ) .
5 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم”، لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (ت432هـ)
6 – الخُطب الأربعون المعروفة بالوَدْعانية”، جمعها القاضي أبو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي (ت 494هـ).
7 – خُطب الرسول صلى الله عليه وسلم”، لأبي العباس الخضر الإربلي الشافعي (ت567هــ) .
8 – خُطبة الوداع”، لأبي العباس نصر بن أحمد الإربلي الشافعي (ت619هـ)
9 – موعظة الحبيب وتحفة الخطيب”، لعلي القاري الحنفي (ت1014هـ) .
10 – الخُطب المصطفوية”، لمحمد علي أكرم الآروي.
11 – خُطب النبي صلى الله عليه وسلم”، لعبد الباسط بن علي الفاخوري، مفتي بيروت (ت1324هـ) .
12 – خُطبات محمدي”، لمحمد بن إبراهيم الجوناكرهي (ت1360هـ) .
13 – الخُطب المأثورة”، لأشرف علي التهانوي (ت1362هـ) .
14 – مجموع من الخُطب النبوية”، لعيسى البيانوني (ت1362هـ) .
15 – إتحاف الأنام بخُطب رسول الإسلام”، لمحمد بن خليل الخطيب. وتاريخ مقدمته 1373هـ.
16 – خُطب سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته”، لمحمد شفيق الأرواسي (ت1970م) .
17 – خُطبات النبي صلى الله عليه وسلم”، لحبيب الرحمن الأعظمي.
18 – خطب الجمعة”، جمعية المكنز الإسلامي.
19 – خطب النبي صلى الله عليه وسلم جمع ودراسة”، رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية، سنة1420هـ، لعبد الملك بن سالم السيابي.
20 – خُطب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: دراسة توثيقية تحليلية”، رسالة ماجستير تقدَّمَ بها مصعب نوري محمود العزاوي إلى كلية التربية في جامعة بغداد سنة (2004م).
21 – خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: جمعها وتبويبها ودراستها”، للدكتور عمر القطيطي التونسي.
22خطب الرسول صلى الله عليه وسلم”، لمجدي الشهاوي.
23 – خطب الرسول صلى الله عليه وسلم/676 خطبة من روائع كنوز النبوة مع دراسة في فن الخطبة”، لنواف الجراح، دار صادر.
24 – خطب الرسول”، لعبد الحميد شاكر.

25 – خطب الرسول صلى الله عليه وسلم 574 خطبة من كنوز الدرر وجوامع الكلم لمحمد خليل الخطيب.

وليعلم القارئ أن خطب النبي صلى الله عليه وسلم كانت قصيرة والغرض منها ترقيق القلوب وتليينها .

وكانت تتكررمواضيعها أوبعض مقاطعها حتى إن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت كما في صحيح مسلم وغيره:”ما حفظت سورة ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا”.

كما ان الصحابة نقلوا خطبه صلى الله عليه وسلم على هيئة روايتهم لباقي حديثه صلى الله عليه وسلم فيذكرون أحيانا مقاطع من خطبه مراعين في ذلك مناسبة الرواية وسياقها وقد يسوقون خطبته بتمامها أو معظمها .

وأما عن البخاري ومسلم خاصة فلم يوردا هذه الخطب لانها ليست على شرطيهما في صحيحيهما ,وليس ذلك لاي سبب آخر مما يزعمه هذا الكاتب وغيره من الحداثيين الذين يزعمون فرضية المآمرة , فهاهي خطبه صلى الله عليه وسلم مجموعة في دواوين خاصة ولم نجد فيها تلكم الدعاوى بكونها مناقضة لأنظمة الحكم أو غير ذلك من مغالطاتكم . بل قد أثبت البخاري ومسلم وباقي أصحاب دواوين السنة أحاديث كثيرة لا تسرالحكام و تثيرحفيظتهم فلم لم يستبعدوها ؟

كانت هذه وقفات قصيرة مع ما أثاره الكاتب نزار الحيدري في مقالته البئيسة و التي طار بها الحداثيون كل مطار, وهذه الوقفات كافية ان شاء الله لتفنيذ شبههم و كشف مغالطاتهم ، وإن آثرهؤلاء البقاء على عداوتهم وطعنهم في السنة الشريفة فليس لنا عليهم من سبيل , لكن يهمنا بيان الحق و كشف مخططاتهم ومغالطاتهم للعامة ولشباب الأمة حتى يحذروهم و يأمنوا بوائقهم .

والله غالب على امره, لا معقب لحكمه .

وصل اللهم على نبينا محمد وآله و صحبه وسلم تسليما كثيرا.

كتبه رضوان نافع ليلة 25 من رمضان 1439 هـ

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. كلما حاولت التقرب من هذا الدين أكثر ؛ دراسة أصوله وفروعه دراسة قوية ومستوعبة … أبعدتموني عنه وحرمتموني منه أيها السفلة ! وذلك بسبب قصر نظركم وتفكيركم السطحي والسخيف وتكبركم وحقدكم على كل من خالف رأيكم وأيُّ رأي وعنصريتكم ؛ هذا ديموقراطي هذا علماني هذا سني هذا شيعي هذا بهائي هذا درزي هذا شافعي هذا مالكي هذا حنفي هذا هذا والكل خاطئ ونحن على صواب ونمتلك الحقيقة …باسم آلدين تحرمون وتحللون ، وباسمه تغطون الطرف عن من ينهب ويرتشي ويستعبد ويظلم ويحتقر وتقفون في وجه من يريد حياة حرة وعيشا كريما وعدالة وتتهمونه بنشر الفوضى والفتنة . فمن المحيط إلى الخليج نهب و تجهيل وتركيع وتفقير للشعوب وحط لكرامتها وأنتم تسبحون وتحوقلون وتحمدون الله هذه المهزلة !

    2
    5
    1. وزعما طفرو عصيد..
      لا يعدو مرتزقا يأكل بدوره أموال المغاربة في مؤسسات لا تسمن ولا تغني من جوع (إركام والقناة الأمازيغية)..
      ويغتصب مزان باسم ياكوش، ومن لفوق ملي تبغي تبان قدامو، يعتدي عليها سبا وضربا..

    2. ان كان هناك سافل و منحط فهو انت فاما ان ترد على المقالة بادب او ان تصمت هذا شرعنا وتراثنا اهل السنة و الجماعة اما غيرنا فهم احرار يسموا انفسهم بما شاؤو ا

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M