فرنسا قيم جمهورية في أزمة‎

18 أكتوبر 2020 17:54
شركة محروقات فرنسية لها فرع بالمغرب في قلب فضيحة بإفريقيا

هوية بريس – نبيل عمر يانسي

الرئاسة الفرنسية​ تعلن أن الرئيس ​إيمانويل ماكرون​ سيترك القصر ويتوجه مساء الجمعة إلى كونفلان سانت أونورين في شمال غرب ​باريس​ و وزير الداخلية الفرنسي يقطع زيارته إلى المغرب ويعود إلى باريس في عجالة والنيابة العامة لمكافحة الإرهاب تحقق والقنوات والصحف الفرنسية تتناول الحدث بإسهاب وتستدعي التاريخ.

يبدوا أن هناك حدث جلل فعلا هناك شيء ما يقال أن سبب كل هذا جريمة قتل وقعت يوم الجمعة بالقرب من مدينة باريس لأستاذ التاريخ فرنسي الجنسية ويقال أيضا أن القاتل مسلم و أن هناك شهود عيان سمعوا الرجل يهتف الله وأكبر لا إله إلا الله ويقال بأن هذا الأستاذ قد عرض صور مسيئة للنبي الأكرام قبل أيام.

مسرحية سخيفة وإخراج أسخف الغرض منه هو ربط الإسلام بالعنف محاولة دعم أسطورة الدولة العلمانية الحديثة أن العنف و الدين متقارنان محاولة لإظهار أن دين الإسلام عنيف عكس الليبرالية فإنها ضحية هذه مسرحية هزلية الغرض منها هو تبرير إعتداء الجمهورية العلمانية في المستقبل على حقوق الجالية المسلمة في فرنسا.

في الحقيقة إن صحت هذه الجريمة وهي جريمة فردية على كل حال وبهذه الطريقة ووفق هذه الملابسات لكانت إدانة لقيم الجمهورية العلمانية نفسها لأنها تدفع بمواطنيها نحو العنف، ولكان هذا أكبر برهان على أن هذه القيم قد فشلت في تحقيق السلام داخل الجمهورية العلمانية نفسها فكيف يراد لها أن تصدر للخارج.

ولو أن الجمهورية العلمانية لا ترى أن السخرية من معتقدات الناس ومن مقدستهم فضيلة لكان كلا الرجلين في بيته أو في مكان عمله كما يحدث في كل المعمورة التي يوجد فيها إختلاف في العقائد والأديان إنه لا يوجد برهان على فشل هذه الجمهورية أكثر من هذه الإشتباكات التي لا تتوقف بين المواطنين الفرنسيين.

لا مجال هنا لإلصاق تهمة العنف بلإسلام ولا المسلمين لأنهم موجودون في كل العالم ولا يحدث مثل هكذا أعمال إن صحت ولم تكن صناعة إستخبارتية إلا في هذه الجمهورية فدل هذا على أن قيم الجمهورية الفرنسية هي السبب وهي التي تحرض المواطنين بعضهم على البعض و هي التي تقوم بتشجيع الكراهية داخل المجتمع الواحد.

الذي قتل كلا الرجلين هي قيم الجمهورية العلمانية ما في هذا شك لأنها لا تعبأ بدروس التاريخ التي تقول بأن التعرض بالسخرية لمعتقدات الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين دائما يصحبه العنف و الذي يفعل مثل هذا يعلم بشكل مسبق بأن هناك أناس سوف يعتبرون أن هذا عمل عدائي وأن مثل هكذا فعل لا يمكن أن يكون له معنى أخر عندهم.

وكم كانت لتكون الجمهورية العلمانية على خير لو أنها نصحت مواطنيها بالهدي القرآني بعدم السخرية من مقدسات الأمم “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ”، لجنبت كثير من الفرنسيين مسلمين وغير مسلمين كثير من الشحناء والتباغض وسفك الدماء ولكنها الحكمة العوجاء و النبهة الحولاء التي لا تتعلم من التاريخ.

كم صدق ذلك النبي القائل من ثمارهم تعرفونهم، ونحن نرى ثمار قيم الجمهورية العلمانية الشحناء و التباغض والكراهية بين المواطنين من جهة و إستغلال لبؤس الناس لمكاسب سياسية من جهة أخرى أليس في هذه الجمهورية رجل رشيد يستوعب دروس التاريخ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M