رسالة إلى وزير الأوقاف: رأفة بالقيمين الدينيين.. ولو بمجرد التفاتة، تغنيهم عن الاستجداء

25 مايو 2018 19:19
منحة للقيمين الدينيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك

هوية بريس – عبد الله المصمودي

تحت موضوع “رأفة بالقيمين الدينيين.. ولو بمجرد التفاتة، تغنيهم عن الاستجداء”، توصلت “هوية بريس”، برسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، من المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، جا فيها:

“رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية

سلام تام بوجود مولانا الإمام،

وبعد، فقبل الخوض في هذا الموضوع الحساس، والمرتبطة بشريحة مهمة، من المجتمع، ونحن نعيش نفحات ربانية، بحلول شهر رمضان الأبرك، واحتراما لثوابثنا الدينية والوطنية، اسمحوا لي معالي الوزير المحترم، أن أرفع إلى أمير المؤمنين، البرقية التالية، بهذه المناسبة الدينية العظيمة:

بمناسبة إشراقة شهر رمضان الكريم لعام 1439هجرية، يتشرف عبد ربه د. محمد أنين رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، اصالة عن نفسه ونيابة عن كل مكونات المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، ليعرب عن أصدق التهاني والأمنيات، لمولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الوطن والدين، صاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله وأيده، و أن يهل الله هذا الشهر المبارك على جلالته نصره الله وأيده٬ باليمن والبركات٬ وأن يعيد أمثال هذا الشهر الفضيل على جلالته بموفور الصحة والعافية، والسعادة وطول العمر.

وأن يبارك جهوده ليحقق للشعب المغربي كل ما يصبو إليه، من تقدم وإزدهار، وعلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحس ن، و بصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة مولاتنا للاخديجة، وأن يشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة بالخير والبشر، وعلى الشعب المغربي ٬ والأمة الإسلامية قاطبة بالرقي والازدهار والأمن والهناء٬ إنه سميع مجيب.

كما تتوجه كل مكونات المنتدى الوطني لحقوق  الإنسان، بالتهنئة الخالصة إلى الشعب المغربي، وإلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، راجيا أن ينعم الله عليهم بالخير واليمن والبركات، وبمزيد من التآلف والتضامن، ونبذ الفرقة والشقاق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أما بعد، فعلاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه، يشرفنا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان -سيادة الوزير المحترم- أن نوجه إلى معاليكم، هذه الرسالة المفتوحة، علنا نساهم، من منظورنا، كقوة اقتراحية -مشثبتة.. بل وغيورة على ثوابت الأمة، بما في ذلك: إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، وتصوف الجنيد- بشكل عملي وفعال، في الانخراط في ورش  إصلاح الحقل الديني، والذي نفتخر بالإعتدالية والتسامح، اللتان تميزانه، واللتان نخاف عليهما من أي فكر تطرفي قد يتسرب إليهما، مهددا استقرارنا وأمن بلدنا العزيز؛

معالي الوزير المحترم؛

في حديث صحافي لكم ليس ببعيد، مع أحد المواقع الإلكترونية، صرحتم في معرض جوابكم عن سؤال يتعلق  بالأئمة، بما يلي: “.. ينبغي  قبل  كل شيء، أن نؤكد أن القيم الديني، والإمام بالدرجة الأولى، ليس كأي مستخدم من المستخدمين، فهو ليس فنيا فقط.. هو فني وملتزم، بمعنى.. خبير، لكنه ملتزم.. ملتزم فكريا وخلقيا.. وبذلك يختلف عن بقية المستخدمين، الذين لا تُطلَبُ منهم إلا المهارة.. فمع من يلتزم هذا الإمام ؟ يلتزم مع الأمة، فهو إمام مسجد، وليس المسجدُ مسجدَ الإمام.. الإمام، إمامُ مسجدٍ.. ومن يذكر المسجد، يذكر الجماعة.. ومن يذكر الجماعة، يذكر الأمة.. ومن يذكر الأمة، يذكر إمامها الأعظم، الذي هو أمير المؤمنين.. الذي يُعتبَر الإمامُ نائبا عنه في المسجد.. فالمسجد ليس ساحة، يقول فيها شخص معين، بصفته إماما أو خطيبا، ما يريد، أو يفعل ما يريد.. لذلك هذا الإختصاص، وهذا التميز له تبعات، وله نتائج، وله انعكاسات كبرى عما يتعلق بالتعامل مع الإمام.. وأجدادنا على طول التاريخ، سَمَّوا الإمام، من ناحية العلاقة بالجماعة  “بالمشارط “.. يشارطون معه.. بمعنى يتعاقدون معه.. وهذا ما أُخِذَ في الوقت الحاضر.. وأُفْرِغَ في قانون التعاقد مع الأئمة.. والتعاقد بمعنى الالتزام.. ليس فقط بالإمامة أو الخطابة، أو الآذان، بل التزام فكري بثوابت الأمة.. وثوابت هذه الأمة معروفة، وهي ثوابت في  الأخلاق، التي هي أخلاق الدين.. وثوابت في شرط التبليغ، وثوابت في النموذجية.. أن يكون الإمام نموذجا لجماعته.. أن يكون قدوة.. هو الذي يُلجَأُ إليه، ليفض النزاعات بينهم، وليوجههم، ويعطيهم الإستشارة والنصيحة.. النصيحة الدينية، لذلك الإمام ليس.. شخصا.. يحفظ الكتاب حفظا ميكانيكيا، آليا، أو يعرف الضروري من علوم الدين.. بل هو إنسان له على عاتقه مسؤوليات كبرى..”.

معالي الوزير المحترم؛

بالله عليكم، هل هذه المهام الجسام..؟ والرسالة الروحية النبيلة..؟ والمسؤوليات المتشعبة والشائكة، الموكولة إلى ”مؤسسة الإمامة”..؟ لِنَدَعْ كل هذا، ونكتفي بجانب واحد تناوله تصريحكم أعلاه: هل تمثيل الإمام لإمارة المؤمنين على مستوى المسجد، ومستوى الحي، ومستوى ”اينما حل وارتحل”، على اعتباره ”منبرا متحركا” للوعظ والإرشاد.. هل تمثيل مؤسسة ”أمير المؤمنين”، لما لها من وزن روحي عظيم، وتواجد عميق في كيان المجتمع، بمختلف مشاربه، وأطيافه.. هل من المنطقي أن تمثيلا بهذا الحجم وبهته المسؤوليات، لا يقابل سوى  ”بدراهم معدودات” ؟؟

والكل يعلم  أن   غلاء المعيشة، يجعل حتى مبلغ 5000 درهم شهريا، لا يمكنه أن يسد حاجيات أسرة، تتكون من 3 أفراد، بما في ذلك، المأكل والمشرب والتمدرس، والمسكن، والتطبيب.. إلخ، فما بالنا بمبلغ 1100درهم البئيس، والذي لا يرقى حتى إلى مستوى ”الحد الأدنى من الأجور”؟؟؟

ارحموا صدورا  تحمل كلام الله.. ارحموا أهل القران، أهل الله وخاصته.. ارحموا من يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً له.. ارحموا من يُقال لكل واحد منهم، يوم القيامة، اقرأ وارتق ورتل، كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.. ارحموا من قال فيهم رسول الله  من حديث أبي هريرة: ”ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”.. ارحموا السد الأخير، بيننا وبين سريان مفعول ”حديث الرويبضة” فينا..!

فَالقيميون، جلهم يشتكون الحاجة.. جلهم يعيشون تحث خط الفقر.. وفريق كبير منهم اغتصبت مساكنهم الإدارية، لتسلم لموظفين يعملون بالمصالح اللا ممركزة للوزارة..

أئمة يعانون، من ضيق الحياة.. من تسلط بعض مراقبي الأوقاف.. من مكر بعض المؤذنين.. من ميكيافيلية أغلب جمعيات المساجد.. أئمة مرابطون  ــــ إلى درجة الإقامة الجبرية ــــ بالمساجد، وكأنهم مخلوقات لا حق لهم.. ولا مصالح، ولا متطلبات ملحة لأهلهم تنتظر الإنجاز والقضاء.. فعلا كأنهم مخلوقات جُرِّدَتْ من كل حق، لكي تُرْبَطَ إلى صومعة، حَكَمَ عليهم قَدرُهم ألا يفارقونها، إلا مع كل إقامة صلاة، ولربما لا يسعهم الوقت حتى للوضوء، فيكتفون بالتيمم!..

”الحسن أساوي”، نموذج مصغر ”لأسر المساجد”، لمن طالهم الحيف، والظلم، والتهميش، وسياسة الترهيب وتكميم الأفواه.. هذا الرجل الورع الطيب الفقير المريض مرضا مزمنا، والذي قضى في المحراب أزيد من 44 سنة، يجد نفسه، وبمجرد إصابته بمرض مزمن، تحت رحمة ما يصطلح عليه ”بالطرد التعسفي”.. ورغم تردده على  الإدارة اللاممركزة للوزارة التي يتبع إليها، لعدة مرات مستفسرا عن وضعه الإداري، وذلك منذ أربع سنوات خلت.. إلا أنه اقتنع أنه لا حياة لمن تنادي.. لتصاب زوجته بانهيار عصبي -وهي التي تتجرع معه مرارة الظلم والحكرة- يؤدي بها إلى شلل نصفي، ألزمها الفراش.. لتنضاف إلى مأساة هذا الإمام الفقير مأساة مرضين مزمنين، لا حول ولا قوة له بهما.. وهناك مئات من ”الحسن أساوي”!!!

معالي الوزير المحترم؛

إن من تقوده الأقدار، إلى المندوبيات التابعة لوزارتكم، أو إلى المجالس العلمية، ليصادف  الذل الذي عليه  ”حملة كتاب الله”، وهم بداخل هذه البنايات الإدارية، يتمنى لو تنفطر به الأرض، على أن يرى بأم عنيه، ”مصاحف متنقلة” تهان في واضحة النهار!

إننا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، لن نقبل من الآن فصاعدا، بأن تُحَط من كرامة ”القيممين/ أسر المساجد”.. كما لن نرضى  بأي سلوك في حقهم من شأنه أن يدفعهم، إلى الإستجداء..

معالي الوزير المحترم؛

1100درهم لا تكفيكم -شرف الله قدركم- حتى في شراء أوراق  ”كلينكس” شهريا، فكيف بالله عليكم، أنكم ترضون، بهكذا مبلغ هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع، كأجر هزيل لأسرة المساجد؟؛

وإذا كنا ندافع، عن صدور حاملة لكتاب الله، فإننا في ذات الوقت ندافع عن حق الإنسان في العيش الكريم، ندافع عن حق هؤلاء ‘المستضعفين في الأرض.. وفي المساجد”، في الصحة، في السكن، في حق أبنائهم في التعليم، وفي أشياء أخرى.. رافضين بالمقابل رافضا باثا، استغلال بعض الأحزاب، للحقل الديني، وبالتالي لبعض القيميين الدينين؛

مطالبين في ذات الوقت، في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، بالأمن الوظيفي لأسرة المساجد، والرعاية الاجتماعية، وإحالة العاجز منهم عن أداء مهامهم، إلى  تقاعد كريم.. لا إلى الشارع! غير قابلين بشكل قطعي، سياسة المراهنة على الصدقات، وبعض الأعراف المتجاوزة، كحل رئيس ووحيد..

وعليه، فإننا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان ندعوكم، معالي الوزير المحترم، إلى الإسراع بإخراج إطار وظيفي خاص، يليق بالقيمة العلمية والإعتبارية والروحية لحملة كتاب الله؛

ندعوكم إلى ضرورة إعادة النظر، وفق معايير منطقية و أخلاقية وعلمية وشفافة، في كيفية تعيين أطر المصالح اللا ممركزة التابعة لكم، ونفس الشيء بالنسبة للمجالس العلمية، والتي لا تخلو من نقائص..

وبالموازاة مع ذلك، لا بد من الكف الفوري لبعض المسؤولين، ومن يدور في فلكهم، عن إذكاء الفتن بين الأئمة والمؤذنين؛

وغير خاف على معاليكم، أن  سياسة من هذا القبيل، تهدد  -فيما تهدد- الأمن الروحي والاستقرار الاجتماعي، خاصة إذا انضافت إليها ظاهرة تفشي الرشوة في  هذا القطاع الديني/الروحي، كما أصبح يشاع، هنا وهناك،.. وأنه للتعين إماما في المسجد الفلاني، لا بد من دفع مبلغ معين مقابل ذلك؛

فإلى أين نحن سائرون..؟

إننا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، نحرص كل الحرص، على أن نظل أمة متماسكة، ومتضامنة في ظل ”إمارة المؤمنين”، رافضين كل سلوك مشين من شأنه أن يمس بمعتقدنا، وديننا..

معالي الوزير المحترم؛

نعتقد في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، مقتصرين في هذه الرسالة، على ما هو مادي، وصحي، ويومي، دون الخوض فيما هو برامج، ومضامين خطب الجمعة، وفي فحوى دروس الوعظ والإرشاد التي تبدو في غالب الأحيان، أنها في واد، وتطلعات وهموم الشعب في واد آخر..

معالي الوزير المحترم؛

نطالبكم، في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، إلى دراسة مسألة الرفع من أجور ”أسرة المساجد”، بشكل جدي، كخطوة أولى نحو إصلاح حقيقي للمشهد الديني، قصد الرقي بالعاملين به، إلى مستوى تطلعات أمير المؤمنين نصره الله، تقوية لأمننا الروحي؛

وأنتم أعلم، معالي الوزير المحترم، أن كل أمة تفقد أمنها الروحي، يدب فيها اليأس والقنوط، والعدمية والإحباط، وتعُمُّها الفوضى والاضطرابات..

فحذاري من تجويع القيمين الدنيين، فإنه قنبلة شديدة الترويع، إبقاؤها مدفونة في العمق الاجتماعي، دون السعي إلى نزع فتيلها، وتبطيل مفعولها، عن طريق اتخاذ تدابير فورية وعاجلة، أنتم، معالي الوزير المحترم، أدرى بأهميتها ونجاعتها.. قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، إن عاجلا أم آجلا..؛

ويبقى أهل مكة، أدرى بشعابها!

وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التبريك، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، إلى جانب، أصدق عبارات الاحترام والتقدير.

الجديدة في:  فاتح رمضان 1439

عن المكتب التنفيذي

رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان؛ د. محمد أنين”.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. اي خنوع واي مسكنة هذه
    *ارحموا صدورا  تحمل كلام الله.. ارحموا أهل القران، أهل الله وخاصته.. ارحموا من يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً له.. ارحموا من يُقال لكل واحد منهم،*
    الصدور التي تحمل كتاب الله لا يليق بها الا ان تكون عزيزة لا تذل الا لله رب العالمين فان الامام الذي يصلي بالناس لله لا ياكل بالقرآن يصلي لانه يؤم القوم اقرؤهم بعزة ورفعة لان حملة كتاب الله لهم الرفعة لمن قام بحق القرآن ولا يرضى المسلم ان يستذله وزير قبوري ومتى ظهر له ذلك ابى وترك دراهم الذلة واستغنى بالله الغني استعلوا بكتاب الله ولا تبيعوا الدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بدراهم معدودة ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله والله غالب على امره

  2. الأئمة لا يستجدون أحدا ,فممتلكات وزارة الأوقاف بمليارات الدولارات أوقفها السلف الكرام لإقامة دين الله وإعانة الأئمة وطلبة العلم على التفرغ لرفع بيوت الله وعمارتها بذكر الله والاشتغال بنشر العلم والقرآن ,لأنه يستحيل الجمع بين الإمامة والتجارة على أغلب الأئمة والمجربون يعلمون ذلك ’والآن تسلط على أموال الوقف بطون الحرام من موظفي هذه الوزارة ومعارفهم وينهبونها كل حسب مرتبته وطرق مكره والله من ورائهم محيط فضيعوا المساجد والأئمة ويسعون لخراب الدين باسم الدين *ولتعرفنهم في لحن القول* وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون*والله إن من يصد عن سبيل الله ويسعى في خراب بيوت الله فهو عدو الله لا دين له وسيعلم ذلك عند القدوم على ربه مفلسا ظالما *ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها *

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M