زَفرَاتُ الكَظِيمْ.. وأََسْوِلَةُ القَلْبِ عَنِ الصَّاحِبِ وَالنَّدِيمْ…!

24 يوليو 2019 02:08
الشيخ عمر القزابري يكتب: لاَ تَنْسَوْا يَوْمَ القِيَامَة...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
نِعمَ العوْنُ على الطريق…صُحبة الصديق الصدوق الرفيق..فليس الأخ الذي يستمسك بِعُروةِ الإِخاء..في زمنِ الانبساط والرَّخاء..يستغني بدينارِك…ويستدفئ بنارِك..وينتقي صاحب الجاه من زُوارِك….ويتغنّى بأفضالِك..ليَبْركَ علَى رُغفانِك…وفي كل لحظة يُنشِد نشيد الحب بين يديك..ويُقسِم أنه ماجاء إلا لك وإليك..فإذا ما زلَّت بك قدمُك…أو اشتد ضيقكَ أو زاد ألمُك..قابل إحسانك بالنُّكران..ووصلَكَ بالهِجران..لقد كان يهواك لمَّا كانت تدُور رَحاك..وكان يرضاك لمَّا كانت تهُبُّ صَباك..فلما تغير حالك ورُواؤُك..وتغيَّم جَوُّك وهواؤُك….ارتدَّ عن مُصافاتِك..وحنَثَ في يمين مُوالاتِك…إنَّما الصديق الصادق من لا يصاحبُك عَبثا..والطهور الطاهر مالا يحتملُ خَبَثَا..يصحبك لَكَ لا لكونك فقيرا أو غنيا….وإن طرقَك همٌّ فَكَّرَ في أمرك مَليَّا..يَبيتُ يُودِعُ مسامع الليل حَنينَه..ويُكثِر حُزنَه عليك وأنينَه..ويقوم داعيا لك ومتضرعا وباكيا…يلازمكراكبا أو راجِلا…ولا يتركك نازلا أو راحِلا…فهذا الذي قرأناه عن الكبار في سُطور الأوراق…وشممنا عبيره في عالم الأذواق..فهل تبدلت القِيم والأقوام…؟وهل دخلنا عالم الأوهام…؟وهل صارت الصداقة حكايةً يُنوَّمُ بها الصبيان..؟كحكايات السوالف من الكرام والشجعان…؛ومنهم من يتغير إذا انقطع عنه عطاؤك..كأنما هو المقصود بآية المنافقين( فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) ومنهم من إذا قلت له هات..هجرَكَ ولسانُ حاله هيهات هيهات..إنَّ الصداقة ميثاق لمن كان من أهل الوفا..ومشربٌ عذبٌ نمير لمن كان من أهل الصفا…أما إنه ستفنى الصداقات والعداوات..ولا يبقى في الديوان إلا جميل المواقف..وعاطر الذكريات..والأيام دُوَلٌ وسِجال…والناس أشباهٌ ورِجال…ومن أجمل ماوقفتُ عليه في هذا الباب الكشَّاف..تعليق جار الله الزمخشري في تفسيره الكشَّاف..عند قوله تعالى( فمالنا من شافعين ولا صديق حميم ) قال رحمه الله: إنما جمع الشافع لكثرة الشفعاء..ووحَّد الصديق لقِلَّته…
فسؤالي لرواد هذه الصفحة الأكارم الأماجد…
هل ترون أنه لا يزال للصداقة الحقيقية موضع قدم في حياتنا المتسارعة العجلى؟ أم أن أغصانها جفَّت وأصبحت ذبلى؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. بِسْم الله الرحمن الرحيم الأخوة و الصداقة في صدق المعاملة مع الله فهو الصاحب فمن أحبه صادقا صدق في صداقته و مؤاخاته للمحبين العارفين و للعالم الرباني ابن القيم في الرسالة التبوكية فصل سماه الرفيق و الطريق فيه ما تقر به الأعين و السلام.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M