تْسي.. تْسي!!

31 مارس 2017 16:03
تْسي.. تْسي!!

هوية بريس – لطيفة أسير

بدون أدنى نفاق نسيتُ أن في سياستنا العربية شيئا اسمه “قمة عربية”، صارت عندي منذ زمن في أرشيف الذاكرة، لطول العهد بانعقادها، ولسوابقها المريرة التي تسرّ العدو وتكدّر صفو كل محبّ. ولهذا حين سمعت بهذا الحدث -مؤخرا- لم أكثرت له، إذ لم يظهر على الساحة العربية من سنوات أي مؤشر يُنْبئ بجدواها وأهميتها، فكل الدول العربية مازالت تعيش حالة التبعية والتضعضع ولا تملك زمام نفسها، وبالتالي لن تستطيع تسطير أي موقف مشرف من أي قضية من قضايانا العربية.

لكن الذي يلفت الانتباه في هذه القمة حالة الزعماء العرب والأوضاع المزرية التي بدت عليها قياداتنا العربية وهي تناقش قضايانا المهمة بطريقة مخدّرة، وكأن “ذبابة تْسي تْسي” قد مرت على قاعة القمة فجعلت القوم يغطون في نوم عميق. الكاميرا التي لا تحابي أحدا، التقطت صور ثلاثة قيادات نائمة وهم: ورؤساء جيبوتي واليمن والكويت.

حاولتُ أنا أسأل نفسي: لماذا ينام الزعماء العرب في مثل هذه اللحظات الحرجة التي تتطلب منهم كامل اليقظة، خصوصا والأضواء مسلطة عليهم، والعيون ترقبهم، وينبغي أن يكونوا في أحسن أحوال نفاقهم وهم أمام الكاميرا.. حقيقة لم أجد جوابا مقنعا، لكن تذكرت حال بعض التلاميذ الكسالى في القسم حين يتثاءبون أثناء الدرس، فيبدو عليهم الملل والضجر، إمّا لكثرة سماعهم لموضوع الدرس، أو بسبب لا مبالاتهم واستهتارهم، ولعلّ هذا ما ينطبق على حال بعض زعمائنا، فقد سئموا من ترديد تلك العبارات الجوفاء التي لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا، ولا مبالاتهم بأحوال شعوبهم بادية للعيان. لهذا فمثل هذه الاجتماعات تبدو ضربا من ضروب التفاهة وخير للمرء اعتزال مجالسها حتى يصلح حال أربابها و (لا يوجد مَا هو أكثر فظاعة و إهانة و مدعاة للكآبة مثل التفاهة) كما قال تشيخوف.

أما سقوط بعضهم أثناء التقاط الصور أو النزول من الطائرة فهو أمر طبيعي، لكن يحلو لنا نحن الشعوب المقهورة أن تعتبر الأمر غير عادي، فتُلبِس المشهد لبوس التشفي والشماتة في أولئك الذين تعالوا و(تطاوسوا) فشاء الله أن يقعوا على مناخيرهم أرضا أمام الملأ، ليعلموا أنّ المعزّ المذلّ هو الله، ومتى شاء ملك الملوك قهر سلطانهم فعل.. فهل من مدّكر!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M