د.سامي عامري: لماذا يؤمن فاضل الربيعي الملحد أنّ المسلم “كيس جوافه”؟

25 أكتوبر 2022 16:27

هوية بريس – متابعة

جوابا على سؤال: “لماذا يؤمن فاضل الربيعي الملحد أنّ المسلم “كيس جوافه”؟”، كتب الدكتور سامي عامري في صفحته على فيسبوك:

“يملك فاضل الربيعي جرأة بالغة على الاستخفاف بعقول السامعين حتّى إنه يحدثهم عن دعاوى يرفضها أهل التخصص بلا تردّد، كحديثه عن اللغة “العبرية السبئية” القديمة (ولا أصل لهذا المصطلح!)، وأنّ الأناجيل الأربعة قد تُرجمت من العبرية إلى اليونانية في القرن الرابع، وانّ الرسالة إلى العبرانيين قد سُميت بهذا الاسم لأنّها كتبت بالعبرية (!).. على أنّ الأغرب (والأكثر إثارة للضحك) ممّا سبق، زعمه أنّ الأركيولوجي “فرنكشتاين” قد كتب مؤخرًا مقالة *شهيرة* في مجلة علمية أمريكية، قال فيها إنّه قد يئس من العثور على أيّ أثر تاريخي يهودي في فلسطين، وأنّ هناك نظرية جديدة (أي نظرية الربيعي!!) تشير إلى أن اليهود قد عاشوا في اليمن، وأنّه من الواجب على العلماء الالتفات إلى هذه النظرية!
قلتُ:

1- هو فنكلشتاين Finkelstein لا فرنكشتاين!

2- لم يقل فنكلشتاين ولا غيره من الأركيولوجيين إنه لا توجد آثار “لليهود” في فلسطين، لأنّ هذه الآثار موجودة ومعروفة، وقد ذكرتُ عشرات منها في كتاب “الوجود التاريخي للأنبياء” مع صورها.. بل إنّ فنكلشتاين يذهب إلى أبعد من ذلك بزعمه وجود الهيكل في فلسطين!!

3- فنكلشتاين يؤمن أنّ داود وسليمان قد حكما أورشليم (القدس) كما في كتابه “David and Solomon”..، فهو يؤمن “بفلسطينية” ما قبل مملكة يهوذا.

4- لا يمكن لأركيولوجي عاقل أن يربط اليمن بقصص أنبياء بني إسرائيل واليهود؛ لأنّ هذه النظرية شاطحة وهزلية، ومعدومة الإسناد.. والالتجاء إلى تشابه أسماء المواضع التاريخية منهج عابث، وقد تورّط كمال الصليبي من قبل في هذا المسلك، فانتهى إلى أنّ قصص التوراة أصلها منطقة عسير، لا اليمن.. وبإمكان عابث آخر أن يثبت بهذا المنهج أن بني إسرائيل قد عاشوا في أزقة مراكش أو قرى محافظة ديالى.. ثم يُقال لك هذا مفكّر تُعقد الندوات لعرض الهراء الذي يكتبه!!

نعود إلى السؤال الرئيسي: لماذا يؤمن فاضل الربيعي أنّ المسلم “كيس جوافه”؛ حتّى إنّه يكذب أمامه بلا حياء، ويحيل إلى مقالة لا أصل لها، وينسب إلى أركيولوجي شهير نظرية تناقض ما يقوله؟!

الجواب هو أنّ الملحد أو اللاديني العربي عنده يقين أنّه لن يراجع أحد ما يقوله، ظنّا منه أن يخوض في مسائل دقيقة خفية، وقد غفل أنّ حبل الكذب قصير، وأنّ العلم قد أصبح دانيًا لطالبيه!”.

يذكر أنه تم الإعلان عن تنظيم ندوة من طرف مختبر الفلسفة وقضايا العصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عن أعمال الصحفي اليساري العراقي فاضل الربيعي تحت عنوان: “الأنثروبولوجيا ونقد السرديات التاريخية”، ما أثار جدلا كبيرا، باعتبار نوعية هاته الندوات البعيدة عن قضايا المجتمع وأولوياته، وكذلك نظرا لكون المحتفى بأعماله شخص هامشي لا يستحق هذا الاهتمام.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M