شهادات.. مسلمون نجوا من محرقة الهندوس يروون التفاصيل

06 مارس 2020 17:53
شهادات.. مسلمون نجوا من محرقة الهندوس يروون التفاصيل

هوية بريس – وكالات

في شهادات خاصة بالجزيرة نت، روى بعض ضحايا أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها نيودلهي في الهند وتحديدا في حي شيف فيهار بمنطقة أنديرا فيهار على يد متطرفين هندوس ضد المسلمين، ما عاشوه من اضطهاد أدى بهم إلى الهجرة القسرية.

وأدت الأحداث إلى مقتل أكثر من 30 شخصا بينهم ضحايا من عائلات واحدة، مما حدا بالمسلمين إلى البحث عن أماكن أكثر أمنا، فانتقلوا إلى مصطفى آباد على بعد 5 كلم تقريبا من العاصمة، لكنها لم تسلم بدورها من الاعتداءات.

يقول سعود علام -أحد سكان شيف فيهار شمال شرقي نيودلهي- إنه فر وعائلته تاركين سكنهم ومتعلقاتهم، ولم يحملوا معهم سوى بعض الملابس.

وأضاف للجزيرة نت أن عائلات بأسرها لجأت إلى قاعات كبيرة يملكها رجال أعمال مسلمون فتحوها لإيواء الفارين من جحيم المتطرفين الهندوس.

من جهتها، تروي السيدة ممتاز للجزيرة نت كيف فقدت كل وثائقها بسبب حرق منزلها، وتقول بلوعة “لقد فقدت كل شيء.. كيف سأثبت جنسيتي الهندية وجنسية أطفالي بعد إحراق جميع مستنداتي؟ وأيضا بعد تعديل قانون الجنسية المجحف بحقنا نحن المسلمين؟”.

قانون الجنسية
وتأتي الاعتداءات التي تعرض لها المسلمون بعد إصدار البرلمان تعديل قانون حقوق الجنسية والمواطنة للشعب الهندي، والذي يعطي الحق لأي ديانة بالتمتع بالجنسية الهندية، لكنه يستثنى المسلمين بشكل خاص.

ويستهدف القانون المسلمين النازحين إلى الهند الذين استوطنوا فيها منذ أكثر من قرن من الزمان ويحملون الجنسية الهندية، وتهجيرهم إلى مواطنهم الأصلية. وتمثل هذه الجالية أكثر من 20 مليون نسمة من النازحين المسلمين إلى الهند.

يقول رشيد -وهو أحد من فروا من حي شيف فيهار الذي عاش لفترة طويلة في الجانب الهندوسي منه- إنه فقد متجره بالكامل بين حرق ونهب، مضيفا “لقد كان المتجر مستهدفا بشكل ممنهج.. هربت مع جميع العائلات المسلمة من شيف فيهار، وها نحن نعيش في المناطق المجاورة”.

ويتابع أن الحرق مخطط ومتقن من قبل الهندوس المتطرفين الداعمين للحزب الحاكم في الهند، فقد وضع الهندوس من سكان منطقة شيف فيهار وقبل بداية أعمال الشغب، أعلامهم البرتقالية المميزة أو كلمات وعبارات هندوسية على بيوتهم ومحلاتهم، كي لا يتم استهدافها بالخطأ خلال الحملة.

مدينة أشباح
وتحول حي المسلمين في شيف فيهار إلى مدينة أشباح بعد الحصار المفروض عليه من شرطة العاصمة، حسب تصريحات عدد من الصحفيين الأجانب الذين زاروا الحي.

ويأتي هذا الحصار لإخفاء الأضرار الجسيمة التي تعرض لها حي المسلمين في المنطقة. وأكد سكان محليون تراكم الجثث المحترقة داخل المباني وقت الاعتداءات وبسبب فرض حصار بعد المحرقة.

وبثت وسائل الإعلام صورا لتعرض مسجد الحي للحرق الكامل بواسطة أسطوانات غاز، بينما لم يتعرض المعبد الهندوسي لأي أذى.

وتقطن الطبقة العاملة حي شيف فيهار، وهو عبارة عن متاهة من الطرق الضيقة الواقعة بجوار مصرف لمياه المجاري بطول 4 كلم من الجهتين الجنوبية والشرقية على طول نفس المصرف.

طريق فاصل
ويفصل بين المنطقتين ذات الأغلبية الهندوسية والمسلمة طريق، وطالما تعايشت الطائفتان بسلام لعقود. لكن كل ذلك تغير الآن بعد سيطرة الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وأشارت تقارير إلى تعرض النساء النازحات لتحرش جنسي لفظي والإشارة إليهن بإيحاءات جنسية مشينة لدى فرارهن من الحي، حسب رواية بعضهن للجزيرة نت.

وتواجه شرطة نيودلهي كثيرا من الاتهامات بالتغاضي عن المتطرفين الهندوس لما حدث للمسلمين من اعتداءات وانتهاكات لأرواحهم وممتلكاتهم.

كما تُتهم بالتواطؤ لتسهيل دخول المتطرفين الهندوس إلى أحياء المسلمين ومنعهم من الوصول إلى تلك المناطق والبحث عن ذويهم.

وحسب شهادات بعض المسلمين من السكان المحليين، فإن الشرطة لم تستجب لمكالمات الطوارئ التي أجراها سكان حي شيف فيهار، ولمدة تسع ساعات كاملة منذ اندلاع أعمال العنف.

المصدر: موقع الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M