قيم التضامن بين الشعوب الإسلامية الخطاب النظري والواقع التاريخي مقاربة تاريخية حالة المغرب

08 أبريل 2021 13:24

هوية بريس- محمد حواش

يشكل مفهوم التضامن بمعانيه المختلفة عنصرا بنائيا قويا في منظومة القيم الإسلامية التي دعت إليها مختلف آي القرآن الكريم وحثت عليها عدد من الآحاديث النبوية، وأضحت، بحكم إلزاميتها وملحاحيتها، بمثابة الفرض الذي لا يجوز للفرد كما للجماعة المسلمة أن تتخلى عنه إلا في ظروف مخصوصة وحالات معلومة عرفها الفقهاء وحددوها، وذلك من منطلق وحدة الأمة الإسلامية وترابطها العضوي المتين. لذلك، وردت الآيات القرآنية والفتاوى الفقهية في موضوع الجهاد، باعتباره الصورة المثلى التي تتحقق عبرها فرضية التضامن الإسلامي، بصيغة الجمع. فقال الله تعالى: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين﴾ (البقرة: 189)، ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين﴾ (البقرة: 192)، ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير﴾ (الأنفال: 39)، أما فيما يخص الفتاوى الفقهية، فيظهر ذلك جليا من خلال نص الفتوى الذي ورد في جواب أبي الحسن علي بن عبد السلام التسولي على سؤال وجهه السلطان مولاي عبد الرحمن إلى علماء فاس بمناسبة الغزو الذي تعرضت له الجزائر سنة 1830 من قبل فرنسا، حيث قال: “إذا نزل عدو الدين بأرض الإسلام أو قريبا منها، مريدا الدخول إليها، فإن الجهاد فرض عين على أهل ذلك البلد وعلى إمامهم: شيوخا وشبانا، أحرارا وعبيدا، بل وإن على امراة إن كان لها قوة، ولا يتوقف قتالهم للعدو النازل على مشورة الإمام ولاسيما إن بعد عنهم، بل وإن لم يكن لهم إمام تعين عليهم  مدافعته ونصب الإمام، فإن لم يقدروا أهل ذلك البلد مع إمامهم تعين على أقرب الأئمة إليهم وعلى رعيته أن يعينوهم، فإن لم تكن منهم كفاية ومقاومة أيضا وجب على من والاهم، وهكذا حتى يأتي الوجوب منسجما على الجميع[1].”

وغني عن القول إن هذا الفعل التضامني المؤسس على قاعدة الدين والعقيدة، قد يتخذ أوجها عدة ويتحقق عبر مستويات مختلفة داخل الوطن الواحد وبين مجموعة أوطان إسلامية، بل وقد يتعدى ذلك إلى باقي بلدان المعمورة بغض النظر عن اتنماءاتها الدينية أو العرقية، كما قد يتحقق عبر صور وأشكال متعددة تتجاوز المدافعة العسكرية والمقاتلة بين الجيوش إلى الإغاثة الغذائية والطبية في حالات الكوارث الطبيعية والحروب والمجاعات وغيرها.

ومما لا شك فيه أنه قد ترتب على هذه الممارسة التضامنية في بعديها الديني والإنساني داخل المجال الإسلامي، خطاب نظري أضحت مفرداته جارية على لسان الجميع يردده الفرد الواحد منا بشكل تلقائي كلما ألمت بإحدى بلدان العالم الإسلامي نائبة من النوائب أو حلت قريبا منه، ولذلك تجده يسعى بما يملك من إمكانات ووسائل إلى بذل جهده حسب ما يقتضيه الظرف وتدعو إليه الحاجة حتى يتحقق هذا المطلب التضامني. وكثيرة هي الصور التي احتفظ لنا بها التاريخ عبر محطاته المختلفة، وتجلت من خلالها صنوف البذل والعطاء من أجل القيام بهذا الفعل التضامني من حيث هو أمر تفرضه النصوص الدينية الواردة في هذا الباب، وسلوك تقتضيه القيم الإنسانية التي ترسخت في الثقافة الجمعية لعموم المسلمين.

إلا أن المتتبع لهذا الشأن، يلاحظ أن القيام بهذا الفرض الديني والإنساني بالقدر الذي يتيح للفرد كما للجماعة الإسلامية تحقيق غاية التضامن وفق ما يتصوره ويطمح إليه، ليس دائما بالأمر الهيِّن، كما يلاحظ أن حدود ومستويات تنزيله على أرض الواقع لا تتم في الغالب على الوجه المطلوب والصورة المتوقعة. فيصاب الواحد منا بخيبات الأمل المتكررة أكثر ما تغمره نشوة الفرح والارتياح عندما تعوزه الوسائل عن إغاثة المظلوم ومدافعة الظالم في حالة تعرض هذا القطر الإسلامي أو ذاك لاعتداء داخلي أو خارجي، ويستقر في ذهنه، بالتبع والنتيجة، كم هو الفرق شاسع بين الخطاب النظري في هذا المضمار والمستوى التطبيقي.

وسعيا منا إلى الإسهام بنصيبنا في إبراز خصوصية قيم التضامن التي تتميز بها الأمة الإسلامية، سنحاول استدعاء بعض المحطات التاريخية التي تعرض فيها العالم الإسلامي لاعتداءات خارجية، وتطلبت من المغرب، دولة ومجتمعا، التعبير عن سلوكه التضامني والتزامه الأخلاقي تجاه محيطه الإسلامي عبر قنواته الخاصة والانتقال بهذا السلوك من مستوى النظر إلى حيز التطبيق ضمن حدود ومستويات معينة.

ولإدراك هذه الغاية، نقترح التوقف عند محطات تاريخية دالة من حيث جديتها وخطورتها؛ بدءًا بـ”الحروب الصليبية” التي تعرضت أثناءها بلاد الشام، في نهاية القرن الحادي عشر وطيلة القرنين الثاني عشر والثالث عشر، لغزو صليبي، ومرورا بالحروب المتواصلة التي أضحى يتعرض له أهل الأندلس في فترة حكم ملوك الطوائف من قبل الملك القشتالي ألفونس السادس، مما اضطر حكامهم إلى توجيه نداءات استغاثة متكررة إلى السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين، ثم سلسلة الحروب المتتالية التي كانت تتعرض لها الدولة العثمانية من قبل عدوتها التقليدية روسيا طيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومرورا بالحملة العسكرية التي قادها الجنرال نابليون بونابرت ضد مصر والشام بين سنتي 1798 و1801، والحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد طرابلس الغرب الغرب، أي ليبيا الحالية، بين سنتي 1801 و1805، والحملة الاستعمارية التي بدأت في تنفيذها فرنسا ضد الجارة الجزائر منذ سنة 1830 وآلت بسببها إلى مستعمرة فرنسية، وانتهاء بما تتعرض له فلسطين منذ سنة 1948 من احتلال وتهويد.

انطلاقا من هذه المحطات التاريخية، سنحاول مراقبة مستويات وحدود تحقق فرضية التضامن بين المغرب وغيره من الشعوب الإسلامية من حيث هو سلوك قيمي تحت عليه رابطة الدين وخطاب تدعو إليه وتروج له مختلف فعاليات الدولة والمجتمع في حالات مثل هاته.

  1. حروب الاسترداد المسيحية ونداء ملوك الطوائف إلى يوسف بن تاشفين

بعد سقوط الدولة الأموية في الأندلس في بداية القرن الحادي عشر، عرفت مختلف ربوع هذا البلد فوضى سياسية أفضت بها إلى قيام مجموعة من الكيانات الصغيرة على امتداد المجال الأندلسي عرفت بين الدارسين بـ”دول ملوك الطوائف”، وناهز عددها حوالي عشرين دويلة؛ اشتهرت منها: مملكة بني عباد بإشبيلية، ومملكة بني ذي النون في طليطلة، ومملكة ألمرية، ومملكة سرقسطة، ومملكة بلنسية، ومملكة بني مناد بغرناطة، ومملكة بني الأفطس ببطليوس، ومملكة بني جهور في قرطبة، وغيرها. وتزامن ظهور هذه الدويلات مع استفحال خطر حركة الاسترداد المسيحية التي كان يتزعمها في هذا التاريخ ملك قشتالة الفونس السادس. فصارت هذه الكيانات الإسلامية الصغيرة تحت رحمته؛ يفرض عليها الإتاوات، ويستعدي بعضها ضد بعض من أجل تمرير مشروعه النهائي في الاستحواذ عليها جميعا.

وأمام الخطر الذي أصبح يتهدد وجود هذه الكيانات الصغيرة وبسبب عجزها عن مكافحة هذا العدوان بمفردها، اجتمع رأي ملوكها وعلمائها على طلب النجدة من سلطان الدولة المرابطية آنذاك، يوسف بن تاشفين؛ فأوفدوا إليه عددا من الوفود الرسمية وغير الرسمية لتطلعه على الحالة السيئة التي آل إليها أهل الأندلس وتنوب عنهم في طلب النجدة. وكان مما ورد على يوسف بن تاشفين في هذا الموضوع رسالة من إنشاء وخط المعتمد بن عباد، أمير إشبيلية، جاء فيها: “(…) إنا نحن العرب في هذه الأندلس، قد تلفت قبائلنا، وتفرق جمعنا، وتغيرت أنسابنا، بقطع المادة عنا من معيننا، فصرنا شعوبا لا قبائل، وأشتاتا لا قرابة ولا عشائر، فقل ناصرنا، وكثر شامتنا، وتوالى علينا هذا العدو المجرم اللعين أذفنش، وأناخ علينا بكلكله، ووطئنا بقدمه، وأسر المسلمين، وأخذ البلاد والقلاع والحصون، ونحن أهل هذه الأندلس ليس لأحد من طاقة على نصرة جاره، ولا أخيه (…) وأنت أيدك الله، ملك المغرب أبيضه وأسوده (…) نزعت بهمتي إليك، واستنصرت بالله ثم بك، واستغثت بحرمكم، لتجوزوا لجهاد هذا العدو الكافر، وتحيوا شريعة الإسلام، وتذبوا عن دين محمد عليه الصلاة والسلام…[2].”

وبعد مشاورات، خاطب يوسف بن تاشفين المعتمد بن عباد، قائلا: “(…) وصل خطابكم المكرم، فوقفنا على ما تضمنه من استدعائنا لنصرتك، وما ذكرته من كربتك، وما كان من قلة حماية جيرانك، فنحن يمين لشمالك، ومبادرون لنصرتك وحمايتك، وواجب ذلك علينا من الشرع وكتاب الله تعالى، وأن لا يمكننا الجواز إلا أن تسلم لنا الجزيرة الخضراء تكون لنا لكي يكون جوازنا إليك على أيدينا متى شئنا…[3].”

وكما هو معلوم، تمت هذه الاستجابة من خلال جواز يوسف بن تاشفين بجيشه إلى الأندلس سنة (479ﻫ/1086م)، وخوضه هناك معركة شهيرة، هي معركة الزلاقة، ضد ملك قشتالة ألفونس السادس، كان النصر فيها حليفا للمسلمين. وقد أخر هذا النصر، حسب تقدير عدد من المؤرخين ومنهم عبد الله عنان، سقوط الأندلس بأكثر من أربعة قرون. فقد ختم هذا الأخير حديثه عن هذه المعركة بقوله: “ففي سهول الزلاقة ارتد سيل النصرانية الجارف عن الأندلس المسلمة، بعد أن كان ينذرها بالمحو والفناء العاجل، وغنم الإسلام حياة جديدة في إسبانيا، امتدت إلى أربعة قرون أخرى[4].”

  1. حروب الفرنجة بالشام وسفارة صلاح الدين الأيوبي إلى يعقوب المنصور الموحدي

في الوقت الذي كان فيه أهل الأندلس من ملوك الطوائف يستصرخون يوسف بن تاشفين ضد تهديدات ملك قشتالة الفونسو السادس، كان البابا أوربان الثاني يوجه نداءه الشهير سنة 1095م من دير كلوني بمدينة كليرمون فيرون الفرنسية إلى جموع راعياه المسيحيين من أجل التوجه إلى الشرق الإسلامي، قائلا: “فلينطق المسيحيون بالغرب لنجدة الشرق، ينبغي أن يسير الأغنياء والفقراء سواء، ينبغي أن يكفوا عن قتل بعضهم بعضا، وأن يباشروا عوضا عن ذلك القتال الحق، فيؤدون ما أمر الله به أن يعمل، وسوف يكون مرشدا وهاديا لهم، ومن يلق مصرعه في المعركة تحلل من  ذنوبه، وغفر الله أخطاءه[5].”

وكما هو معلوم، لقي هذا النداء البابوي استجابة عريضة داخل مختلف الأوساط المسيحية حينما تنادت إلى السير في حملات متتالية نحو بيت المقدس. وكانت نتيجة ذلك أن تمكنت هذه الحملات من إخضاع الشام لاحتلال صليبي استمر زهاء قرنين من الزمن. وقد تصدى لهذا الاحتلال عدد من قادة المسلمين، وفي مقدمتهم سلاطين الدولة السلجوقية ووريتثها الدولة الأيوبية، خاصة على عهد كل من السلطانين نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي. وقد شكل تحرير القدس من طرف هذا الأخير في أعقاب معركة حطين سنة (583ﻫ/1187م) أقوى لحظات هذه المواجهة.

في هذا الإطار، توجهت أنظار صلاح الدين الأيوبي نحو الجناح الغربي من العالم الإسلامي حيث كان يوجد معاصره يعقوب المنصور الموحدي الذي اشتهر في الأوساط المشرقية بكثرة أساطيله البحرية وشدة جهاده بشبه جزيرة الأندلس. لذلك أشخص إليه سفيره عبد الكريم بن منقذ الشيرزي لمده بالأساطيل لمكافحة جيش الإفرنج. اختلفت المصادر حول الرد الذي قوبل هذا الطلب، لكن أغلبها تقول بأنه كان سلبيا لأسباب ذكروها[6]. أما ابن خلدون الذي ردد بدوره رواية من سبقوه، انفرد، حسب علمنا، بإضافة جاء فيها: “ويقال إنه جهز له بعد ذلك مائة وثمانين أسطولا، ومنع النصارى من سواحل الشام، والله تعالى أعلم[7].”

ومهما اختلفت المصادر حول هذه الموضوع، فإنها تجمع على حضور أهل المغرب بأرض الشام وقتالهم المستميت لجيش الفرنجة مما بوأهم مكانة مرموقة لدى نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي وأكسبهم عداوة خاصة لدى الصليبيين[8].

  1. حرب الموسقو ضد العثمانيين ونداء مصطفى الثالث إلى سيدي محمد بن عبد الله

بعد مرحلة من الصراع والمواجهة بين الدولتين، المغربية والعثمانية، شهدت العلاقات بين الطرفين نوعا من التوادد والمؤازرة في صراعهما المشترك ضد القوى الاستعمارية الأوروبية. وقد تجلى ذلك بوضوح أيام السلطانين سيدي بن عبد الله ومصطفى الثالث، وخلفائهما من بعدهما، عندما أصبحت الدولة العثمانية تتعرض لسلسلة من الحروب من قبل دولة الموسقو؛ (أي روسيا الحالية)، في نهاية القرن 18. أثناء ذلك، طلب السلطان العثماني مصطفي الثالث من السلطان سيدي محمد بن عبد الله “بأن يقيم قراصينه بباب البوغاز من مرسى طنجة، التي اتخذها هي وتطوان قاعدة للأسطول، لئلا تدخل قراصين موسكو فتعيث في الجزر التي هي في مملكة العثماني، وهي جزر الأرخبيل. فأمر سيدي محمد بن عبد الله من تحت رئاسته أمير البحر المعطي فلويش الرباطي تهيئ ما تحت يده من القراصين واستعداد من إلى نظره من الرؤساء للمقام هناك. فامتثلوا ورابطوا، ولم يظهر شيء[9].”

إضافة إلى هذا، لم يذخر سيدي محمد بن عبد الله جهدا في دعم السلطانين العثمانيين، مصطفى الثالث وعبد الحميد الأول، بالمال والسلاح الوفير وافتداء الأسرى العثمانيين وإيصالهم إلى بلدانهم بواسطه سفنه، وعين لذلك سفارة مشهورة سنة 1881، وهي سفارة وزيره ابن عثمان المكناسي صاحب كتاب “البدر السافر لهداية المسافر إلى افتكاك الأسارى من يد العدو الكافر[10].”

  1. حملة نابليون على مصر ونداءات الجهاد العثمانية إلى مولاي سليمان

لأسباب تتعلق بصراعها التقليدي ضد إنجلترا، أوفدت فرنسا نابليون بونابرت على رأس حملة عسكرية إلى مصر سنة 1798 لقطع طريق الهند عن هذه الدولة، وأسفرت هذه الحملة عن احتلال هذه الولاية العثمانية لمدة ناهزت ثلاث سنوات. وأمام عجز الدولة العثمانية عن استخلاص مصر من قبضة الفرنسيين بمفردها، اضطرت إلى الاستنجاد بروسيا وإنجلترا. في هذا الإطار، وجه سليم الثالث إلى مولاي سليمان نداءات متكررة يدعوه فيها إلى قطع علاقاته بفرنسا وإعلان الحرب ضدها وتسيير جيش من لدنه نحو مصر.

لم يتمكن مولاي سليمان من تلبية هذه المطالب لأسباب ذكرها؛ منها “كثرة المشاغل وبعد المسافة” واتباع “أهل نواحي طرابلس وتونس والجزائر (…) أصحاب العقول الضعيفة والأوهام[11].” لكن مختلف المصادر التي تناولت أخبار هذه الحملة، تجمع على هيمنة أهل المغرب الأقصى على حركة الجهاد والمقاومة في مختلف ربوع الأقاليم المصرية. وفي مقدمة هؤلاء، نذكر: الشيخ محمد المغربي الجيلاني الهاشمي الذي قاد، هو وابن اخته حسن وأخوه طاهر، سلسلة معارك ضد جيش الحملة بإقليم الصعيد على رأس بضعة ألوف من المجاهدين من أهل الحجاز والمغرب، وانفردوا بتكبيده هزائم منكرة. وتناقل أخبار هذا المجاهد المغربي عدد من المؤرخين المعاصرين لهذا الحدث، نذكر منهم المؤرخ اليمني عبد الله جحاف الذي قال عنه: “قام في البلدة الحرام بوظيفة الدعاء إلى سناء الإسلام محمد المغربي الجيلاني الهاشمي لما وردت الأعلام بما صنعه الكفار اللئام من الهجوم على ساحات مصر. وتصدر بالحرم الشريف، فالتفت عليه الخلائق، واستمعوا إلى إرشاده إلى أنصع الطرائق، وفعل دعاؤه في القلوب ما فعل، وتسامع الناس بأخباره، فوردوا عليه وبذلوا نفوسهم وأموالهم بين يديه”، إلى أن قال: “فسار بهم حتى إذا حاذى مدينة أبنود، كتب إلى النصارى كتابا يدعوهم إلى الإيمان بالله ورسوله، فإن أطاعوا وإلا هو مقاتلهم، فأجابوا إلى القتال[12].”

وفي الوقت الذي كان فيه الشيخ محمد الجيلاني المغربي يقاتل جنود الحملة في إقليم الصعيد، ظهر مجاهد مغربي آخر في إقليم البحيرة، شمال القاهرة، وهو محمد بن الأحرش الدرعاوي المغربي الذي “جمع إليه أناسا من المغاربة وأهل الواسطة، وأصبح يقاتل الفرنسيس خارج مصر؛ (يقصد القاهرة) بما قدر عليه، وأثرت شوكته فيه، وأصبح له صيت بمصر إلى أن فتحها الله ورجعت للمسلمين[13]. “

وبينما كان هؤلاء المجاهدون المغاربة يقاتلون جيش الشرق بمصر تضامنا مع أهل هذا البلد الشقيق، كان العلماء والفقهاء والأئمة والخطباء وشيوخ الزوايا ورجالات التصوف والشعراء والزجالون يلقون الخطب وينظمون القصائد الشعرية لتحريض الناس على الاستعداد للجهاد وأخذ العبرة مما حدث بمصر خشية أن يتكرر ما حدث بالأمس القريب بالأندلس. وقد امتاز من بين هوءلاء في هذا الصدد، الكاتب المخزني محمد الرهوني بخطبه المنبرية، وسليمان الحوات بقصائده الشعرية، ومحمد ولد أرزين بأزجاله[14].

  1. العدوان الأمريكي على طرابلس الغرب والمواجهة البحرية بين الأسطولين المغربي والأمريكي

تعرضت إيالة طرابلس الغرب؛ (أي ليبيا الحالية)، في الفترة من 1801 إلى 1805، إلى عدوان عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وسبب ذلك اعتراض سفن طرابلسية سفينتين أمريكيتين وهما في طريقهما إلى الجزائر مما دفع الرئيس الأمريكي طوماس جيفيرسن إلى بعث سفنه الحربية إلى البحر المتوسط وضرب أي سفينة معادية وفرض حصار بحري على طرابلس، وشاركها في ذلك عدد من الدول الأوروبية وفي مقدمتها السويد والدنمارك، كما تحمس لهذا الحصار بابا الفاتكان بيوس السابع، وانتهت هذه المواجهة باستسلام طرابلس وتوقيعها اتفاقية 4 يونيو 1805.

في هذه الأثناء، حلت بالمغرب سفارة طرابلسية تطلب الدعم والمساعدة من المغرب، فخاطبها مولاي سليمان مؤكدا استجابته لطلبها: “وهيهات أن ندع إعانتكتم أو نبني في ذلك عذرا[15].” لكن سفنا أمريكية اعترضت السفن المغربية المحملة بالقمح في بوغاز جبل طارق وهي في طريقها إلى طرابلس، مما دفع المغرب إلى الدخول في مواجهة عسكرية مع هذه السفن بقيادة الرايس لوباريس سنة 1803[16]. ساعتها، كان السلطان مولاي سليمان بطنجة، وجاء في رسالة جوابية له على رسالة من قنصل أمريكا: “إن الذين وردوا علينا من إخواننا المسلمين مستنجدين بنا، كان من الصعب علينا أن نرد طلباتهم، وحتى لو فرضنا أن الطرابلسيين أعداء لكم، فحيث إنهم وصلوا إلى دارنا فقد كان عليكم ألا تمسوهم رعاية لجانبنا وعلى وجهنا، وأن الرايس الذي وقف إلى جانبهم إنما فعل ما تمليه عليه عاطفته[17].”

  1. الحملة الاستعمارية على الجزائر ومعركة إيسلي

تعرضت الجارة الجزائر لحملة عسكرية من قبل فرنسا سنة 1830 انتهت فيما بعد باحتلالها. “ولما وقع بأهل الجزائر ما وقع، اجتمع أهل تلمسان وتفاوضوا في شأنهم، واتفقوا أن يدخلوا في بيعة السلطان مولاي عبد الرحمن رحمه الله”، وبعد استشارته العلماء في ذلك، “قبل بيعتهم والتزمها”.  في هذه الأثناء، تمت مبايعة الحاج عبد القادر بن محيي الدين للرياسة على القبائل التي رفضت الخضوع للفرنسيين في غرب الجزائر، فبايعه أهل تلمسان على مبايعة السلطان مولاي عبد الرحمن، فقبل مبايعتهم و”أظهر الطاعة والانقياد للسلطان مولاي عبد الرحمن وخطب به على منابر تلمسان وغيرها (…) وكتب إلى السلطان يعلمه بأنه بعض خدمه وقائد من قواد جنده[18].”

أثارت هذه البيعة ومااستتبعها من دعم مغربي للمجاهدين الجزائريين بزعامة الأمير عبد القادر الجزائري حفيظة الفرنسيين، خاصة بعدما أطبقوا سيطرهم على مجموع التراب الجزائري وصار هذا الأخير “يتنقل في أطرافها، فتارة بالصحراء، وتارة بين بني يزناسن، وتارة بوجدة والريف وغير ذلك”، مصحوبا في تنقلاته هاته “بمن هو من رعية السلطان أو جنده”. لهذا السبب، اقتحم الفرنسيون الحدود سنة 1844 ودخلوا وجدة وانتهبوها، منتقضين بذلك الهدنة التي كانت سارية إلى ذلك الحين بين الطرفين، “فعمد السلطان على حرب الفرنسيين[19]“، وهي الحرب التي أسفرت عن معركة إيسلي المشهورة، والتي انهزم فيها المغرب، وتم التوقيع على معاهدة لالامغنية في السنة الموالية (1845).

وجدير بالذكر أنه سبق هذه الحرب التضامنية نداءات جهاد قوية تصدر لها عدد من علماء المغرب، وجاءت في كثير من الأحيان على شكل فتاوى وقصائد شعرية. ومن بين العلماء الذين أفتوا لصالح الجهاد إلى جانب أهل الجزائر، أبو الحسن علي بن عبد السلام التسولي الذي جاء في جوابه على سؤال وجهه السلطان مولاي عبد الرحمن إلى علماء فاس في الموضوع، ما نصه: “فقطر الجزائر مثلا حيث لم يقدروا على دفعه لعدم من يضبط كلمتهم، ولعدم وجود القوة منهم، بدليل أنه يتردد العدو إليهم ويأخذ مدائنهم شيئا فشيئا، فإنه يجب على من والاهم من أئمة المشرق وأئمة المغرب إلى سوس الأقصى وإلى بغداد، بل وإلى الهند مثلا أن يعينوهم بالجيوش والعدة والعدد…[20].”

أما بخصوص القصائد الشعرية، فنكتفي بما قاله الوزير ابن ادريس العمراوي في هذا الصدد:

يَا أَهْــلَ مَغْــرِبِنَـا حَـقَّ النَّفِيـرُ لَكُمْ    ***    إِلَى الجِهَــادِ فَمَا فِـي الْحَــقِّ مِنْ غَلَط

فَالشِّرْكُ مِنْ جَنْــبَاتِ الشَّرْقِ جَــاوَرَكُمْ    ***    مِنْ بَعْـدِ مَا سَــامَ أَهْل الدِّيْنِ بِالشَّـطَط[21]

  1. الجهود المغربية من أجل تحرير فلسطين

شكلت القضية الفلسطينية إحدى المحطات الرئيسة التي ترجم من خلالها المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، قيم التضامن الإسلامي في أعلى صورها. فقد كان للمغرب حضور مميز في مجموع اللحظات الحرجة التي مرت منها هذه القضية. وكانت أول مناسبة عبر من خلالها المغاربة عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الشقيق حينما حاول اليهود بسط سيطرتهم على أرض البراق فيما يسمى عندهم بحائط المبكى مما أدى إلى ماوجهات عنيفة بين الطرفين سنة 1929. فعبر رجالات الحركة الوطنية في عدد من المدن المغربية، مثل فاس وسلا عن تضامنهم من خلال كتابة العرائض وجمع التبرعات لصالح منكوبي وشهداء الدفاع عن المقدسات الدينية.

كما لم يفت عدد من علماء المغرب، من أمثال محمد بنونة والمكي الناصري، المشاركة في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في القدس سنة 1931 من أجل الدفاع عن فلسطين أمام ما كان يبيت لها من مشاريع استعمارية[22]. وعارض أيضا أعضاء الحركة الوطنية قرار تقسيم فلسطين سنة 1937، ورفعوا في شأن ذلك عرائض استنكار إلى القنصل العام الإنجليزي بالرباط[23]، وفعلوا نفس الشيء ضد قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة سنة 1947 حينما أصدر حزب الاستقلال بيانا اعتبر فيه قرار التقسيم عدوانا على حق العرب والمسلمين عامة، وأيدوا موقف الجامعة العربية في هذا الصدد، وبعثوا برسائل استنكار إلى الأمين العام للأمم المتحدة[24]. وبعد الإعلان عن قيام إسرائيل سنة 1948، وجه السلطان محمد بن يوسف رسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني قرئت على منابر المساجد بالمغرب. وتطوع بنفس المناسبة عدد من المغاربة للمشاركة في قتال اليهود الصهاينة بفلسطين[25].

ومنذ هذا التاريخ والمغاربة يعبرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وتجسد ذلك على الخصوص في المشاركة الشخصية للملك الحسن الثاني، رحمه الله، في مؤتمر القاهرة التي شهد ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، وقال بهذه المناسبة قولته الشهيرة: “لا يمكن أن يسجل التاريخ على الحسن الثاني تغيبه عن مؤتمر قمة  تبحث قضية فلسطين، ولابد أن أكون الشاهد لقضية فلسطين في هذا المؤتمر، والعامل في سبيل تحرير الشعب الفلسطيني من أية وصاية تفرض عليه[26].”

وإذا كانت ظروف حرب 1967 الاستثنائية قد حرمت المغرب من ترجمة تضامنه مع الشعب الفلسطيني على أرض الواقع، فإنه تمكن من بعث رسالة قوية في هذا الاتجاه عندما دعا إلى انعقاد مؤتمر إسلامي بالرباط إثر عملية الإحراق التي تعرض لها المسجد الأقصى سنة 1969، وقد اكتسى هذا المؤتمر أهمية خاصة عندما انبثق عنه تأسيس “منظمة المؤتمر الإسلامي[27].” وقد بلغ هذا السلوك التضامني مع الشعب الفلسطيني أوجه عندما بادر المغرب إلى إرسال تجريدة عسكرية إلى الجولان بسوريا للمشاركة في ما بات يعرف بحرب اكتوبر سنة 1973، والتي ساهمت بشكل فعال في تحرير مدينة القنيطرة السورية[28].

وتوج هذا المسار التضامني مع الشعب الفلسطيني برئاسة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، للجنة القدس بسبب ما أضحت تتعرض له هذه المدينة من عملية تهويد غير مسبوقة، وأنشأ لأجل مقاومة هذا التهويد مؤسسة مالية هي “بيت مال القدس” لتمويل مختلف المشاريع الإنقادية، والتي لا زالت تحظى إلى اليوم بكل العناية والدعم  من قبل الملك محمد السادس نصره الله.

خلاصة

يظهر من خلال هذه الشواهد التارخية، أن المغرب كان حاضرا بقوة إلى جانب إخوانه في البلدان الإسلامية الذين طالتهم يد العدوان على امتداد خط المواجهة الأمامي الذي كان يفصل بين ما كان يعرف عند الفقهاء المسلمين بـ”دار الإسلام” و”دار الحرب”. كما يلاحظ أن كل البلدان الإسلامية التي تعرضت للعدوان على امتداد هذا الخط، لم يتردد قادتها في توجيه نداءات استغاثة إلى المغرب عبر سفرائهم ومبعوثيهم، ولقيت مختلف هذه النداءات صدى إيجابيا في الأوساط المغربية على المستويين الرسمي والشعبي؛ فخاض المغرب من أجل ذلك حروبا ضد الدول المعتدية، وبعث بالمجاهدين إلى أرض المعركة، وزود هذه الدول بالمال والسلاح والمواد الغذائية، وانعقدت على أرضه المؤتمرات وانبثقت عنها مؤسسات سياسية ومالية لدعم قضايا الإسلام والمسلمين.

ومما تدعو الإشارة إليه أن علماء هذه الأمة وفقهاؤها قد اضطلعوا بأدوار تاريخية في تنمية وتقوية هذه القيم التضامنية في مختلف صورها، وخاصة ما يتعلق منها بالمحطات التاريخية المنوه بها أعلاه؛ فإليهم يرجع الفضل في تأطير تلك المبادرات عبر استشاراتهم العلمية وفتاواهم الفقهية وسعيهم الذؤوب بين قادة البلدان الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه من قبيل ما قام به عبد الرحمن بن منقذ الشيرزي حين أوفده صلاح الدين الأيوبي إلى يعقوب المنصور الموحدي أيام الحروب الصليبية، والسفارة الرسمية التي أوفدها المعتمد بن عباد وبعض ملوك الطوائف إلى يوسف بن تاشفين، وكانت مؤلفة من القضاة، والاتصالات التي كان يقوم بها أبو القاسم الزياني ومحمد بن عثمان المكناسي نيابة عن سلاطين المغرب تجاه سلاطين الدولة العثمانية.

وفي الختام، نقول إن قيم التضامن، بمعناها الديني الشرعي والإنساني الأخلاقي، تمثل إحدى الصفات المميزة للشخصية المغربية والمتجسدة في سلوك عملي ترجمته الوقفات التضامنية الشجاعة التي صدرت عن مجموع المغاربة، قيادة وشعبا، تجاه أشقائهم في المشرق والمغرب عبر فترات التاريخ المتتالية.

عن موقع الرابطة المحمدية

الهوامش

  1. محمد المنوني، مظاهر يقظة المغرب، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، 1985، ج1، ص27-28
  2. مجهول، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، تحقيق: سهيل زكار وعبد القادر زمامة، الدار البيضاء: دار الرشاد الحديثة، 1979، ص45-46.

أورد كاتب هذا المصدر نص الحوار الذي دار بين المعتمد بن عباد وابنه وولي عهده الرشيد ابي الحسن عبيد الله حول موضوع الاستنجاد بيوسف بن تاشفين ضد ألفونسوا جاءت فيه قولته الشهيرة: “أي بني، والله لا يسمع عني أبدا أني أعدت الأندلس دار كفر، ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام  مثلما قامت على غيري، حرز الجمال والله عندي، خير من حرز الخنازير”. م، س، ص44-45.

  1. المرجع نفسه، ص50.
  2. محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس، العصر الثاني: دول الطوائف، مكتبة الخانجي بالقاهرة، 1997، ص332.
  3. ستيفن رنيسمان، تاريخ الحروب الصليبية، ترجمة السيد باز العريني، بيروت: دار الثقافة، 1981، ج1، ص171.
  4. يشكل موضوع هذه المشاركة إحدى المسائل الخلافية بين عدد من الدارسين؛ إذ في الوقت الذي نوه بها البعض وحاول من خلالها تأكيد أطروحة التضامن بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في لحظة حرجة مثل هاته، أنكرها البعض الآخر. أنظر على سبيل المثال:

عبد الوهاب التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، مطبعة فضالة، المحمدية، 1988، مج6، ص314-315.

عبد الحميد زغلول، “العلاقة بين صلاح الدين الأيوبي ويعقوب المنصور الموحدي”، مجلة كلية الآداب، الإسكندرية، 1953.

عبد المجيد بهيني، وقفات في تاريخ بلاد الشام زمن الحروب الصليبية، مطبعة الكرامة، الرباط، 2005، ص255-259.

  1. تاريخ ابن خلدون، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس: خليل شحادة، وراجعه: سهيل زكار، بيروت: دار الفكر، 1988، ج6، ص331.
  2. عن تفاصيل مشاركة المغاربة في مقاومة الصليبين بالشام، أنظر: التازي، التاريخ الدبلوماسي، م، س، مج6، ص311-315.
  3. عبد الرحمن بن زيدان: العلائق السياسية للدولة العلوية، المطبعة الملكية، الرباط، 1999، ص87.
  4. لمزيد من التفاصيل عن هذه المرحلة الموسومة بالتعاون بين الدولتين المغربية والعثمانية، أنظر: عبد الرحيم بن حادة، المغرب والباب العالي، منشورات مؤسسة التميمي، زغوان، تونس، 1998، ص159-201.
  5. لأخذ فكرة واضحة عن موقف مولاي سليمان من نداءات السلطان العثماني بهذا الخصوص، أنظر:

محمد حواش: المغرب وحملة نابليون بونابرت على مصر والشام، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة، نوقشت بكلية الآداب ببني ملال، السنة الجامعية 2003/2004، غير منشورة، ج1، ص166-174.

  1. مصطفى سيد سالم: نصوص يمنية عن الحملة الفرنسية على مصر، نصوص مختارة من مخطوطة يمنية تحت عنوان: درر نحور العين بسيرة الإمام المنصور علي وأعلام دولته الميامين، تأليف: لطف الله جحاف، صنعاء: مركز الدراسات اليمنية، 1989، ص96-100.
  2. مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار، تحقيق: أحمد توفيق المدني، الشركة الوطنية، الجزائر، 1980، ص86.
  3. تعرضنا بتفصيل لمختلف المواقف التي صدرت عن هذه الفئات بخصوص الحملة في أطروحتنا. أنظر: محمد حواش: المغرب وحملة نابليون بونابرت على مصر والشام، م، س، ص172-211.
  4. محمد بنهاشم: السياسة الخارجية المغربية على عهد السلطان مولاي سليمان، أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب، فاس، السنة الجامعية، ص88. ولمزيد من التفاصيل عن الحرب الأمريكية-الليبية وموقف المغرب منها، أنظر:

محمد بنهاشم، العلاقات المغربية الأمريكية، (1786-1912)، الرباط: دار اقرأ، 2009، ص75-87.

  1. أورد الضعيف الرباطي معلومات مفصلة بخصوص هذه المواجهة البحرية، أنظر:  تاريخ الضعيف، تحقيق أحمد العماري، الرباط: دار المأثورات، 1986، ص326ـ328.
  2. التازي: التاريخ الدبلوماسي، م، س، مج9، ص305.
  3. أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى، البيضاء: دار الكتاب، 1997، مج3، ص42.
  4. المرجع نفسه، ص50.
  5. أنظر: محمد المنوني: مظاهر يقظة المغرب،  م، س، ص27-28.
  6. الناصري: الاستقصا، مصدر سابق، ج.3، ص50.
  7. علال الفاسي، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 1992، ص168.
  8. محمد بالحسن الوزاني: حرب القلم، بيروت: دار النهضة العربية، ج.1، ص61-62.
  9. عبد الإله بالقزيز وآخرون: الحركة الوطنية المغربية والمسألة القومية (1947-1986)، بيروت، 1992، ص60.
  10. عبد القادر الإدريسي: مواقف شاهدة، المحمدية، 1984، ص207.
  11. أحمد عسه: المعجزة المغربية، بيروت، 1975، ص362.
  12. أبو بكر القادري، المغرب والقضية الفلسطينية، الدار البيضاء، 1989، ص17.
  13. عسه: المعجزة المغربية، مصدر سابق، ص370.
آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M