دور الفقهاء في إنشاء الصحف والجمعيات والأحزاب بالمغرب

28 مايو 2018 17:23
دور الفقهاء في إنشاء الصحف والجمعيات والأحزاب بالمغرب

هوية بريس – ذ. ادريس كرم

أيها الصحفيون تذكروا أول شهيد للصحافة والحريات العامة بالمغرب، الذي هو الفقيه محمد القري سنة 1937، وأن مجلة (السلام) الصادرة سنة 1933 ومجلة (المغرب الجديد) الصادرة سنة 1934 كانتا من تأسيس فقيهين هما على التوالي الفقيه داوود والشيخ المكي الناصري، وأن زعيم أول حزب تأسس بالمغرب فقيه هو علال الفاسي، وأن فاضح السياسة الاستعمارية الفرنسية بترجمة تقارير ساستها وضباطها فقيه هو الشيخ المكي الناصري.

فهؤلاء المجلببون والمعممون والمطربشون ممن كانوا لا يعجبون سلطات الحماية، ولا أبناءها اليوم من الرضاع بعد استقلال المغرب، هم إعلاميو الأمس، عندما كان الإعلام يؤدى عليه الثمن ممن يريد الانتساب له، ومنظرو الحرية والاستقلال، وممثلو المغرب في المحافل الدولية.

لقد قام ساداتنا الفقهاء بخلق رأي عام حول مطالب اعتبروها مستعجلة -وكانت كذلك- تتعلق بمواضيع جديدة لم تكن معهودة، مثل حرية التعبير والصحافة، وتكوين الجمعيات والأحزاب، وإنشاء المدارس، وتطوير الفلاحة والصناعة، وتدبير الشأن العام.

بيد أننا لم نسمع ولم نشهد من المؤسسات الصحفية ولا من النقابات المهنية للصحفيين الذين يحتفلون كل عام بالتفاتة عرفان وتقدير ولو من باب التأريخ ومد الجذور، لهؤلاء الرواد الماهدون الأفذاذ، بل لا يعرف لهم فرادى وجماعات ولو دعوة لإطلاق اسم أحدهم على دورة من الدورات الاحتفالية، أو تسمية جائزة من جوائزهم باسم البعض من أولئك السادة الميامين من أمثال القري، وإبراهيم الوزاني، والفقيه داوود، والشيخ التهامي الوزاني، والشيخ المكي الناصري، ومحمد اشماعو، والفقيه غازي، والإخوة الطود.. والقائمة طويلة من الذين عذبوا وسجنوا من أجل حرية الصحافة والنشر بالمغرب، وإنشاء الجمعيات والأحزاب والنقابات، وتطوير الحياة العامة في ضوء دين الإسلام وتعاليمه، التي تكون هويته وتضبط العلاقات بين مكوناته، مما يسر مهامهم وأنجح مساعيهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M