فاحشة الزنا كلها شرٌ صدق الله وكذبت نزهة الصقلي..

08 مارس 2021 18:43

هوية بريس – نور الدين درواش

في حوارها مع موقع هسبريس تفاجئ الوزيرة السابقة اليسارية الاشتراكية، الصيدلية نزهة الصقلي المغاربة بقاعدة للإفساد كارثية فتقول: إن العلاقات الجنسية الرضائية لا تضر بالمجتمع!!!

لتجسد لنا المفارقة بين الإرادة الربانية الإصلاحية الخيرة النيرة، وبين الإرادة العلمانية الفاسدة المفسدة المغرقة في أوحال المادية وعفنها ونتنها.

وهذه المفارقة اختصرها القرآن بقوله: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)[النساء:27].

فصدق الله وكذبت الصقلي.

سبحان الله!!!

ألا يتوقف هؤلاء عن التفكير بمنطق النعامة التي إذا أخفت رأسها تظن أنها قد احتجبت عن الغير.

فهل ينتهي الموضوع بهذه الجرأة على الكذب والاندفاع في طرح الأفكار المختزلة المخالفة للشرع والمناقضة للواقع؟؟

فنذكرها ونذكر كل معجب بطرحها بقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة النور:19].

أيها القراء الكرام: حدثوا هذه المرأة رحمكم الله عن حجم المغالطات وعظيم المجازفات في مثل هذا الحكم الأعوج والكذب الأقرع الذي صدر عنها.

حدثوها رحمكم الله عما هي أعلم به منا -إن كانت لها بصيرة- من الآثار المدمرة للزنا على مجتمعنا؛ فإنها شغلت سابقا منصب وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية والمفروض في مثلها أن يكون أكثر نفرة من الزنا وأكثر استحضارا لآثارها السيئة المجتمع عامة وعلى المرأة والأسرة على وجه الخصوص.

أم أنها قد نسيت؟؟
أم أنها تخفي الحقيقة لتتناغم مع الأطروحة اليسارية المادة المبالغة في إغراق المجتمعات في الفساد والانحلال والفواحش وإن لم يتأت ذلك إلا بتحريف الحقائق وتزوير الأرقام وغض الطرف عن الواقع الذي ليس له من دافع.

حدثوها رحمكم الله وأخبروها أن الزنا منذر بفساد المجتمعات فهو مفسد للفطرة السليمة ومذهب للحياء والحشمة ومفش للخبث بل الخبائث.

حدثوها رحمكم الله عن عدد الأطفال المتخلى عنهم في دور الرعاية وفي الشوارع والذي يشكلون قنابل موقوتة لهذا المجتمع…. أليس في هذا ضررا على المجتمع!!؟؟

جاء في تقرير (bbc arabic) التابع لهيئة الإذاعة البريانية نشر في عام 2013 أن “نسبة الأطفال المولودين خارج إطار الزواج قد ارتفعت إلى 47.5 بالمئة عام 2012، وتوقعوا حينها أن تتجاوز هذه النسبة 50 بالمئة في عام 2016”.

أليس في هذا إضرارا بالمجتمع؟؟!!

حدثوها رحمكم الله عن عدد الرُّضع الذين يُرمون بشكل يومي في حاويات القمامة وفي الفضاءات العامة… أليس في هذا ضررا على المجتمع!!؟؟

حدثوها عن الأمراض التي فشت في العالم بسبب العلاقات غير الشرعية كالسيدا والسيلان والزهري والهربس وغيرها…. أليس في هذا ضررا على المجتمع!!؟؟

حدثوها عن البيوت التي خُرِّبت والأبناء الذين شُردوا وانحرفوا وأضحوا مجرمين يهددون المجتمع بسبب الخلافات الزوجية التي سببها خيانات وعلاقات رضائية من أحد الزوجين.. أليس في هذا ضررا على المجتمع!!؟؟

وقد نقل تقرير البي بي سي السابق عن تيم لوتون وهو وزير سابق لشؤون الطفولة في تصريحه لصحيفة الديلي تلغراف قوله: “إن الناس يغيرون علاقاتهم بسهولة إذا كانت خارج نطاق الزواج، مضيفا أن أطفال العائلات التي يحدث فيها طلاق يواجهون مصاعب دراسية ويعانون من مشاكل نفسية”.

ومع هذا كله تتجرأ هذه السيدة على المجتمع المغربي المسلم بل تتجرأ على الفطرة، بل تتجرأ على فاطر السموات والأرض فتزعم أن الزنا لا يضر بالمجتمع!!!

وهل جاء الضرر للأمة الإسلامية وتسلطت عليها الهزائم إلا بشهوة الزنا؟؟

فأين هذه المرأة من وصية الحق سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء:32].

قال ابن القيم رحمه الله:” فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من ‌هاتين ‌الفاحشتين، ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله؛ فإنهما من أعظم الخبائث، فإذا انصبغ القلب بهما بعُد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب، وكلما ازداد خبثًا ازداد من الله بعدا” [إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (1/107)].

وقال ولي الله الدهلوي: “‌الزِّنَا من أكبر الْكَبَائِر فِي جَمِيع الْأَدْيَان، وَهُوَ من أصل مَا تَقْتَضِيه الجبلة الإنسانية، فَإِن الْإِنْسَان عِنْد سَلامَة مزاجه يخلق على الْغيرَة أَن يزاحمه أحد على موطوأته كَسَائِر الْبَهَائِم، إِلَّا أَن الْإِنْسَان اسْتوْجبَ أَن يعلم مَا بِهِ إصْلَاح النظام فِيمَا بَينهم، فَوَجَبَ عَلَيْهِم ذَلِك.[حجة الله البالغة(2/238)].

أفيحرم علينا ربنا ما لا ضرر علينا فيه؟؟

أفيحرم علينا سبحانه ما فيه لنا منفعة؟؟

إن من المسلمات لدى عقلاء المسلمين بل وغيرهم أن شريعة الإسلام وكل الشرائع السماوية المنسوخة قبل تحريفها قد جاءت بحفظ المصالح ودفع المفاسد، ونحن نتحدى كل معاد للشريعة أن يجد لنا في الأحكام الشرعية الإسلامية الثابتة حكما واحدا غلبت المفسدة في تركه فأوجبه الشارع أو أباحه، أو حكما انعدمت مفسدته أو ظهرت مصلحته فحرمه.

والله لن يجدوا ولهذا فليس صدفة أن يكون شعار الشريعة الإسلامية هو إباحة الطيبات وتحريم الخبائث؛ قال الله تعالى:(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ‌وَيُحَرِّمُ ‌عَلَيْهِمُ ‌الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)[الأعراف:157].

أما العزف على وتر الحرية فيما وأنه لا ينبغي التدخل فيما لا ضرر فيه على الغير فهي ورقة محترقة وأسطوانة مشروخة… ويكفي أن نقول: كما أن دعاة الحرية يستسيغون أن يتدخل القانون البشري لإلزام مستعملي الطريق في أمور لا ضرر على الغير فيها كإلزام سائق الدراجة النارية بوضع الخوذة، وإلزام سائق السيارة بوضع الحزام… ويُرتب على الإخلال بهما عقوبات مالية مع أنهما في حال الإخلال لا يضران إلا أنفسهما…
فكذلك عليهم -أي دعاة الحرية- أن يستسيغوا أن يمنع القانون الإلهي (الشرع) ما فيه مضرة على المسلم في خاصة نفسه أو عليه وعلى المجتمع في الدنيا والآخرةكما في حالة الحد من الحرية البهيمية في العلاقات الجنسية غير الشرعية.

وختاما نذكر هذه المرأة التي جاوزت السبعين عاما بأن تصلح ما بينها وبين ربها فإن القبر قريب والعرض على الله لا مفر منه ولا مهرب، وقد بدأ الفكر الشيوعي يندحر وينمحي وأخذ الناس من مختلف الأجناس في الإقبال على دين الله موحدين طائعين عابدين، وقد لفظ الشعب المغربي المسلم هذا الفكر وأصحابه فلا تحملوا أوزار غيركم إلى أوزاركم ولا تحرقوا أنفسكم ومستقبلكم في الآخرة بإرضاء منضمات غربية فاسدة مفسدة فإنها والله لن تغني عنكم من الله شيئا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M