د.عبد الفتاح الزنيفي يوضح حول علاقة السرطان بعقاب الله تعالى

عابد عبد المنعم – هوية بريس

‏أصدر في فاتح مارس 2018 الدكتور عبد الفتاح الزنيفي بيانا توضيحيا عقب تدخله في برنامج “دين ودنيا” الذي بثته إذاعة “شدى إف إم” في 19 من يناير الماضي، والذي خصص لمناظرة جمعت بين كل من الشيخ الفزازي وأستاذة علم الاجتماع سمية نعمان كسوس.

المناظرة جاءت عقب تصريح ذ.عبد الرحمن الشكاج، منشط برنامج ديني بشدى إف إم، أن “السبب في تعرض المرأة لسرطان الرحم وعنقه هو العلاقات الجنسية المتعددة مع أكثر من رجل”.

وقد ركز د. عبد الفتاح الزنيفي أستاذ الفقه والحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببنمسيك، في تدخله بالإذاعة المذكورة، أن ذ.السكاش لا يقصد أن السرطان نتيجة حتمية لتعدد العلاقات الجنسية وإنما أتى كلامه في إطار معين.

وأضاف زميل الدكتورة “سمية كسوس” بكلية الآداب بأنه لا يجب أن ننسى أننا مسلمين ونعيش في مجتمع مسلم، ولا نخجل أن نقول بأن الزنا حرام والخمر حرام والربا حرام، وإن كان كل ذلك موجودا في المغرب، ومن أراد أن يزيل الإسلام فليعلن ذلك.

وحين قاطعته كسوس وقالت بأنها “لا تقبل بأن يقول هذا الخطيب بأن هذا المرض عقوبة من الله”، أجابها د. الزنيتي بأن الله تعالى قال في القرآن الكريم: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، وقال: “هذا قرآن نؤمن به وليس فيه تأويلات، والله تعالى أخبرنا أن السرطان والقُمَّل والزلازل عقاب من الله”، وتساءل د.الزنيتي: “هل تريدون إزالة هذه الأحكام لنيل إعجاب الأوربيين؟” اهـ.

وقد لفت الدكتور الزنيفي في البيان الذي أصدره مطلع هذا الشهر بعنوان “الرد على بهتان أن السرطان عقاب من الله”، إلى أن كلامه أخرج من سياقه، عن سبق إصرار، وتم اقتطاع مقولته بغية خداع الرأي العام، وجعله يعتقد أن أساتذة الفقه الإسلامي يصرحون بآراء خيالية.

وفيما يلي نص البيان كما توصلت به هوية بريس:

“دعيت للتدخل هاتفيا في برنامج مباشر يوم 24 يناير 2018 لشدى إف إم في موضوع تعدد العلاقات الجنسية خارج الطاقة الزواج، بين السيد محمد الفزازي والسيدة سمية نعمان جاسوس، التي حملت كلام السيد عبد الرحمن السكاج المنشط الإعلامي في لشدى إف إم في مواضيع الدين، أنه يفضي إلى أنه مرض السرطان عقاب من الله.

‏فعقبت قائلا أن لا أحد يستطيع، وبأي رجة أن يزعم مثل هذا الهراء والباطل، إذ لا يمكن للأمراض التي هي أعراض طبيعية للكائنات الحية، من نباتات وحيوانات وإنس أن تنبثق من سنن خارقة للعادة مثل عقوبة سماوية.

‏ولعل الخلل أتى من الاشتراك الحاصل في اللفظ العربي، لأن مصدر عاقبة وعقاب واحد، هو عقب، فالعاقبة هي النتيجة، ويحتمل لغة أن يستعمِل العقاب وبدل العاقبة.

‏إلا أنه في سنن الله، إنزال صور من العذاب لإغاثة الشعوب المضطهدة مثل قوم بني إسرائيل، فاستشهد بالآية 133 من سورة الأعراف التي تذكر هذه الملحمة، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ}، إلا أن  كلمة السرطان أخذت مكان كلمة الطوفان، بسبب الطلب الملح لإرجاع الخط فورا، وبإصرار على ضرورة بيان بطلان القول بأن السرطان عقاب من الله.

‏فاستدركت فورا في توضيح عبارتي بأني أقول الطوفان كما هو في الآية وليس السرطان. لكني، من غير المتوقع فوجئت بقطع الخط بيننا. من أجل هذا، أصبحت أنا أيضا ‏متهما بالقول ببهتان إن السرطان عقاب من الله.

‏وأسجل هنا أسفي في شأن تدليس خطاب الناس لأن كلامي أخرج من سياقه عن سبق إصرار إذ تم اقتطاع مقولتي بغية خداع الرأي العام، وجعله يعتقد أن أساتذة الفقه الإسلامي يصرحون بآراء خيالية. فما تدخلت إلى سعيا لإثبات كوني أتكلم ومن داخل حقل معرفي ألا وهو علم الفقه. إذ بدون إحاطة واسعة بهذا المجال ومعرفة متكاملة للمنهجية العلمية التي تمارس فيه، يصبح هذا الفن مبهما على كل متطفل، ‏مثل ما هو الحال بالنسبة إلى العلوم الأخرى مثل الطب والعلوم التجريبية” اهـ..

يشار إلى كلمات الشيخ السكاش أغضبت كثيرا سمية نعمان كسوس فأقدمت على توجيه رسالة مفتوحة إلى كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزير الثقافة والاتصال، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا”، وطالبت فيها بتوقيف برنامج “دين ودنيا”، وأكثر من ذلك تشديد الرقابة على المحطات الإذاعية وعلى الخطاب الديني برمته.