د.الريسوني: اللباس الساتر للمرأة مسألة قرآنية راسخة.. والعري يجسد الكيان الحيواني للإنسان ويحرك الغريزة

01 فبراير 2019 10:51
الفرقة الوطنية تدخل على خط اتهام د. الريسوني بالإشراف على قتل أيت الجيد

هوية بريس – حاوره: نبيل غزال

الحجاب هل هو تشريع رباني أم حرية فردية؟

مما لا شك فيه أن الله تعالى قد أمر بستر العورات باللباس الساتر. واللباس الساتر يحفظ العفة، والصحة، والكرامة. والعري يكشف ويجسد الكيان الحيواني للإنسان، ويحرك ويبرز الغرائز الحيوانية، وهو بذلك يُفقد الإنسانَ جزءا من كرامته ويزيد من حقارته.

وقد شدد الشرع في قيمة الستر وواجب الستر في حق النساء بأكثر مما فعله في حق الرجال؛ وذلك لأن المرأة وُهبت من عناصر الجمال والجاذبية المثيرة للتشهي في أعين الرجال، أكثر بكثير مما وُهبه الرجال في أعين النساء. فلذلك أُمرت النساء بالستر أكثر وفُطرن على التستر أكثر، حفظا لكرامتهن وقيمتهن الإنسانية، بدل التركيز على قيمتهن الجسدية الحيوانية، وأيضا حتى لا تصبح عناصر الجمال والإنعام الموهوبة لهن وسيلة لتأجيج الشهوات وتسخيرها في غير موضعها وفي غير وظيفتها وخارج حدودها البناءة.

ومسألة اللباس والستر هي من الأمور التي جاءت فيها خطابات قرآنية وأحكام شرعية إضافية موجهة للنساء دون الرجال، كما في قوله تعالى في سورة النور: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وكما في قوله عز وجل في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.

فمسألة اللباس الساتر مسألة قرآنية راسخة واضحة ومؤكدة، لا يمكن أن يتجاوزها إلا من لا يعبأ بالقرآن وآياته الصريحة.

هل اختلف الفقهاء في حكم الحجاب؟

الفقهاء لا يختلفون في الأمور القطعية الصريحة في نصوص القرآن والسنة، كالآيات التي ذكرتها آنفا. وقد يختلفون في بعض التفصيلات والصور التطبيقية التابعة لها. ومما لا خلاف فيه بينهم: وجوب ستر المرأة كاملَ جسدها، عدا الوجه والكفين، متى ما برزت لغير محارمها. فما يسمى اليوم بالحجاب داخل في هذا الإجماع بلا أدنى خلاف فيه من أحد العلماء، لا قديما ولا حديثا.

هل حدد الشرع نوع لباس الرجل أيضا؟

الشرع لم يحدد نوع اللباس لا للنساء ولا للرجال، وإنما أمر باللباس الساتر للجسد.

والستر الواجب يختلف بين الرجل والمرأة للسبب الذي ذكرته قبل قليل. فهو في حق المرأة أوسع وأشمل. والستر في حق الرجل أقله وأوجبه ما بين السرة والركبة. ويبقى بعد ذلك مراعاة الأدب العام والعرف الحسن. وكما يقال: فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أحمد الريسوني: رئيس مركز المقاصد للدراسات والأبحاث ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

 

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M