د. أحمد الريسوني يكتب: المَداخِلةُ السعوديون: من تقديس ولاة الأمور إلى تقديس ولاة الخمور

07 أغسطس 2018 10:55
د. أحمد الريسوني يكتب: وتزودوا من أرض فلسطين

د. أحمد الريسوني – هوية بريس

المداخلة، أو التيار المدخلي، هو تنظيم ديني/سياسي مُوازٍ، أنشأته وزارة الداخلية السعودية ومخابراتها، ليكون “أداة دعوية دعائية” في مواجهة ما عرف سعوديا بـ”تيار الصحوة” أو “التيار الصحوي”، الذي ظهر وازدهر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين المنصرم، وتميز بدعوته إلى الإصلاح السياسي، وبنقده أو “نصحه” للحكام في السعودية.

والتيار “المدخلي” منسوب إلى شيخه وزعيمه الأبرز ربيع بن هادي المدخلي.

وأكثر ما عُرف به وتميز به هذا التيار هو قيامه بمهمة مزدوجة، تتمثل أولا في إلحاحه الدائم على الطاعة المطلقة العمياء لولاة الأمور، وخاصةً في حال كونهم ظالمين وفاسدين وخائنين… وتتمثل ثانيا في حربه الشعواء ضد الحركات الإسلامية، والشخصيات الإسلامية، ذات الاستقلالية الفكرية والسياسية.

جديد هذا التيار هو خروج أحد رموزه، وهو المدعو “الشيخ” عبد العزيز الريس، بفتوى غريبة جديدة، تحرم نقد ولاة الأمور أو الإنكار عليهم، حتى ولو قاموا بشرب الخمر وبالفاحشة على الملأ، وحتى لو فعلوا على التلفزيون.

وهذا ما يجعلهم جديرين بلقب جديد، هو أنهم دعاة تقديس ولاة الخمور، وليس فقط تقديس ولاة الأمور.

تفسير حديث: وإنْ ضرب ظهرك وأخذ مالك؟

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إنا كن ابِشرٍّ، فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: «نعم»، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: كيف؟ قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولايستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع».

الشطر الأخير من هذا الحديث: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع»، هو عمدةُ المداخلة وشعارُهم في دعوتهم إلى الطاعة البدعية للظالمين المعتدين، من ولاة الأمور ومن ولاة الخمور والفجور.

فأما تصحيحُ الحديث من عدمه، فلا أخوض فيه ولا أنقل فيه شيئا. وأكتفي الآن بما عليه السواد الأعظم من المحدِّثين، الذين يصححونه، وفي مقدمتهم الإمام مسلم رحمه الله.

وأما من حيث المعنى، فالناس فيه فريقان:

–       الفريق الأول: يفهم من الحديث أن من ابتُلي بأمير أو إمام ظالم، يأخذ ماله ظلما، ويضرب ظهره ظلما، فالواجب هو أن يستسلم لذلك ويصبر عليه، وأن يبقى على طاعته لذلك الأمير.

–       الفريق الثاني: يفهم من الحديث أن الأمير إذا أوقع على أحد عقوبة عادلة مستحقة، أو أخذ شيئا من ماله، بوجه من الوجوه المشروعة أو المحتملة في الشرع، فعليه أن يذعن لذلك ويصبر عليه، وألا يتمرد أو يقطع طاعته لولي الأمر. وأما في حال الظلم الصريح فلا طاعة، بل الواجب إنكار المنكر وتغييره بقدر الاستطاعة.

وأنا لا يسعني إلا أن أكون مع هذا القول الثاني…

 وفيما يلي بيان ذلك وأدلته..

  1. هذا القول الثاني هو الموافق لعدد لا يحصى من قطعيات الشرع: من الآيات والأحاديث والقواعد والمقاصد…بينما القول الأول يُلجئ أصحابه إلى إهدار كل تلك النصوص والمقاصد والقواعد الشرعية.

فالنصوص الآمرة بالعدل والإحسان والحق والبر والرحمة، الآمرةُ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذِ على يد الظالم، وكذلك النصوص المحرِّمة للظلم عامة، والمحرمة لدمائنا وأموالنا وأعراضنا، وكذلك النصوص القاضية بالقصاص في الأبدان وبالضمان في الأموال… كل هذه القطعيات وغيرها، توضع في مهب الريح، أو في سلة المهملات عند أصحاب الرأي الأول، بناء على خبر آحاد أولا، وبنا على مجرد فهمٍ يلوح لهم ببادئ الرأي ثانيا. بينما القول الثاني يوافقها ويحفظها، ولا يهدر هذا الحديث، بل يفسره في ضوئها وفي وئام معها. وهذا هو منهج الرشاد والسداد، ومسلك الراسخين في العلم، أعني الجمعَ بين الأدلة الشرعية ما وُجد له سبيل، بدل ضرب بعضها ببعض، وبدل نقض جموعها بأحدها.

  1. في القول الأول سوء ظن بالشرع وبرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإساءة بالغة إليهما. ونحن مأمورون بحسن الظن واجتناب سوء الظن ببعضنا وبعامة الناس، فكيف بالظن بالله ورسوله وشرعه؟ كيف استساغ هؤلاء واستسهلوا الظن بأن الشرع الذي نعرفه، يأتي بإهدار كرامتنا وأبداننا وأموالنا، ويأمرنا أن نقبل ذلك ونساعد عليه، وأن نمكِّن للظلم والظالمين؟

اسمعوا ما يقوله العارفون بالله وشريعته:

فإن الشريعة مبناه أو أساسها على الحِكم ومصالح العباد، في المعاش والمعاد. وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة، وإن أُدخلت فيها بالتأويل. فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله أتَمَّ دلالة وأصدقها“.

  1. قال أبو العباس القرطبي في شرحه لحديث: (على المرء المسلم السمع والطاعة): “ظاهر في وجوب السمع والطاعة للأئمة والأمراء والقضاة. ولا خلاف فيه إذا لم يأمر بمعصية. فإن أمر بمعصية فلا تجوز طاعته في تلك المعصية قولا واحدا، ثم إن كانت تلك المعصية كفرا: وجب خلعه على المسلمين كلهم. وكذلك: لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين؛ كإقام الصلاة، وصوم رمضان، وإقامة الحدود، ومنعَ من ذلك. وكذلك لو أباح شرب الخمر والزنى، ولم يمنع منهما، لا يُختلف في وجوب خلعه. فأما لو ابتدع بدعة، ودعا الناس إليها؛ فالجمهور على أنه يخلع. وذهب البصريون إلى أنه لا يخلع، تمسكا بظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان)، وهذا يدل على استدامة ولاية المتأول وإن كان مبتدعا.

فأما لو أمر بمعصية مثل أخذ مال بغير حق أو قتل أو ضرب بغير حق، فلا يطاع في ذلك، ولا ينفذ أمره، ولو أفضى ذلك إلى ضرب ظهر المأمور وأخذ ماله؛ إذ ليس دم أحدهما، ولاماله، بأولى من دم الآخر، ولا مالِه. وكلاهما يحرم شرعا؛ إذ هما مسلمان، ولا يجوز الإقدام على واحد منهما، لا للآمر، ولا للمأمور؛ لقوله: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)؛ كما ذكره الطبري، ولقوله هنا: (فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). فأما قوله في حديث حذيفة: (اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك)؛ فهذا أمر للمفعول به ذلك للاستسلام والانقياد، وترك الخروج عليه مخافة أن يتفاقم الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك.

ويحتمل أن يكون ذلك خطابا لمن يُفعل به ذلك بتأويل يسوغ للأمير بوجه يظهر له، ولا يظهر ذلك للمفعول به. وعلى هذا يرتفع التعارض بين الأحاديث، ويصح الجمع، والله أعلم”.

  1. يزعم أصحاب القول السيء أنهم يأخذون بظاهر الحديث. ولذلك أسوق لهم قول إمام الظاهرية والناطقِ باسمهم.

قال ابن حزم رحمه الله: “…أما أمره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصبرِ على أَخذ المَال وَضرب الظّهْر، فَإِنَّمَا ذَلِك بِلَا شكّ إِذا تولى الإِمَامُ ذَلِك بِحَق. وَهَذَا مَا لَا شكّ فِيهِ أَنه فرض علينا الصَّبْر لَهُ. وَإِن امْتنع من ذَلِك، بل من ضرب رقبته إِن وَجب عَلَيْهِ، فَهُوَ فَاسق عَاص لله تَعَالَى.

 وَأِمَّا إِن كَانَ ذَلِك بباطل، فمَعاذَ الله أَن يَأْمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصبرِ على ذَلِك. برهَان هَذَا قَول الله عز وَجل {وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان}. وَقد علمنَا أَن كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُخَالف كَلَام ربه تَعَالَى؛ قَالَ الله عز وَجل: {وَمَا ينْطق عَن الْهوى أَن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا}، فصح أَن كل مَا قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ وَحي من عِنْد الله عز وَجل، وَلَا اخْتِلَاف فِيهِ وَلَا تعَارض وَلَا تنَاقض.

فَإِذا كَانَ هَذَا كَذَلِك، فيقينٌ لَا شكّ فِيهِ يدْرِي كل مُسلم أَن أَخذ مَال مُسلم أَو ذمِّي بِغَيْر حق، وَضرْبَ ظَهره بِغَيْر حق، إِثْم وعدوان وَحرَام. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ حرَام عَلَيْكُم). فَإذْ لَا شكّ فِي هَذَا وَلَا اخْتِلَاف من أحد من الْمُسلمين، فالمسلم إذا ترك ماله للأخذ ظلما، وظَهْرَه للضرب ظلما، وَهُوَ يقدر على الِامْتِنَاع من ذَلِك بِأَيّ وَجه أمكنه، مُعاون لظالمه على الْإِثْم والعدوان، وَهَذَا حرَام بِنَصّ الْقُرْآن”.

و”قال أبو محمد: فحرام على كل من أُمر بمعصية أن يأتمر لها، فإن فعل فهو فاسق عاصٍ لله تعالى، وليس له بذلك عذر. وكذلك الآمر في نفسه بما لم يبحِ الله تعالى له، فهو عاص لله تعالى فاسق، ولا عذر للمأمور في طاعته، بل الآمر والذي يؤمر سواء في ذلك” اهـ.

  1. وحتى إذا أردنا أن نكون ظاهريين، دون أن نظن بالله ظن السوء وننسب إليه شرعنة الظلم والفساد، فالحديث فيه وجه آخر من وجوه الظاهر، وهو قراءته بالبناء للمجهول، أي:”تَسمعُ وتطيع للأمير، وإن ضُرب ظهرُك، وأُخذ مالُك”، وهي قراءة معتمَدة للحديث. فعلى هذه القراءة: لا يكون الأمير المطاع هو نفسه الذي يضرب الظهر ويأخذ المال أو يأمر بذلك أو يوافق عليه، وإنما غيره من رعيته أو من بعض المحسوبين عليه. وكل ما هنالك أنه لم يتمكن من القيام بواجبه في منع هذا الظلم عن بعض أفراد رعيته، أو لم يعلم به. وهذا معناه: أنه حتى في مثل هذه الظروف وما فيها من فتن وتعديات، يجب الإبقاء على طاعة الأمير، ففيها بقيةٌ من خير ومصلحة، هي أهون من الفوضى والاقتتال.

وهذا أيضا أولى من أن نُسارع إلى قول يفسد الأمير، أو يزيده فسادا وغيا، ويجعلُ منه “حاميها حراميها”، ثم نقول للناس: أطيعوه وأسلموه ظهوركم وأموالكم، فهو “مجرم شرعي على سنة الله ورسوله”.

  1. إذا كان الحديث موضوعُ الكلام قد ورد في صحيح مسلم، ففي صحيح مسلم أيضا حديثٌ آخرُ يُبطل قول القائلين بقبول ضرب الظهر وأخذ المال. فعن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب؛ يأخذون بسنته ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلُف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».

قال ابن رجب الحنبلي: “فجهادُ الأمراءِ باليد: أنْ يُزيلَ بيده ما فعلوه مِنَ المنكرات، مثل أنْ يُريق خمورَهم، أو يكسِرَ آلات الملاهي التي لهم، ونحو ذلك، أو يُبطل بيده ما أمروا به مِنَ الظُّلم، إن كان له قُدرةٌ على ذلك. وكلُّ هذا جائزٌ، وليس هو من باب قتالهم، ولا مِنَ الخروج عليهم الذي ورد النَّهيُ عنه، فإنَّ هذا أكثرُ ما يخشى منه أن يقتل الآمر وحده. وأما الخروج عليهم بالسَّيف ، فيخشى منه الفتنُ التي تؤدِّي إلى سفك دماءِ المسلمين”.

فكيف يَلزمنا مجاهدةُ منكراتهم الواقعةِ على غيرنا، باليد واللسان، ثم يَلزَمنا الاستسلامُ لها، إذا وقعت في ظهورنا وأموالنا؟ فما لكم كيف تحكمون؟

آخر اﻷخبار
12 تعليق
  1. لقد قرأت قول الشيخ أحمد الرسوني و فهمته جيدا ، وتمعنت في الحديث فوجدت أنه والله أعلم: لما يكون الأمير ظالما وتكون فئة أكثر منه ظلما أو كفرا فلا المطلوب هو الاستمرار في طاعة الأمير و التصدي للفئة الظالمة الكافرة وهي حسب الحديث “رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس” فهؤلاء الذين يخادعون الله ورسوله و أولي الأمر و المسلمين . وهذا يقع اليوم في جل البلدان الإسلامية . فالمطلوب التصدي لهم وفضحهم ثم يليه فضح الأمير إن دافع عليهم .

  2. إذا كانت المذاهب الأرضية تعد الناس بالعدل، وتبشرهم بالحرية، وتدافع من أجل الكرامة الإنسانية، وتضع المتاريس القاونية لصيانة الأمول والدماء والأعراض، وفي المقابل المدخلية وتطلق العنان لغرائز الاستبداد، لتعربد في البلاد، وتكثر فيها الفساد، باسم الدين، وبالاستشهاد المبتسر بحديث سيد المرسلين، إذا كان ذلك كذلك فما أولى المذاهب بالاتباع، وما هي الفكرة الجديرة بأن يحتمي خلفها التواقون للعدل، والمحترقون بنيران الغصب والظلم.

  3. ساق الشيخ كلام القرطبي : الإجماع على وجوب الطاعة إلا في حالة الأمر بالمعصية . ثم علق عليه ب: فأما لو أمر بمعصية مثل أخذ المال أو قتل أو ضرب … أقول هذه أفعال يحاسبه الله عليها هو وليست بأمر . لان الاستثناء في عدم الطاعة هو الامر بالمعصية

  4. ان كان النصح بالسر وانكار المنكر والامتثال لأحاديث النهي عن التشهير بولاة الأمور فاللهم احشرني مع المداخلة

  5. فهمت من المقال أن الحديث الثاني يبطل الفهم اﻷول للحديث اﻷول، و هذا عندي لا يصح، و الله أعلم، ﻷنه :
    – الحديث اﻷول يرشد المسلم في التعامل مع أولياء اﻷمور.
    – الحديث الثاني يرشد المسلم في التعامل مع العصاة من المسلمين.
    – الحديث اﻷول إذا مخصص للحديث الثاني، و لا تعارض إن شاءالله.

    ثم ملاحظة عامة في مضمون المقال، ألا تجدون فيه تطاولا على رمز من رموز العلم الشرعي في هذا الزمان، شاء من شاء و أبى من أبى ؟ ثم عندما يكون الرد منه يتناسى كل هذا، ثم سوف تكون العوى أن المدخلي لا يتأدب مع من يحاور ؟ أليس هذا من الكيل بمكيالين ؟

  6. الخوارج تطرف أخذ حقه وزيادة من النقد والتجريح والتحذير منه على مذى أربعة عشر قرنا.
    أما الدواخل وهو التطرف الأسوأ منه – على اعتبار أن الخوارج قاموا على اساس رفض الظلم واما الدواخل فقد انشؤوا لتبرير الظلم.
    هذا الاتجاه الأخير لا زال الدعاة يتحاشون التعرض له وان تعرضوا له فعلى استحياء وهو ليس في الحقيقة سوى كيان جرثومي أسس على اعين الأجهزة الأمنية !

  7. أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمارة السفهاء((,,,,يكذبون ويظلمون .فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض,,,,,))هذا الحديث الصحيح خاطب به النبي الكريم كعب بن عجرة بحضور ستة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وروي عنهم من طرق أخرى مطولا ومختصرا ,هذا الحديث يصدق على المداخلة الذين يعينون الظلمة الكذابين ولا يستطيعون تأويله لظهور دلالته,أما المقال ففيه تعسف في التأويل ونقل لما يوافق الكاتب وإعراض عن أقوال العلماء التي تخالفه وأما الطعن في خبر الآحاد ففرية يعلم الكاتب أقوال العلماء فيها

    1. عندي أسئلة، عل الجواب عنها يزيل بعض اللبس في هذه المسألة :
      – هل هناك فرق بين عدم السمع و الطاعة في معصية من جهة، و بين الخروج على الحاكم من جهة أخرى، أم أن اﻷمران سيان ؟
      – هل يستطيع الواحد منا أن يجمع بين أن لا يسمع و لا يطيع في معصيية، و أن لا يخرج على اﻹمام في نفس اﻵن أم لا ؟
      – هل عدم الخروج عل الحاكم يعني اضطرارا تصديق الحاكم في جورجه و ظلمه و كذبه و فسقه …؟

  8. جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولايستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع.
    المداخلة و الجامية يأخذون بهذا الحديث و فيه وصفهم و وصف الحكام الذين يهللون لهم و يمجدونهم و يقدسونهم. فهم أئمة لا يستنون بسنة و لا يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه و سلم و بأن الحكام سيكونون شياطين في جثمان إنس. و نحن علينا السمع و الطاعة كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم. و جدير بالذكر فإن المداخلة و الجامية قد قلبوا الآية و صاروا أشداء على المؤمنين رحماء بالكافرين. يكفرون من يتعرض للحاكم و يصفه بالظلم و الجور ، بينما لا يحركون ساكنا لمن يسب الله عز و جل و يسب رسوله صلى الله عليه و سلم من علمانيين و ملحدين و شيوعيين و غيرهم من ملل الكفر. حسبنا الله و نعم الوكيل

  9. مسكين ضائع… يهرف بما لا يعرف… حاله أشد من حال من ينتقده… يتصور الشيء ثم يروح يستدل عليه…

  10. ماذا تقول في قول النبي صلى الله عليه و سلم: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولايستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M