لا تأخذ دينك من أهل الأهواء

05 أبريل 2016 14:31
فيديو.. كلام محزن عن ما يتعرض له المسلمون من بطش على أيدي البوذيين

د. رشيد نافع

هوية بريس – الثلاثاء 05 أبريل 2016

لابد من الأخذ عن أهل الفضل كالأساتذة الفضلاء من شيوخ العلم، وليس الاقتصار على الكتب. ومن هنا كره المتقدمون الأخذ عن الكتب، وسمّوا الذي يأخذ من الكتب دون الشيوخ صحفيا، لأنه سيقع في التصحيف والتحريف، بل يتعين على المُتلقي أن يتخير طالب العلم من الشيوخ من عُرف بالاستقامة على منهج أهل السنة والجماعة، ومن كان من العلماء العاملين، وهم لا يخفون في كل عصر، وفي كل مصر.

وهذا ما نجده في الأثر الذي أورده الخطيب في الكفاية: “يا ابن عَمَر، دينَك دينَك، إنما هو لحمكَ ودمك، انظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استـقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالُوا”، ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما: كما في “الكفاية” للخطيب: “لا تأخذوا العلم ممن لا تجوز شهادته”، وقول محمد بن سيرين رحمه الله كما في مقدمة صحيح مسلم: “إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم”، ونرى كيف أن علي بن المديني رحمه الله سُئل عن أبيه كما في “كتاب المجروحين لابن حبان” فقال: “اسألوا غيري”. فقالوا: “سألناك”. فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: “هذا هو الدين، أبي ضعيف”. فالأمانة العلمية اقتضت منه أن يضعف أباه، فلا يغتر الناس بروايته.

ومما أُثر عن الامام مالك رحمه الله كما ذكر ذلك الإمام الذهبي في “السير” قوله: “لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يُعلن السفهَ وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به”.

وقال الإمام عبد الله بن المبارك كما في “شرح علل الترمذي” لابن رجب: “يكتب الحديث إلا عن أربعة: غلاّط لا يرجع، وكذاب، وصاحب هوى يدعو إلى بدعته، ورجل لا يحفظ فيحدث من حفظه”.

ولاريب أن الأمانة العلمية من أبرز ما يتحلى به العالم الرباني، الذي التزم بالضوابط الأخلاقية من جهتي التلقي والأداء، ففي التلقي لابّد من توفر الأخذ عن أهل الفضل، والمنهجية في التحصيل، والتقيّد بآداب التلقي، والأمانة في الفهم، وفي الأداء لا بّد من توفر الأهلية، والعزو إلى المصادر الأصلية، والصدق في النقل، ومراعاة حال المخاطَب، وحسن الصياغة.

 والعلماء الربانيون هم المراد في قوله تعالى: “ولكن كونُوا ربانِيِّين بِما كنتم تـعلمون الْكتاب وبِما كنتم تدرسون” آل عمران:79، وهذه الربانية تجلت لديهم في الصدق والإخلاص في العلم اللذين دلت عليهما الأمانة العلمية، ثم إن تلك الأمانة أثمرت بركة في الفهم، وقبولا من المولى، وتقبلا واستجابة عند أداء العلم إلى أهله.

عدنان إبراهيم يرد على عدنان إبراهيم:

سلام على الأمانة العلمية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M