قدور بن علي الورطاسي ت1414هـ/1994م

09 أبريل 2016 09:03

هوية بريس –  أحمد السالمي

هو الأستاذ الأديب المؤرخ المجاهد الشاعر قَدُّور بن علي بن البشير اليزناسني العتيقي الورطاسي الحسني، ولد في قرية ورطاس ضاحية أبركان في 18 ذي القعدة 1332هـ/30 شتنبر 1913م.

حفظ كتاب الله، وفي سنة 1930م التحق بالمعهد الديني بوجدة لمتابعة تعليمه، بعد ذلك التحق بكلية القرويين في فاس، وفي سنة 1936م، استدعاه السيد محمد بن العالم قاضي ابركان لينضم الى عدل محكمته. وفي نونبر 1937م عين عدلا بمحكمة تافوغالت الشرعية.

فتحت المدرسة القرآنية بابركان بعد الزيارة التي قام بها الزعيم علال الفاسي لابركان سنة 1936م، وقد وقع الاتفاق على عبد المالك بن السيد المختار بوتشيش على أن يكون مديرا لها، وعلى الرغم من أن الجو الوطني كان لابأس به فلم يكن الإقبال على هذه المدرسة من السهل على كل واحد، إذ أن الإدارة الفرنسية كانت تنظر إلى هذا النوع من المدارس على أنها ليست مدارس فحسب بل أنها في الباطن خلايا سياسية اتخذت مظاهر مدارس، وكان هذا واقع الأمر إجمالا، غادر عبد المالك بوتشيش إدارة المدرسة بعدما انخرط في سلك العدول بالمحكمة الشرعية بالدار البيضاء، وكان لمغادرته أثر في نفوس اللجنة المسيرة التي كلفت الفقيه عمرو بن الحسين الوكوتي بإدارة المدرسة، وفي هذه المرحلة أخذ قدور الورطاسي يتصل بالمدرسة وبمديرها، وقد ثارت الإدارة الفرنسية لهذا النشاط.

تأثر قدور الورطاسي كثيرا بالصحف الوطنية خصوصا جريدة الأطلس، هذه الجرائد التي كانت تنشر مقالات نارية، وكان يشترك أيضا مع المدير في تحرير مقالات ومراسلات بإمضاء “يزناسني”، فكانت هذه المقالات والمراسلات تعمل عملها في نفس قدور الورطاسي فضاعفت من عزمه لينخرط في النشاط السياسي في سنة 1936م ، وكان رحمه الله يقرأ الصحف الوطنية بحماس متضاعف، هذا الحماس الوطني قد نما جزء منه في فاس حيث كان يقرأ المقالات النارية في جريدة الحياة، بالإضافة إلى قراءته للصحف والمجلات المصرية والسورية واللبنانية، وخصوصا مجلة الرسالة.

وُلِعَ الورطاسي بالتأليف والتقييد، فكانت بداياته الأولى مع الكتابة بالقرويين سنة 1351هـ/1933م؛ إذ كتب بصحيفة «النجاح» الجزائرية، ثم عمل مراسلا للعديد من الجرائد مثل «السعادة»، و«الأطلس»، و«البصائر»، و«الشعلة» الجزائرية، و«الأسبوع» التونسية، وكَتَب مقالات في مجلة «دعوة الحق»، ومجلة «الإرشاد»، وله تصانيف مفردة يتعلق العديد منها بتاريخ المغرب الشرقي، وقد ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لهذه المنطقة، منها: «معالم من تاريخ وجدة» طبع بالرباط عام 1972م عن مطبعة الرسالة، و«بنو يزنانسن عبر الكفاح الوطني» طبع عام 1976م عن مطبوعات دار المغرب بالرباط، و«الأنيس المطرب في تاريخ شرق المغرب منذ عهد الكاهنة داهيا إلى سنة 1956م» طبع عن مطبعة الرسالة بالرباط في جزأين، و«ديوان الحدائق» في جزأين صدر عام 1977م بالرباط عن دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، و«فكيك المجاهدة»، و«بين ظلال الأصالة» طبع بالرباط عام 1989م عن مطبعة الأمنية، و«حياة محمد الدرفوي»، و«حياة أحمد بندالي»، و«حياة مصطفى المشرفي»، و«حياة بناصر بن الحاج العربي»، و«حياة محمد بن منصور»، و«غروب الاستعمار» طبع عام 1976م عن مطبعة الأمنية بالرباط، و«ذكريات الدراسة في فاس» طبع عن دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء، و«أربع سنوات مع جبهة التحرير الجزائرية» طبع عام 1976 بالرباط عن مطبعة ووراقة البلاد، و«لقاءات تاريخية»، و«الدرر اللامعة في الرد على رفيقة الطبيعة»، و«حياة محمد المدور الرباطي»، وله في الفقه كتاب:«فقه المناسك على مذهب مالك» وغيرها من التآليف التي تجلو عن ذهن وقّاد وقلم سيّال.

توفي رحمه الله بالرباط يوم 20 يوليوز عام 1994م/1414هـ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M