خواطر الأقصى: الخطبة وعد بالزواج وليست بزواج

03 أكتوبر 2018 23:21
الدولة الأموية كبش فداء "العطالة"

هوية بريس – د. الناجي لمين

يظهر والله أعلم أنه لو حدث لشخص مشهور من غير الاسلاميين ما حدث لمعالي الوزير لااعتَذَر هو وأنصاره بكل سبب، إلا التوسل بشرع الله؛ لأن العام والخاص والعالم والذي ليس بعالم يعرف أن ما أَقدم عليه معاليه ظاهراً من الناحية الشرعية لا يجوز.
ولذلك قدرتُ أن الأستاذ أتمّ في الواقع أركان الزواج، ولم يبق له الا التوثيق؛ وهذا يفهم من حواره وإن لم يصرح بذلك، تجنباً مِن أن يقع في أي إحراج قانوني. قدرتُ ذلك مِن باب حسن الظن بِرَجُل لم يُعرف عنه الوقوع في الشبهات، وحفظا لكرامة السيدة الفاضلة التي ارتبط بها.
ولكن بعض السادة المدافعين عنه من الحركة أبوا إلا أن يقحموا الشرع مع تقديرهم أن المسالة مسألة خطبة فقط. فمنهم من قال: إن معاليه لم يخالف شرع الله.، وبعضهم تَحفظ فقال: ما فعله يعتبر “من الصغائر باتفاق أهل العلم”.. وهؤلاء ليسوا بعلماء ولا بطلبة علم..
وتأسيسا على أن المسألة لا تعدو أن تكون خطبة أقول:
ما قَوْلُ جميع المسلمين في خَطيبين يتواعدان على اللقاء في دولة خارج الوطن.. ويجلسان في مكان بالليل ويتعشيان معا، ويتسامران، ثم يخرجان واليدان ملتصقتان ببعضهما البعض….
والقياس يقضي بأن ذلك تكرر أكثر من مرة. وقياس الأولى يقضي كذلك بحدوث اكثر من لقاء داخل الوطن بغير حضور مَحرَم من الاسرة.
هل هذا كله لا يخالف شرع الله أو أنه في أكثر الأحوال من الصغائر،
والخطيب في محل القدوة والاتباع، ويعرف بأن خصومه يتابعون حركاته وسكناته؟
هذا أولا.
ثالثا: العادة ان الاسرة المغربية لا تسمح لابنتها بأن تسافر مع الخطيب داخل الوطن فكيف بأن تسمح بذلك خارج الوطن؟!
بل إن العائلة المغربية الى عهد قريب كانت لا تكتفي بالعقد الموثق حتى تضيف اليه العرس، سدا لذريعة القيل والقال، وأصل هذه العادة موجودة في المذهب المالكي الذي لا يكتفي بالشهود لصحة الدخول حتى ينضم إليه الإشهار.
يظهر أن الحداثة ذهبت ببعض الاخوان كل مذهب، ونَسُوا ثقافة بلدهم وعاداتها التي لها أصل في المذهب المالكي الذي يعتبر التهمة وسد الذريعة اصلين أصيلين في الفتوى والقضاء.
أما بيان الحركة فقد تَجنب استعمال كلمة “حرام” لا باعتباره صغيرة ولا باعتباره كبيرة؛ وإنما استعمل عبارة “الاخطاء غير المقبولة..”. وهذه الاخطاء جعلت معاليه “يُخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها..”.

تنبيه:
أُكِنُّ كامل الاحترام والتقدير لحركة الاصلاح والتوحيد؛ سيما وأن مِن أعضائها بعضَ أساتذتي وزملائي الذين أتصاغر أمام علمهم ومواقفهم وسلوكهم ومراعاتهم لحدود الله.
ولكن الحركة لا بُد لها مِن أن تسد هذه الثغرة التي تضطرني إلى الكتابة عن بعض قادتها وأنا كاره لذلك كل الكراهة: أطلب منها أن تضبط بعض رموزها غير المتخصصين في الشريعة، فلا يتجاسرون على الشرع. لأن الذي علمناه من علمائنا عبر التاريخ أن الشرع جبل سامٍ عالٍ لا يتسلقه إلا أهله.. هذا داخلَ المذهب فكيف بجبل الاجتهاد المطلق الذي يحسبه بعض القياديين في الحركة مرتقا ذَلولا.
والله أعلم واحكم.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. .. كامل الاحترام والتقدير لحركة الاصلاح والتوحيد؛
    ولكن الحركة لا بُد لها مِن أن تسد هذه الثغرة. : أن تضبط بعض رموزها غير المتخصصين في الشريعة، فلا يتجاسرون على الشرع. لأن الشرع جبل سامٍ عالٍ لا يتسلقه إلا أهله.. هذا داخلَ المذهب فكيف بجبل الاجتهاد المطلق الذي يحسبه بعض القياديين في الحركة مرتقا ذَلولا ..

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M