حلم طفل مغربي..الهجرة إلى إسبانيا في شاحنة (تقرير)

02 فبراير 2018 22:41
توقيف ستة أشخاص بعدة مدن ينشطون ضمن عصابة إجرامية متخصصة في تنظيم الهجرة غير الشرعية

هوية بريس – الأناضول

لا يكل الطفل المغربي أيوب من مواصلة محاولاته اليومية للتسلل إلى داخل حافلة أو شاحنة للنقل الدولي، عل أمل بلوغ حلمه للوصول إلى أوروبا.

قبل بضعة أشهر ترك أيوب (13 عاما) بيت عائلته في مدينة سلا قرب العاصمة المغربية الرباط، وجاء إلى مدينة طنجة، أقصى شمالي المملكة.

ومنذ مغادرته البيت يتسلل خلسة بشكل يومي إلى داخل شاحنة أو حافلة، محاولا الاندساس بين البضائع المشحونة أو أسفل العربة المتجهة إلى أوروبا.

** ظروف اقتصادية

رغم أن محاولاته حتى اليوم باءت بالفشل، بعد ضبطه مرارا من طرف شرطة الحدود المغربية، إلا الطفل المغربي يبدي إصرارا كبيرا على مواصلة محاولاته، حتى تحقيق حلمه، الذي غادر من أجله بيت الأسرة.

ويعزو أيوب إصراره على الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي لم تسعف أسرته على توفير حاجيات متابعته للدراسة، التي غادرها قبل سنتين، حسب قوله لمراسل الأناضول.

ويمني نفسه بتحسين أحواله المادية ومساعدة أسرته، إذا ما قدر له أن ينجح في الوصول إلى إسبانيا، حيث يوجد حاليا العديد من أقرانه، الذين “حالفهم الحظ” في تجاوز الحدود، على حد قوله.

** مئات القاصرين

أيوب شأنه شأن مئات من القاصرين المغاربة ينتشرون في محيط ميناء طنجة، في مسعى لاقتناص فرصة لمغافلة شرطة الحدود، والتسلل إلى باخرة أو الاندساس داخل شاحنة متوجهة إلى الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق.

الصورة نفسها تتكرر بمحيط مركز حدودي يفصل مدينة الفنيدق المغربية (شمال) عن مدينة سبتة الخاضعة لإسبانيا (يطالب المغرب بالسيادة عليها)، حيث يبدو لافتا مشهد أطفال متربصين بشاحنات وحافلات تستعد للعبور نحو إسبانيا.

ومن حين إلى آخر تعلن السلطات الإسبانية أنه تم ضبط قاصرين مختبئين داخل عربات النقل الدولي القادمة من المغرب.

وتحيل السلطات الإسبانية هؤلاء القاصرين إلى مراكز إيواء حكومية أو أخرى تشرف عليها منظمات أهلية ناشطة في حماية الطفولة.

منذ بداية عام 2017 وحتى نهاية سبتمبر الماضي، تمكن 204 قاصرين مغاربة من التسلل إلى مدينة سبتة وحدها، بحسب السلطات الإسبانية.

ويوجد حوالي 5380 قاصرا مغربيا في مراكز الإيواء الخاصة بالقاصرين في مختلف المدن الإسبانية.

** مخاطر عديدة

وفق رئيس جمعية “طفلي” (غير حكومية)، إسماعيل الزناسي العشيري، فإن “ظاهرة هجرة القاصرين المغاربة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي”.

وأضاف العشيري، في حديث للأناضول، أن “تلك الفترة عرفت توافد أعداد كبيرة من الأطفال المغاربة على بلدان أوروبية تتميز بقوانين توفر حماية قانونية خاصة بالقاصرين”.

وأوضح أن “الظاهرة، التي عادت بقوة خلال السنوات الأخيرة، ناجمة عن أسباب عديدة، مثل الفقر وضعف الحماية القانونية والاجتماعية، إضافة إلى الإقصاء الاجتماعي وهشاشة المؤسسة العائلية، والاعتقاد السائد في المجتمع والمنقول للقاصرين بأن الجنة والخلاص في أوروبا”.

ومضى قائلا إن “الكثير من هؤلاء القاصرين، الذين ينجحون في الوصول إسبانيا ويقضون سنوات في مراكز الإيواء، يتم ترحيلهم إلى بلدهم عند بلوغهم سن الرشد، بسبب اقترافهم تجاوزات قانونية غالبا”.

وختم الناشط المغربي بالتحذير من مخاطر عديدة تحف رحلة هؤلاء القاصرين بقوله إن “كثيرا من هؤلاء الأطفال يقعون ضحايا لإدمان المخدرات والاستغلال الجنسي، وقد يتم استدراجهم من جانب شبكات الاتجار بالبشر والأعضاء”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M