لماذا ضمر الفكر الوحدوي في أمة الاسلام؟

06 أغسطس 2022 10:09
فضل الاجتماع على نوافل الطاعات‬

هوية بريس-د.محمد بولوز

لماذا يا ترى ضمر الفكر الوحدوي في الامة ربما حتى في الطموح والامال والاحلام؟..أقصد أحلام اليقظة..ضمر في حياة الافراد والمؤسسات والجماعات والحركات…فالوحدة من حق الصيني والهندي والروسي والاوروبي والامريكي…اما نحن المسلمين فيبدو انه ليس من حقنا حتى مجرد الحلم بها، كنا نتفهم استصعاب فكرة الخلافة وامكان عودتها للملابسات التاريخية المعروفة، لكن ان ترحل الفكرة تماما ربما حتى من وجدان الاجيال..فهذا غريب في امة..”وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ” والحال ان ادميين من مختلف القوميات والاديان والحضارات حققوا اشكالا من الوحدة مكنتهم من التواجد على الساحة الدولية ومكنتهم من الريادة، وبقينا نحن استثناء مع من يشبهنا، اليس من حقنا ان نحلم بما حققه الناس في ارض واقعهم؟ فتكون لنا مثلا ولايات متحدة اسلامية..
نعم هي بالتاكيد فكرة مرفوضة محليا ودوليا، ورعب “حضاري للاخرين” وكابوس رهيب للكثيرين اذا بدانا مجرد بداية في التفكير فيه، ولكن متى رحب الناس بطموح أخرين في التوحد؟ فاي وحدة غالبا ستمس حتما مصالح قوم اخرين كل امالهم ان يستمروا في سيادتهم على متفرقين.
فالى متى نؤجل مجرد التفكير في هذا المشروع الحيوي الهام؟ واظن ان مجرد اقتناع النخبة في الامة بهذه الفكرة، ومباشرتها التحسيس بها في عالمنا الاسلامي، وبداية تشرب النفوس لها وتحرك العقول والقلوب لها سيكون انجازا عظيما له ما بعده،
السنا نقول ونكرر اننا في زمن العولمة، واننا في قرية كبيرة تجمعنا، اليس قد سهل وتيسر التواصل العالمي والانساني بما يسهل طرح الافكار الكبيرة والطموحات الكبيرة التي يلتف حولها الخيرون في العالم، ومن باب اولى المسلمون الرساليون في الدنيا، يكون تواصل وتعارف معمق وثقة ثم تعاون وبذل وجهد وتضحية، وارادة وتخطيط وعزم وتنفيذ وتدبير وتقويم وتصحيح ثم تخطيط جديد بإحكام اكبر وهكذا…

فوالله اننا الان من جهة التواصل مثلا في نعمة لا تقدر بثمن، فأن تطلق صرخة في منتدى للتواصل من المغرب الاقصى وتجد أذنا تصغي لها في العراق او كردستان أو غيرها، وتطرح فكرة من أخ ليبي فيجد تجاوبا من فلسطين وأرض الشام أو تركيا أو الجزائر أو اليمن أو أرض الكنانة او حتى من أفغانستان…أليس يمكن أن نجسد قول نبينا في المومن للمومن كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ونبدأ بالحوار الفكري والنقاش العلمي الهادئ وكل منا يجعل الاصل في حسن النية وحسن الكلام والنصح أيضا وقد ينتهي ذلك بما يحقق مزيدا من النفع العملي والصالح العام.في أفق حلم يقظتنا، حلم ولايات متحدة إسلامية أو حتى مجرد تعاون مثمر بين أفراد صالحين مصلحين في أنحاء المعمور.
فكم من الامور العظيمة والمشاريع الضخمة بدأت أفكارا وطموحات وأحلام يقظة، وتشبث بها أصحابها وأرقتهم حتى خططوا لها وشرعوا في تنزيل خطواتها لبنة لبنة ومرحلة مرحلة حتى أضحت واقعا يراه الناس، ولربما انشغال الناس بفكرة كبيرة وخوضهم معركة ضخمة مثل أمر الولايات المتحدة الاسلامية سيجعل المعارك الصغيرة تتوارى، وحتى الويلات في الولايات المحلية ستقل وتضعف وربما تزول، لابد من حلم يضخ دماء جديدة في جسم الامة المخدر، ويحرك الماء الراكد، ويجدد الحماس، ويجمع المشاعر ثم الطاقات والجهود، يبدأ كل واحد حيث هو في معركة الصلاح والاصلاح، معركة محلية من أجل ترسيخ عرى الاسلام وقيمه ومبادئه، معركة لتثبيت الهوية الحضارية والاصالة التاريخية للبلد، ومعركة من اجل الشورى والديموقراطية الحق،حتى تفرز في كل قطر اجود الرجال والنساء والقرارات، ومعركة العدل والعدالة الاجتماعية، ومعركة التنمية والنهوض، وكل هذا في اطار طموح وحدوي، وحيث قلب المناضل الوحدوي وعقله ووجدانه لا يفارق المشروع، مشروع الولايات المتحدة الاسلامية، ليكون لنا وجود في المستقبل وتكون لنا عزة وكرامة وسؤدد، فلا مستقبل للدولة القطرية مهما بلغت، ولو وصلت الى ما بلغ العراق في قصف تل ابيب بالعباس وغيره من الصواريخ وكان ماله ما راينا ونرى. فالباطل المنظم الموحد والمتحد،لن يواجه الا بحق منظم موحد متحد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M