طبيب الأطفال المهدي الشفعي الذي رفض الفساد.. يضطر بعد نضال طويل إلى تقديم استقالته

24 يوليو 2018 17:09
تعقيبا على قضية الطبيب الشافعي

هوية بريس – إبراهيم بَيدون

أخيرا اضطر الدكتور المهدي الشفعي طبيب أخصائي جراحة الأطفال، بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بمدينة تيزنيت، بعد قرابة عام من النضال لمواجهة ما يصفه بالفساد والمتاجرة بأجساد المرضى والإساءة لنبل المهنة، وعرقلة تنمية القطاع الصحي، إلى تقديم استقالته من الوظيفة العمومية.

الدكتور المهدي كتب في رسالة طلبه الاستقالة من الوظيفة العمومية التي وجهها لوزير الصحة أنس الدكالي “يؤسفني أن ألتمس من معاليكم منحي رخصة الاستقالة من منصبي داخل وزارتكم الموقرة”.

وأضاف طبيب الأطفال المحبوب من طرف ساكنة تزنيت وكلميم “أحيطكم علما السيد الوزير أنني طبيب جراح الأطفال، مغربي، 34 سنة، حاصل على الدكتوراه في الطب سنة 2009 من كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، عملت كطبيب خارجي بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي بمدينة الدار البيضاء ما بين 2010 و2016”.

وتابع الشفعي في رسالة استقالته “حصلت على دبلوم جراحة الأطفال سنة 2015 من كلية الطيب والصيدلة بالدار البيضاء، عملت بالمستشفى الجهوي لكلميم موسم 2016/2017، والآن أزاول مهامي بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول لمدينة تيزنيت”.

وأضاف مبينا سبب استقالته “أقدم استقالتي هذه نظرا للمشاكل الإدارية والتعسفات غير القانونية التي واجهتها منذ استلامي لمهامي الجراحية مما انعكس سلبا على أوضاعي العائلية والصحية بالممارسة”.

طبيب الأطفال المهدي الشفعي الذي رفض الفساد.. يضطر بعد نضال طويل إلى تقديم استقالتهالشفعي الذي سبق وصرح أنه في إطار العمل بالمنظومة الصحية يواجه وزملاءه مجموعة من المشاكل، تعرقل عملهم، مثل الشطط في استعمال السلطة من طرف الإدارة، فبركة الملفات، التواطؤ على الموظفين.. مبينا أنه تعرض لذلك من طرف أناس يعرقلون تنمية الإدارة وتطوير القطاع الصحي في المغرب، وهو الذي أجرى خلال مزاولته لعمله لمدة عام بمدينة كلميم 487 عملية، وفي مدة 8 أشهر بتيزنيت أجرى 600 عملية جراحيةـ وبدل أن يتم مساعدته والإشادة به، يتفاجأ بمن يدفع من الإدارة للإساءة لسمعته، وفبركة شكايات ضده.

وكانت جمعية جبهة الدفاع عن الخدمات الاجتماعية بتيزنيت، قد ساندت الدكتور، في نضاله معتبرة أنه رمز للتفاني والنزاهة في العمل، كما أن ساكنة المنطقة والإقليم وقفوا معه وساندوه، ضدا فيمن يسترزق من قطاع الصحة، مع أنه قطاع عام تصرف عليه الدولة أمولا لصالح المواطنين.

يذكر الدكتور الشفعي بسبب مواقفه ودخوله في مواجهة مع إدارته، يتابع بتهمة السب والقذف في حق مدير المركز الاستشفائي الحسن الأول بتيزنيت، وقد قررت المحكمة الابتدائية أمس تأجيل النطق في قضيته إلى غاية فاتح غشت، وتعليقا على ذلك يقول الشفعي “تهمتي أنني أعلاج أبناءكم”.

عدد من المغاربة سواء المتابعين لقضية الدكتور أو المتضامنين معه أو من اطلع على قضيته، استنكروا بشدة ما يتعرض له الدكتور المهدي الشفعي، كما يستغربون كيف يقع لكفاءات متميزة هذا التهميش والإقصاء والدفع بهم إلى الاستقالة، كما وقع سابقا مع القاضي محمد قنديل، وغيرهما ممن يرفضون التعايش مع الفساد أو قبول الاسترزاق بأرواح وأرزاق الناس.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. للأسف هذا ما يمكن الوضول إليه في مجال الصحة كغيره من المجالات حيث لا حسيب و لا رقيب منذ عقود في بلد متخلف كالمغرب.

    الانتهازية و المحسوبية و الوصولية و.. و .. و ,, في المغرب تعلو و لا يعلى عليها و تهدر الكفاءات بالجملة.

    إلى متى سنظل هكذا بهذا التخلف المقيت ؟؟؟؟؟؟؟

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M