في بر الوالدين…

09 أغسطس 2020 11:30

هوية بريس – د.يوسف فاوزي

بالأمس شاركت في حراسة امتحانات ولوج كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، رأيت وجوها مشرقة لشباب وشابات في مقتبل العمر يحدوهم حماسهم البريء نحو مستقبل أفضل، سألت أحدهم: اذا نجحت فى المباراة أي تخصص ستختار؟؟، فأجاب بكل ثقة: القلب!، وأجابني الآخر: الصيدلة!

حينها أدركت أننا في هذا الوطن نمتلك جيلا لطالما تمادينا في نقده والتنقيص من شأنه! ففيه بقية خير تحتاج إلى سقيا صالحة.

أتعبني الوقوف والسير في القاعة، وزاد من تعبي الكمامة الضيقة، فوقفت بجانب النافذة لأحضى بالقليل من الهواء، فوقع بصري على آباء وأمهات يفترشون الأرض ويستظلون الاشجار المجاورة لجدار الكلية في انتظار فلذات اكبادهم، كانت وجوههم خاشعة مرهقة، أملهم الوحيد في تلك الساعة نجاح الأبناء والحصول على وظيفة طبيب!

أن يكون ابنك طبيبا هو شرف اجتماعي وعائلي بامتياز في ثقافتنا المجتمعية!.

شعرت حينها بقيمة تعب الآباء في تربية الأبناء، لقد ضحوا بكل شيء مقابل هذه اللحظة التاريخية: مباراة كلية الطب،
ثم تساءلت: كم قيمة ثمن الجزاء الذي سيكون مناسبا لرد جميل الآباء؟؟

إننا نعيش في زمان يعجز فيه الواحد منا أن يصف التضحيات التي يقدمها الآباء في سبيل مستقبل أبنائهم، وهذا أمر محمود غير أنه قد يؤدي إلى ما هو مذموم من جهة الإغراق في تعليق صلاح الأبناء في المستقبل المادي واغفال المستقبل الأخروي.

المهم هو إنشاء جيل صالح في نفسه ومجتمعه ليحقق وظيفة العبودية لله عز وجل، فصلاح الأبناء بر بالآباء، وبر الآباء يمتد حتى بعد مماتهما بالدعاء لهما، وهذا الدعاء لا يوفق له إلا أهل التربية الصالحة أطباء كانوا أو غير ذلك.

قال سبحانه (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ).

وفق الله أبناءنا لكل خير…، ورزقنا صلاحهم وبرهم…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M